كما تسلمت القوات الأفغانية المسؤوليات الأمنية في سبع عشرة محافظة تمهيداً لخروج القوات الأجنبية نهاية العام ألفين وأربعة عشر.
و في عام 2011 وعكس ماكان متوقعاً ارتفع عدد القتلى في صفوف القوات الأميركية والأطلسية جراء هجمات شنتها طالبان. وكانت أكبر ضربة وجهتها طالبان لهذه القوات في ولاية وردك جنوب العاصمة كابول حيث أدت إلى مقتل 32 جندياً أميركياً من فرقة النخبة.
كما نفذت طالبان هجمات متزامنة على السفارة الأميركية وقاعدة قوات الناتو في قلب كابول. و تقول إحصائيات مستقلة بأن عديد قتلى القوات الأميركية وحلف الناتو تجاوز 540 جندياً خلال هذا العام.
أما المدنيين الأفغان فلن تتوقف عمليات استهدافهم من قبل القوات الأجنبية بغارات جوية أو عمليات طالبان التفجيرية. حيث أشارت إحصائيات مستقلة بأن حصيلة القتلى في صفوف المدنيين تجاوزت 1000 قتيل خلال عام 2011. حيث شكلت حصيلة ثقيلة أججت الشارع الأفغاني، وزادت المطالبات برحيل القوات الأجنبية من الأراضي الأفغانية.
و طرحت التطورات الأمنية خيار حل الأزمة عبر التفاوض مع الجماعات المسلحة. فتم تشكيل مجلس المصالحة والسلام لفتح حوار مع طالبان. لكن جهود هذا المجلس توقفت بعد اغتيال رئيسه برهان الدين رباني.
وخلال عام 2011 أيضاً إنطلقت رسمياً عملية تسليم الصلاحيات الأمنية من القوات الأجنبية إلى القوات الأفغانية حيث تسلمت الملف الأمني في سبعة عشر محافظة تمهيداً لخروج القوات الأجنبية نهاية عام 2014.
كما دعا الرئيس الأفغاني حامد كرزاي نهاية عام 2011 إلى عقد مجلس اللويا جيرغا بمشاركة أكثر من إلفين من زعماء القبائل والشخصيات السياسية؛ والذي تم خلاله الموافقة على منح أميركا قواعد عسكرية، شريطة التوقف عن المداهمات الليلية والإعتقالات العشوائية والأهم من ذلك عدم شن الهجوم على الدول المجاورة انطلاقاً من الأراضي الأفغانية. لكن توصيات المجلس ظلت حبراً على الورق، حيث خرقت طائرة تجسس أميركية الأجواء الإيرانية، تم إنزالها من قبل القوات الإيرانية.
واختتمت الحكومة الأفغانية هذا العام باستدعاء سفيرها في قطر احتجاجاً على نية الدوحة فتح مكتب لطالبان دون استشارة الحكومة الأفغانية.
وتتحدث الحكومة الأفغانية عن إنجاز سياسي يتمثل في عقد مؤتمر بون الثاني بألمانيا حول مستقبل أفغانستان والذي يرسم خارطة طريق للسنوات العشر المقبلة؛ لكن المعارضة تشكك في قدرة هذه الحكومة في استغلال الفرص، ويبدو أن مفردات مثل انتشار الفساد وضعف السلطة والتدهور الأمني واستهداف المدنيين ستكون هي المسيطرة على أجواء 2012.
12/31 15:14 Fa?