كشف الإعلام السوري من تضليل بعض الإعلام العربي

ويقول آخرون إنهم مسلحون إرهابيون يتخذون من المظاهرات غطاءاً شعبياً وإعلامياً لتحركاتهم وإجرامهم، تظهر للعيان مقاطع فيديو كهذا تماماً يظهر أيضاً مجموعة من المسلحين بكامل عتادهم، والتركيز هنا على هذا الشخص الذي يفترض وفق الفيديو أنه أحد المنشقين عن الجيش السوري، ولكن في بحث أجرته الحقيقة السورية في اليوتيوب عن أصول هذا الشخص وجدت أنه لم يكن جندياً ولا عسكرياً أصلاً، وإنما كان مدرساً في إحدى الابتدائيات أخرج وراءه الأطفال وطلابه الصغار وأعلن من يومها أنه على هذا الطريق، ثم ذهبت أيام لتأتي أخرى، فيرى في مقاطع أخرى كهذا وهو يشارك في تنظيمات مسلحة كهذه، ثم يسوق الأمر أمام إعلام العالم أن هؤلاء ليسوا مسلحين ولا إرهابيين بل جنود منشقون يحمون المدنيين، وقصص كقصة هذا المدرس تجيب بدورها عن هوية هؤلاء وغيرهم، يحسم الأمر مراقبون تعليقاً على هذا الموضوع أرحب بالكاتب والمحلل السياسي الأستاذ حسين رمال، برأيك لماذا كل هذا التضليل الإعلامي على سوريا، البعض يرى أنه ليس ربما إلا دليل ضعف عند أصحابه، فيما يرى فيه آخرون أنه دليل قوة كونه السلاح في المواجهة، من وجهة نظرك كيف ترى هذا الأمر؟

ج: الإعلام دائماً يتعاط بنقل الخبر، لو كانت الثورة السورية هي ثورة حقيقية لشعب ضد حكم لكان الإعلام تعاط بنقل الحبر من سوريا إلى الخارج فيما نجد أن الخبر يسقط على سوريا كأن هناك إسقاطات إعلامية من أجل التأثير لصناعة العقول في رأي عام ينقلب انقلاباً كلياً على التماهي المباشر والالتحام المباشر ما بين الشعب وما بين الحكم، من أجل ذلك نجد أن التضليل الإعلامي تتم التعاطي معه بشكل استراتيجي من أجل أن تكون هذه الحركية في حراك ممول استخباراتياً وممول إعلامياً مرفقاً مع استفحال العملين الإعلامي والاستخباراتي على أرض الواقع في سوريا، مما يدل على أن هناك خيفة كبرى من أن يصمد هذا النظام لما له من شعبية على أرض الواقع، وبالتالي ينسحب ذلك على إشكالية كبرى تمتد وسوف تتفشى في باقي الدول التي هي من صنيعة الدول الغربية التي تتعاطى بشكل استحباراتي وبشكل استراتيجي في تثبيت العائلات النفطية والملكية في المنطقة مما يدل على أن قوة النظام في سوريا مع الإرهاصات الداخلية التي لا بد من الإصلاحات التي أشار إليها شخص نفس الرئيس بشار الأسد، لكن هناك إشكالية بأن بنية الدولة في سوريا هي بنية صحيحة وحقيقية وبالتالي لا تفريق بين مواطن وآخر، وبالتالي فإن النظام في سوريا ليس نظاماً عائلياً، وبالتالي إسقاطات وإرهاصات الإعلام، وبالتالي نجد أن كل هذه التفاصيل الإعلامية تسقط على سوريا من موقع أن لا بد للعمل الاستخباراتي من أن يدخل وينخر الداخل السوري لن المسألة ليست مسألة ثورة حقيقية، ما يحصل في سوريا هو حراك وهو تسلل لمسلحين عبر دول مجاورة لتأثير على الواقع السوري، وبالتالي لإظهار سوريا في مظهر أنه هنالك ثورة وبالتالي نحن أمام إشكالية معقدة هي أن الرئيس بشار الأسد دخل مباشرة بشكل أربك العالمين العربي والغربي من خلال الإصلاحات المباشرة التي باشر فيها بشكل مباشر.

