وقد جاءت الولايات المتحدة على رأس الأنظمة المتضرررة والمتخوفة من إنعكاسات الصحوة الإسلامية على بقية أنظمة الإستبداد والتبعية للخارج في العالم العربي،فقامت على الأثر بتحريك ما اصطلح على تسميته بالثورات المضادة للإلتفاف على ما تحقق من جهة وإجهاض ما لم يتحقق من جهة أخرى.
وقد لعبت الدول التي تسير في فلك السياسة الاميركية وعلى رأسها العربية السعودية ،دور حصان طروادة لإختراق الحركات السياسية العربية من خلال الرشى المالية والتضليل الإعلامي بغية الحفاظ على ما تبقى من أنظمة دكتاتورية في المنطقة ، ولمنع التغيير الديمقراطي الحقيقي من خلال الحراك الشعبي.
ولعل ما جرى في ليبيا من دخول حلف الناتو على خط الثورة لإستيعابها وحرفها عن مسارها ، وفي اليمن من خلال ما سمي وساطة مجلس تعاون دول الخليج الفارسي لتعويم نظام علي عبدالله صالح ولو من دونه ،إضافة الى البحرين التي حاول الإستكبار قمعها من خلال الإحتلال السعودي المباشر ، لعل ذلك خير دليل على قلق الغرب وأتباعه ومحاولاته الدؤوبة للإلتفاف عليها .فهل يفلح الإستكبار في الإنتصار على إرادة الشعوب أم تنتصر سنن التاريخ وتنتصر الشعوب ولو بعد حين؟