قضية البدون في الكويت بدون حلول ناجعة

قضية البدون في الكويت بدون حلول ناجعة
الجمعة ٠٦ يناير ٢٠١٢ - ٠٢:١٧ بتوقيت غرينتش

قضية البدون في الكويت تبقى بدون حلول ناجعة رغم الوعود الرسمية . تظاهراتهم الاحتجاجية على أوضاعهم المعيشية استمرت ومعها استمرت عمليات قمعهم .

مو ظلم ظلمات يوم القيامة النبي (ص) مو الظلم ظلمات يوم القيامة، أين المشايخ ما يطلعون فتاوى لهذا الظلم الذي يرونه لهذه الفئة، وما هو عملته هذه الفئة هذه، قمت الغالي والنفيس، شهداء، أمور كثيرة قدمتها هذه الفئة لهذا البلد، جميع الأمور الإنسانية محرومين منها، أنا أريد أن أكلمك الآن عندي خمس بنات، بنتين عندهم شهادة ميلاد، وثلاثة لا يوجد عندهم شهادة ميلاد، وأنا أبي من أبطال سينا.

والله عددنا سبعة خمسة أطفال وأنا والزوجة سبعة.. بيتكم كم غرفة؟؟ بيتنا غرفة واحدة مع الطرقة هذه.. أنت تسوق سيارة؟؟ والله أرف بس إجازة ما عندي.. لماذا لا يوجد لديك إجازة؟؟ والله ما أخذت إجازة قدمت على إجازة.. كم عمرك؟؟ عمري الحين مواليد 61. وعندك خمسة عيال وما يعطونك إجازة سيارة؟؟ إي والله. أين ولدت؟؟ ولدت في الكويت والحمد لله. أولادك مواليد الكويت؟؟ نعم كلهم الحمد لله. طلعت لهم شهادة ميلاد؟؟ والله شهادة ميلاد موقفينها الآن.

إني لا شيء الحكومة رافضة أنها تقبلني، هل أنا راتبي راح عبء اقتصادي على دولة الكويت، لا أعتقد، هل أنا يعني أنتم إلى أحد الأحزاب السياسية أو أني ناشط سياسي خطر على دولة الكويت، لا أعرف، هل مشكلة أمنية هل أنا منتمي إلى أحد العصابات، هل أنا مشكل مافيا خطيرة، لا أعرف السبب أنا أفكر ما هو السبب. أنا مصروفي أخذه من أبي وأمي، يعني أنا كيف أتزوج الآن.

أنا أبي بكرامتي بس، أنا جدي ولد في الكويت وأبي ولد في الكويت وأبي يشتغل في الجيش أنا لا أريد شيء فقط أحفظوا كرامتنا.

يعتبر مصطلح "البدون" تعبيراً مشهوراً على ألسنة الناس في الكويت، للدلالة على فئة اجتماعية غير محددة الجنسية مقيمة على الأراضي الكويتية منذ مدة طويلة

  أما آخر مصطلح استخدمته الحكومة الكويتية لوصف هؤلاء هو "المقيمون بصورة غير شرعية". وهو المصطلح الذي يحمل في طياته مزج وجودهم بقانون الإقامة رغم عدم خضوعهم له. ويُعتقد أن اختيار هذا المسمى يرجع أساسه إلى ممارسة نوع من الضغط النفسي على أفراد هذه الفئة، أملاً في أن يظهر منهم من يمتلك وثائق تثبت انتماءه إلى دولة ما.

والحق أن قضية البدون في الكويت لا تشبه مثيلاتها في الدول العربية الأخرى، إذ أن للكويت وضع خاص وظروف مغايرة، لكن الأمر الذي جعل من هذه القضية ازمة متفاقمة هو هذا التغير الحاصل في معاملة الدولة الكويتية لهذه الشريحة من القاطنين أراضيها.

