كشفت صحيفة "روزليوسف" المصرية أن جهازا رقابيا كبيرا في مصر يقوم بالتحقيق فيما يعرف بـ«فضيحة تغيير مناهج التعليم» التي كلفت بها سوزان مبارك خبراء إسرائيليين مقابل 300 مليون دولار، ويتضمن ملف التحقيق تسجيلات صوتية للجلسات السرية التي دارت بين سوزان مبارك والخبراء الإسرائيليين المتخصصين فى تغيير مناهج الدين والتاريخ، وكشفت هذه التسجيلات عن تعهد سوزان مبارك للخبراء الإسرائيليين بالضغط على كل من وزير التربية والتعليم ومفتى الديار المصرية ووزير الأوقاف لتنفيذ خطة تغيير المناهج، وكانت سوزان مبارك قد تسلمت مبلغ 300 مليون دولار بعد اتفاقها مع الخبراء الإسرائيليين بشهرين، على أن تتم طباعة الكتب الجديدة بدون وجود الأحاديث والآيات القرآنية والدروس التاريخية التى تهاجم إسرائيل.
ونشرت الصحيفة المصرية تفاصيل القضية مشيرة إلى أن خطوات تنفيذ خطة سوزان مبارك والخبراء الإسرائيليين بدأت عام 1998، بعقد اجتماع بقصر الاتحادية بمصر الجديدة «بمقر رئاسة الجمهورية» مع وفد إسرائيلى متخصص فى اللغة العربية والدين الإسلامى وعلم النفس الاجتماعي. تابعين لجامعة القدس «وتل أبيب» و«بار إيلان» وحضر هذه الجلسة «تسفى مازائير» السفير الإسرائيلى فى القاهرة فى ذلك الوقت.
واللافت أن الإدارة الأميركية فى ذلك الوقت هي التى قامت بترتيب عقد هذه الجلسات بين سوزان مبارك والخبراء الإسرائيليين،.
وبحسب "روزليوسف " فإن راديو الشبكة الثانية الإسرائيلية في 21 ديسمبر كانون الأول الماضي بث تسجيلا صوتيا قالت الصحيفة أنها تملك نسخة منه يؤكد أن الرئيس المخلوع وزوجته اتفقا مع إسرائيل دون تحديد الاسماء على البدء فى خطة تغيير نظام التعليم فى المراحل الأولية الثلاث الابتدائية والإعدادية والثانوية.
وشهد مصدر من وزارة الاوقاف المصرية كما تقول "روزليوسف" أن الخطة لم تكن على حد علمه إسرائيلية فقط بل كانت فى الأصل أميركية من وجهة نظره لأن سوزان طلبت حذف كل ما يخص الجهاد ضد الأعداء والمحتلين وهو ما كان يشمل اليهود والأمريكيين وقتها وأنها حددت أجزاء وآيات وأحاديث ودروسا تاريخية بعينها كانت تدخل فى اطار ما سمته سوزان بـ «تهديد الأديان الأخرى».
الأغرب طبقا لمعلومات المصدر أن بنيامين بن إليعازر القيادى بحزب العمل الإسرائيلى خلال زيارته السرية القصيرة لمبارك فى فيلته بشرم الشيخ عقب تنحيه عن الرئاسة، قد طلب أن يرد مبارك لإسرائيل مبلغ الـ 300 مليون دولار فطلب مبارك مهلة لبحث امكانية القيام بذلك لكن مجريات الأحداث تسارعت ودخل السجن مع أبنائه.
الصورة واضحة . التغييرات في المناهج الدينية والتربوية والتعليمية في مصر زمن مبارك كانت بضغط وطلب أميركي إسرائيلي, ولكن ماذا عن التغييرات التي حصلت في بعض الدول العربية بهذا الاتجاه . ربما سيأتي الوقت الذي تكشف فيه الحقائق أو إذا اردتم الفضائح .