عاجل:

ما بين ارادة الشعوب في المنطقة والهيمنة الاميركية

الإثنين ٣٠ يناير ٢٠١٢
٠٣:٣٩ بتوقيت غرينتش
ما بين ارادة الشعوب في المنطقة والهيمنة الاميركية ‎ ‎لعل المخطط التامري على منطقة الشرق الاوسط بدا بجوهره الحقيقي منذ سنوات ‎طويلة من اجل تفتيت المنطقة ووضع اليد على الثروات العربية الهائلة خد مة ‎ للمصالح الدولية والكيان الصهيوني، لذلك لا يمكن وضع ما يجري في سوريا ‎الا تكملة مغرضة وخبيثة لمشاريع الشرق الاوسط الجديد، الهادف اصلا الى ‎فصل الترابط الحاصل بين ايران وسوريا والمقاومة في لبنان، لانهم يشكلون ‎محور الممانعة والمقاومة في وجه الاطماع الاميركية والاسرائيلية.

 ‎وصحيح ان المجتمع الدولي لا يريد اصلاحات حقيقية في سوريا، والاصح انه ‎يريد اسقاط النظام واضعاف سوريا وصولا الى تقسيمها، ولهذا فان المبادرة ‎جامعة الدول العربية حول سوريا، تندرج في سياق خطة متكاملة لايصال الملف ‎السوري الى مجلس الامن وتدويل الازمة السورية حتى اسقاط النظام لكن من ‎يتطلع الى يحصل في سوريا يرى ان النظام السوري ما زال متينا وقويا ‎وسيستمر عصيا على المؤمرات، سواء كانت عربية او دولية.

 ‎وقد ساعد قيام الرئيس السوري  بشار الاسد بجملة اصلاحات سياسية كبيرة ‎باطلاق  مسيرة الديمقراطية في سوريا وهذا الامر لا يريد ان يراه اعداء ‎سوريا اليوم  من الولايات المتحدة الاميركية الى السعودية وقطر  .

 وفي ‎اطار التغييرات في سوريا وفي معلومات خاصة حول انعقاد مؤتمر حزب البعث ‎الذي سينعقد خلال الايام القليلة المقبلة، ان هذا المؤتمر سيقوم بتغييرات ‎ مهمة في جسم الحزب، فضلا عن تشكيل حكومة جديدة في وقت قريب ستضم عددا ‎كبيرا من الشخصيات المستقلة وممثلين عن الاحزاب القديمة والجديدة بحيث ‎ستمثل هذه الحكومة كل شرائح المجتمع السوري، كما ستشهد سوريا خلال شهرين ‎انتخابات تشريعية على اساس الدستور الجديد.

 ‎واذا كان ان ما يجري في سوريا من اعمال ارهابية على ايدي المسلحين تطال ‎المدنيين في مدنهم وقراهم يكشف حجم المؤامرة التي تتعرض لها، فان تسابقا ‎يجري بين هذه الاعمال المسلحة لعصابات المدعومة من قطر والسعودية ‎وعمليات الاصلاح التي يقوم بها الرئيس السوري  الذي على ما يبدو انه ‎استطاع حتى الساعة ان ان يحمي بلده من ان تتحول الى ساحة ملتهبة تحركها ‎الاطماع والاهداف المشبوهة.

 ‎ومع تلمس بعض المتابعين بدقة لما يجري في سوريا  توجها لدى المؤسسات ‎الدولية لتدويل الازمة السورية, ما يعني ان المرحلة القادمة شديدة التوتر ‎والفوضى, وان الرهان السياسي والاستراتيجي الغربي خرج من اطار العمل ‎السياسي التفاوضي الى اطار العمل الاجرائي.

 ‎ولذلك ينطلق الحديث من قبل اكثر من متابع لمجريات المنطقة من اننا نطل ‎على مرحلة من اعقد مراحل التاريخ المعاصر تتقرر فيها مصائر شعوب المنطقة ‎ومن هنا لابد من الاستعدادا للمواجهة ليس في سوريا فحسب انما في المنطقة ‎باسرها.

  فاما تنتصر ارادة الحق والاستقلال عن الهيمنة الغربية, واما ‎ترزح لعقود جديدة من التبعية والانسحاق الحضاري.

 وهذا ما لا يرجوه كثيرون ‎وهم لا يعتقدون ان الهيمنة الاميركية قادمة على المنطقة ولو كانت كذلك ‎لبقي الاحتلال الاميركي جاثما على صدور العراقيين  في الفترة القليلة ‎المقبلة  على الاقل للعب على الارض السورية .

 فلا يمكن للاميركي الذي فر ‎هاربا من العراق تحت وطاة ضربات المقاومة ان يعيد الكرة من جديد خصوصا من ‎الباب السوري الذي يعد من امتن الابواب العربية في مواجهة التهديدات ‎الاميركية .

 ‎وفي اطار المواجهة مع الاميركيين هناك من يعتقد في لبنان ان من  مسؤولية ‎العرب والمسلمين والاحرار ان يثبتوا الى جانب سوريا وايران لانهما يمثلان ‎خيار الدفاع عن الامة وعن مقدساتها, ويضيف هؤلاء انهم لا يجيدون من تحريك ‎النزاعات المذهبية في الوقت الذي تقف فيه ايران وسوريا الى جانب حقوق ‎الشعوب المستضعفة وحق الشعب الفلسطيني على وجه الخصوص الا طريقة خسيسة ‎للالتفاف على مطالب هذه الشعوب وعلى انكار اي حق للشعب الفلسطيني في ‎الوجود والوطن.

 وتوجيه الانظار الى اماكن اخرى  ليس فيها مصلحة لشعوب ‎المنطقة وخصوصا العربية منها .
 ‎ولهذا هنا في بيروت من يطالب برفع الصوت بكل قوة من اجل ان تنتبه جماهير ‎الامة الاسلامية والعربية  الى المخطط الاستعماري الجديد, ومن اجل ان ‎تعمل لافشال المخططات الغربية والصهيونية بتقسيم البلاد العربية الى ‎مناطق طائفية ومذهبية.
 ‎محمد غريب – بيروت ‎

0% ...

آخرالاخبار

تصفها بـ "المجنونة".. صحيفة عبرية تحذر من خطة نشر قوات باكستانية في غزة


نتنياهو في واشنطن لطلب "الضوء الأخضر" بشأن إيران وملف غزة


اختراق «حنظلة» يربك تل أبيب.. مكتب نتنياهو يتخبط بين النفي والتحقيق + فيديو


سوريا الجديدة وإعادة هندسة التطرف


عملية دهس في القدس وإصابة جندي اسرائيلي وهروب المنفذ من المكان


بين لقاء فلوريدا وغرق غزة: السياسة تتعثر والمآسي الإنسانية تتفاقم


الاعتراف رسميا بنوع خامس من داء السكري


تصريحات مفاجئة لإعلامي أميركي شهير عن الدعاية الإسرائيلية ضد المسلمين


اعتراف الاحتلال بـ"أرض الصومال".. خبايا وتداعيات


الاعلام العبري: الجيش الإسرائيلي درس إمكانية تجنيد أبناء العمال الأجانب المقيمين لعلاج نقص الجنود