س: نبقى في السياق عينه والآن لنرى شريطاً آخر بثه التلفزيون السوري يثبت فيه تزييف للحقائق ولكن سرعان ما تنكشف الكذبة ونعلق عليه بعد هذا التقرير.....

ــ تناقلت مواقع الإنترنت صوراً ومقاطع فيديو لما قيل إنه مقتل رامي علوش بالإعدام شنقاً من قبل الأمن السوري، وصورة رامي كانت حاضرة موجودة واضحة وآثار الضرب والإعدام واضحة أيضاً على جسده وهذا ما يرتقي فوق رتبت القرينة ليعتبر دليلاً دامغاً ولا ينقض إلا بدليل دامغ آخر فهل هناك دليل أقوى من صورة الشخص الميت نفسه.. "بعيد الشر عن قلبه".. ليش بعيد الشر والزلمة توفى يسأل مراقبون.. لأن دليلاً مناقضاً ظهر يجيب آخرون رامي علوش من مواليد حما يدرس الطب البشري في روسيا سمع بخبر وفاته مثله مثل غيره ورأى مشاهد جثته بعد أن قيل إن الأمن أعدمه.. فصور نفسه في صور موثقة بأوراقه الشخصية وصور مقطع فيديو وموثق بالتاريخ أيضاً.

بسم الله الرحمن الرحيم اليوم الأحد يصادف 15-12- 2011 أنا الطالب رامي علوش من أهالي حما أدرس في روسيا من فترة شفت مقطع الفيديو على الجزيرة واليوتيوب بأني مقتول على يد الأمن السوري.. وأنا الحمد لله صحتي تمام، وأنا عايش وما في أي شيء وهذا المقطع لا أدري كيف وصل لهم وكيف انتشر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الغريب في الموضوع وفق مراقبين أن صورة رامي في المقطع الذي صوره بنفسه تكاد تتطابق مع صورة من قيل إنه رامي الذي شنق على يد الأمن، فما هي الوسيلة التقنية التي اتبعت بإنجاز فيديو كهذا لإكمال عناصر تأليف قصة كهذه، يسأل مراقبون.

س: أستاذ حسين رمال انطلاقاً مما شاهدناه في هذا التقرير هل ترى أن هذا التضليل الإعلامي بات ينطلي على المشاهد العربي والسوري تحديداً الذي أصبح كما تعلم يتمتع بوعي كبير يستطيع من خلاله كشف مثل زيف هذه الأكاذيب؟

ج: ما من شك أن سوريا هي دولة أمنية وهي دولة توزع أمناً على بقية الدول، وهذا يشهد لها من خلال الجامعة العربية يوم تعاط بشكل أمني وثيق وارتباط اتفاق مع سوريا، نجد أن التضليل الإعلامي الذي ما زال يسقط على سوريا نجده لا يرقى إلى مستوى أن يصل إلى صناعة العقل السوري في التأنيب وفي الانقلاب على الواقع الإعلامي الصادق في مكان ما في سوريا، لأن الشعب السوري بات يدرك أن المسألة هي مسألة فبركة وهي مسألة تتويجاً لما جاء به الكثير من المسؤولين العرب في حالة الطلبنة وفي عملية وهبنة من أجل أن تكون سوريا واحد من الدول الجهوية التي تتماها مع الموقف الجديد لنظام سياسي أو إسلام سياسي يتماهى كلياً مع أنشطة داخلية تترافق هذه الأنشطة مع الجهوية في سوريا من أجل الانطلاق ضد محور آخر وهو المحور الإيراني، وبالتالي نجد ان هذا التضليل الإعلامي ببساطته وفي ضيق صورته لكنه ذات معنى إستراتيجي ينسحب على ما ذكرته بأن هناك توجه استراتيجي على مستوى الإعلام من أجل يكون الشعب السوري ملحقاً بالركب الاستخباراتي والمفبرك على امتداد الوطنين العربي والإسلامي في تأجيج الملف الطائفي وتسعيره في هذا المجال.