  مرت مشكلة البدون في الكويت بمراحل عدة: مرحلة صدور قانون الجنسيةعام 1959 وحتى 1985، وهي المرحلة التي لم يشعر فيها بأي انتهاك لحقوقهم باستثناء الحصول على الجنسية من العام 1985 وحتى الغزو العراقي 1990 وهي مرحلة بداية التشدد.

والمرحلة الثالثة منذ تحرير الكويت 1991 وحتى الآن، وهي مرحلة زاد فيها التشدد والمعاناة بالنسبة إلى البدون.

  إن تريث دولة الكويت في حل قضية البدون المتفاقمة يترجم فعلاً تخوفها من انعكاسات التجنيس وتأثيره على تركيبتها السكانية خصوصاً أن هناك الكثير ممن ينضوون تحت لواء " البدون" ينتمون لدولة غير عربية في المنطقة لها مخططاتها ومشاريعها المناهضة لدول الخليج الفارسي من حيث الباطن.

   فالحالة اللاإنسانية التي يعاني منها البدون تجعل الأمر أكثر إلحاحاً في ضرورة وضع حد يوقف هذا النزف الاجتماعي المتردي داخل هذه الشريحة، فالبدون يعانون الأمرّين اجتماعياً واقتصادياً وصحياً، فهم محرومون من حقوق كثيرة.

 منها المتعلقة بالحق في التوظف في مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص، والحق في الحصول على الشواهد (الوثائق الثبوتية) كعقود الميلاد والزواج والطلاق والوفاة، وبطاقات مدنية، والحق في التنقل بحرية داخل البلاد، والحق في السفر، والحق في التعليم لأبنائهم وفي الرعاية الصحية. وهذا الأمر لا علاقة له بالتجنيس، فالتجنيس يخضع لشروط قانون الجنسية فمن تتوفر فيه تلك الشروط فله الحق فيها.

  ومن الأمثلة على هذه المعاناة أن الكويتي إذا تزوج من سيدة بدون، فإن الأولاد يعامَلون على أساس أنهم بدون. ويطلق على هؤلاء اسم "الكويتيون البدون". ولا تصدر أي وثائق لهم مثل شهادة الميلاد التي تحتاج إلى خانة ميلاد الأب والأم.

 ومن صور المعاناة أن البدون لا يمكنه الحصول على جواز سفر إلا بشق النفس وهو صالح لسفرة واحدة فقط  ولا يبدو أن حل قضية البدون سيكون سهلاً.

لا يبدو أن حل قضية البدون سيكون سهلا . طبعا هذا صحيح إذا بقي التعاطي معهم على أساس الفوقية كما يقول البدون أنفسهم الذين عادوا فعلا للتحرك الاحتجاجي المتواصل رغم ما يلاقيه هذا الاحتجاج من قمع .

 مدرعات ومروحيات وقوات خاصة، مدججة بالأسلحة في إحدى مناطق الكويت السكنية مشهد نراه للمرة الأولى في الكويت، منطقة تيماء في الجهراء نقلت لنا هذا المشهد بعد أن اشتدت اشتباكات بين مئات من القوات الخاصة والعشرات من غير محددي الجنسية "البدون" كانوا يتظاهرون في ساحة بالقرب من مسجد تيماء في منطقة الجهراء، واقتصرت مطالبات المتظاهرين على توفير أقل متطلبات الحياة البسيطة رافضين حالة الإهمال الحكومي لهم ولاحتياجاتهم.. نحن هنا جاين ناس توصل صوتها للحكومة، لا نريد أن يحصل صدام بيننا وبين قوات الأمن، ودعم ساعة ساعتين زمن ويذهبون لبيوتهم،" أعطيكم دقيقتين".

أباء شهداء وأبناء أسرى وأبناء كويتيات، وناس فنت عمرها، فنت حياتها في الداخلية وفي الجيش وقدموا أنفسهم فداءاً للوطن وكما ترون لا أحد فيهم قادر أن يأخذ حقه.

