هذا المأزق الذي لم يكن يتنبه له العرب الباقون من غير دول الخليج (الفارسي) بات الان محل استدراك من قبل بعضهم لكن بعدما فات الاوان وبينت التطورات الاخيرة ان المخطط الذي رسم لتغيير واقع سوريا سقط بالضربة القاضية ودخل من يقف وراء هذا المخطط في دوامة الضعف امام القرار السوري الذي اتخذ بالمواجهة منذ بدء الاحداث .
ولهذا لم يعد بمقدورالعرب الامريكيين لا التقدم الى الامام ولا التراجع في كلتا الحالتين الخسارة ستكون اكبر من الثانية . ولعل ما يبين هذا المازق الذي تعيشه الدول العربية في الخليج الفارسي في التعاطي مع الملف السوري وفي طليعتها السعودية وقطر هو سحب ممثليهم من فريق المراقبين ومن ثم الحديث عن قرار سحب كل المراقبين بعدما ظهر ان هؤلاء المراقبين في واد والمخطط الامريكي الذي ينفذه بعض العرب ضد سوريا في واد .
والا ما معنى ان يؤكد التقرير لرئيس المراقبين محمد الدابي ان المسلحين هو من يعتدي على الجيش وقوى الامن السورية التي ترد وان المسلحين هم الذين يقتلون ويدمرون في سوريا وليس العكس . قرار احرج قطر والسعودية ومعهما دول مجلس التعاون لهذا بدا هذا الانفعال على وزير الخارجية السعودي ووزير الخارجية القطري الذي يبدو من خلال حراكه المستمر ضد سوريا ان بلده تنفذ اجندة خارجية في اطار تغييير وجه المنطقة وتقسيمها من جديد الى دول وعرقيات ومذهبيات بما يتناسب والمصالح الامريكية في المنطقة .
وقد بدا واضحا من المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير خارجية سوريا وليد المعلم للرد على المقررات الاخيرة للجامعة العربية ان سوريا مرتاحة لوضعها على مستوى النظام وعلى مستوى الحالة الشعبية التي تؤيد هذا النظام والتي هي الى تزايد بعدما ظهر ما يريده المسلحون الذين ينفذون خطط امنية معد من الخارج لضرب الاستقرار في سوريا خصوصا وان هؤلاء المخططين من الامريكان ومعهم بعض العرب لم ينجحوا في ايجاد صورة ممثالة لما جرى في مصر وتونس وليبيا رغم كل حملة الاضاليل والاكاذيب والدس الاعلامي الذي استعملوه كاداة يمكن ان تساعد في تفيذ ما يريدون تنفيذه في سوريا.
ولعل هناك من يستهجن وهم كثر كيف يتحدث وزير الخارجية السعودية عن الديمقراطية وعن مخاوفه مما يقوم به النظام السوري ضد شعبه ( حسب زعمه) ولا يرف له جفن امام ما يجري في بلاده في بعض المناطق الشرقية ومما يجري في البحرين من قتل للاطفال والشباب واعتقال للنساء والرجال على يد النظام في هذا البلد وبمشاركة سعودية ايضا وهنا لا بد ان نسأل اين هي الجامعة العربية مما يجري في البحرين نحن لم نرى قرارا واحدا ينصف هذا التحرك المسالم في البحرين ضد نظام يراه كل العالم كيف يتصرف مع مواطنيه بهذا الظلم والهمجية .
في كل الاحوال اكثر المراقبين يتحدثون عن ان المخطط في سوريا لم ولن ينجح وهم لم يستطيعوا تنفيذ مجرد جزء منه ولو استطاعو لظهر ذلك منذ الشهر الاول للاحداث في سوريا وبالتالي سوريا كانت وستكون العقبة الرئيسة ومعها الجمهورية الاسلامية الايرانية بما تملك من قوة امام اخذ منطقة الشرق الاوسط الى واقع جديد لمصلحة امريكا وحليفها الكيان الاسرائيلي.
لا ان هناك من يؤكد من المطلعين على اوضاع المنطقة في لبنان ان هذا الشرق الاوسط لن يكون الا لمصلحة محور الممانعة والمقاومة في المنطقة وبالتالي لمصلحة الامة الاسلامية ضد التحالف الصهيو- امريكي.
محمد غريب