محللون: نتنياهو أضعف بكثير من مهاجمة إيران

محللون: نتنياهو  أضعف  بكثير من مهاجمة إيران
الإثنين ٠٥ مارس ٢٠١٢ - ٠٤:٤٩ بتوقيت غرينتش

شكك ساسة ومحللون إسرائيليون بقدرة رئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على اتخاذ قرارات إستراتيجية مثل مهاجمة إيران.

جاء ذلك على خلفية الانتقادات والاتهامات الخطيرة التي وجهها إليه مستشاره السياسي السابق ورئيس مجلس الأمن القومي في الکيان الإسرائيلي السابق عوزي أراد في نهاية الأسبوع الماضي.

وكان أراد قال في مقابلة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الجمعة الماضي إن نتنياهو مقتنع بأن مراقب الدولة يحيك مؤامرة للقضاء عليه سياسياً وأن نتنياهو أوحى لمستشاريه ومساعديه بالكذب أمام ممثلي المراقب خلال تحقيقهم في تسريب معلومات أمنية سرية لوسائل الإعلام واتهم أراد بتسريبها واضطر للاستقالة وتبين لاحقاً أنه بريء منها.
وأشار ناحوم برنياع كبير المحللين في "يديعوت أحرونوت" في عددها الصادر أمس الأحد إلى أن جميع رؤساء حكومات الکيان الإسرائيلي الـ12 غيروا مستشارين ومساعدين "لكن اثنين منهم فقط فعلوا ذلك بطريقة خلفت ذيلاً من الدماء، وهما وزير الحرب إيهود باراك ونتنياهو".
وكتب برنياع أن أكثر ما أثار قلقه وقلق زميله المحلل السياسي في الصحيفة، شمعون شيفر، خلال عملهما على المقابلة مع أراد هو "هل نتنياهو، كما تم كشفه في المقابلة، هو الرجل الذي بإمكان الإسرائيليين أن يودعوا بين يديه القرار حول ما إذا يجب مهاجمة إيران أو عدم مهاجمتها، وجميع الأسئلة الأخرى تتقزم أمام هذا السؤال المصيري".
وكتب المحلل السياسي – الأمني في صحيفة "هآرتس" أمير أورن أن "الجانب الشخصي لأراد، مهما كان مثيراً للفضول بقدرته على إضاءة الزوايا المعتمة في أداء نتنياهو وزوجته ومكتبه، يتقزم قياساً بقضيتين جوهريتين وهما اتخاذ قرارات أمنية مصيرية وعلى رأسها شن عملية عسكرية محتملة ضد إيران، والتحقيقات في تسريبات بمبادرة رئيس الوزراء وبتنفيذ الشاباك".
وأضاف أورن أن أقوال أراد الذي كان "أمين سر" نتنياهو طوال الـ15 عاماً الماضية تستوجب إجراء تحقيق جذري لأنه "يظهر منها أن إسرائيل، التي قد تجد نفسها على عتبة مغامرة حربية، موجودة بأيد لا يمكن الوثوق بها، ويحظر أن تبقى هذه الأقوال معلقة بالهواء".
وعقبت رئيسة حزب كديما والمعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني على اقوال أراد في المقابلة الصحفية بالقول إن "ثقافة الكذب والاحتيال في مكتب رئيس الوزراء، التي تحدث عنها رئيس مجلس الأمن القومي، يجب أن تؤرق جميع مواطني إسرائيل، ويظهر رئيس الحكومة للمرة الثانية خلال أسبوع أن من يتعاون مع المستشار القانوني للحكومة أو مع مراقب الدولة هو واش ومكانه في البيت، وهذا يشكل خطرا بالغاً على الدولة وعلى سلطة القانون".
وكانت ليفني تشير بذلك إلى أقوال أراد وإلى تعقيب نتنياهو على تقديم ثلاثة من مستشاريه شكوى إلى المستشار القانوني للحكومة حول قيام مدير مكتب رئيس الوزراء نتان إيشل بالتحرش بموظفة في المكتب، وبعد اضطرار الأخير إلى الاستقالة امتدحه نتنياهو وفي الوقت نفسه انتقد المستشارين الذين قدموا الشكوى.
ونقلت "هآرتس" عن أراد قوله "لن أتراجع حتى يتم توضيح الأمور، وأنا اقول الحقيقة ولا اقول شيئا غير الحقيقة لكني لم أقل بعد كل الحقيقة، ونتنياهو يصدر تعليمات لرجاله بالكذب".
وأضاف أراد أن أقل ما يمكن أن يقبل به هو الاعتذار له علناً ولوح بأنه "إذا كنت سأتوجه إلى هيئات قضائية فإنه قد يكشف مخالفات خطيرة أكثر ارتكبتها جهات في مكتب رئيس الوزراء".
وعقب نتنياهو، المتواجد في الولايات المتحدة للقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما وبحث الموضوع الإيراني، على اقوال أراد قائلاً إنه لا ينبغي الغضب على أحد يطلق أقوالاً خلال ضائقته.
وأضاف نتنياهو أنه يحترم مراقب الدولة وعمله وأنه يرى بالمراقب أداة ضرورية لتحسين الأداء.
يشار إلى أن أراد قال خلال المقابلة مع "يديعوت أحرونوت" إن باراك عارض قانون مجلس الأمن القومي، الذي ينص على وجوب حضور رئيسه لكافة المداولات واللقاءات الأمنية، وسعى إلى منع أراد من تطبيق هذا القانون.
وأضاف أراد أن هناك صراع قوي داخل مكتب رئيس الوزراء وأن المستشار العسكري لنتنياهو اللواء يوحنان لوكير تآمر ضده من أجل تجريمه بتسريب معلومات أمنية سرية إلى وسائل إعلام، وأن زوجة نتنياهو اتهمت أراد بأنه "واش".
وتحدث أراد أيضاً عن أن محققي جهاز الأمن العام (الشاباك) أوقفوه لدى نزوله من الطائرة عائداً من مهمة في خارج البلاد واصطحبوه إلى التحقيق لساعات طويلة دون أن يعلم أحد بمكانه الأمر الذي أثار قلق عائلته حول أسباب اختفائه.
وقال أراد أن تصرف الشاباك سببه أن رئيس الجهاز يوفال ديسكين يريد الانتقام منه لأن "ديسكين يظن بأني أحبطت تعيينه رئيساً للموساد" بعد نهاية ولايته في رئاسة الشاباك.