وفي سابقة جديدة حاصرة القوات الخاصة التظاهرة حيث تم اعتقال 28 شخصاً من المتظاهرين الذين هتفوا مطالبين بحقوقهم بعد أن هاجمهم رجال القوات الخاصة بالقنابل الدخانية، ومن ثم تمت مطاردتهم داخل الشوارع وإلى منازلهم وسط صراخ النساء والأطفال، وعلى رغم هجوم القوات الخاصة ورش المياه على المتظاهرين إلا أن ذلك لم يحل دون تجمعهم لأكثر من مرة.

الذي حدث اليوم شيء بشع جداً اليوم كنا في إجراءات مباشرة مع اللواء محمود الدوسري عن طريق الأستاذة مها البريس نائبة رئيس الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان، ووعدها بالتلفون ونحن موجودين وموثقة وموجودة لدى الأستاذة مها بعدم ضرب البدون، ولكن بعد أن أنهى الاتصال معها بدقائق أمر هو شخصياً بضرب البدون وللأسف تم ضرب العشرات من البدون وحتى اعتقال معتقلين 28 شخص، وعندنا أيضاً الصحفي فهد المياح من جريدة الراي معتقل، وأيضاً الصحفي محمد شرهان معتقل، ومصور آخر وكذلك مساعد الشمري أمين عام تجمع الكويتيين البدون هو معتقل حالياً، لذلك وهناك 28 شاب معتقل، وللتوضيح هناك أطفال دون 15 سنة تم اعتقالهم وضربهم بشكل بشع، وللتوضيح القنابل الدخانية دخلت إلى بعض بيوت تيماء وهذا موثق لدينا وسنبثه عبر الإنترنت بإذن الله، دخلت القنابل الدخانية إلى منازل البدون، فنحن نقول لوزارة الداخلية ما الداعي لكل هذا التعسف، التعسف جريمة كبرى مع ناس لا يتمتعون بحقوقهم الإنسانية، العنف لا يولد نتائج إيجابية، بل على وزارة الداخلية تنقل رسالة واضحة للجهات العليا وللجهات المسؤولة إن البدون يعانون، ويعانون، لذلك عمليات قمعهم واعتقالهم وأسرهم هذه لا تولد حل أو قمع أو إيقاف هذه التجمعات، البدون مستاءين جداً غاضبين جداً من عمليات القمع والاعتقالات اليومية.

 معاناة البدون مستمرة دول حل رغم الوعود التي قدمتها الحكومة ورغم المناشدات المتكررة لأمير الكويت بإيجاد الحلول .

 معانات البدون مستمرة دون حل غم الوعود التي قدمتها الحكومة ورغم المناشدات المتكررة لأمير الكويت بإيجاد الحلول.. يا شيخ صباح هذه قضيتنا وعدونا قالوا لجنة مركزية تأملنا فيها خير، ما نفع لجنة مركزية، قالوا لجنة الفضالة، ما نفعت لجنة الفضالة، قالوا معارضة، وقالوا أعضاء مجلس الأمة لا نقع ولا احد عمل شيء، يا شيخ صباح إذا ما حليت أنت القضية واله لا أحد يحلها.

 إنها قضية البدون التي تعود إلى الواجهة من جديد على رغم أن نار المطالبة في حلها لم تهمد يوماً إثر تأكيد مسؤول في جهاز رسمي كويتي، مكلف إعداد توصيات بشأن مشكلة "البدون"، أن السلطات يمكن أن تمنح الجنسية لـ34 ألفاً من البدون الذين يعيشون في البلاد. ووعْد رئيس الوكالة المركزية للمقيمين غير الشرعيين صالح الفضالة بتسوية هذا الملف في غضون خمس سنوات.

وعود يأمل بدون الكويت أن تتحقق رغم سقفها المنخفض. ولكن السؤال لماذا يبقى البدون بدون جنسية وحقوق في دولة يغلب عليها طابع الثراء لثرواتها النفطية وارتفاع مستوى معيشة والدخل لفئات من أبنائها يصل إلى حد تصنيفهم بالأعلى في العالم؟

كلمات دليلية :