فرصة تاريخية للتصحيح والوحدة

فرصة تاريخية للتصحيح والوحدة
الإثنين ١٢ مارس ٢٠١٢ - ١١:٤٠ بتوقيت غرينتش

12/3/2012 محمد سيف الدولة Seif_eldawla@hotmail.com

رغم قسوة الضربة التى وجهت الى كرامتنا الوطنية ، ورغم عمق التبعية الذى انكشفت للجميع ، ورغم درجة الخضوع التى ظهر بها المجلس العسكرى ، الا انه رُبَّ ضارة نافعة .

فردود الفعل الشعبية والسياسية كشفت عن موقف وطنى واحد للجميع على اختلاف تياراتهم وانتماءاتهم. وهو ما يطرح إمكانية الانطلاق من هذا الموقف فى اتجاه لم الشمل و إعادة التوحد حول مشروع وطنى شعبى فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية فى الخارج ورجالهم ونظامهم الحاكم فى الداخل .

لقد انتصرنا فى 11 فبراير 2011 بسبب وحدتنا ووضوح رؤيتنا . ولكننا انقسمنا بعد ذلك حتى كاد النظام ان يعصف بثورتنا : انقسمنا على قضايا فرعية بعيدا عن القضية الرئيسية التى تستحق كل جهودنا وثورتنا ودماء شهدائنا وهى تحرير مصر من النظام الامريكى الحاكم بعناصره الخمسة :

1)   سيطرة أمريكية كاملة على الاقتصاد المصرى

2)   احتكار وسيطرة امريكية على التسليح المصرى

3)   تبعية مصرية كاملة فى سياساتنا العربية والاقليمية والدولية .

4)   قوات امريكية فى سيناء لحماية اسرائيل مع تجريدها من القوات المصرية

5)   طبقة حليفة للعدو الامريكى من رجال النظام و الدولة ورجال الأعمال تستأثر بكل الثروات والسلطات وتعمل الآن على اجهاض الثورة وتفريغها من مضامينها الوطنية والاجتماعية .

ان هذه الدعوة للمراجعة و التصحيح والوحدة موجهة الى كل واحد فينا :

·       الى الذين اكتفوا بالتركيز منذ اللحظة الاولى على الاصلاح السياسى والدستورى فقط ، ولم يروا فى نظام مبارك سوى الفساد والاستبداد ولم يروا تبعيته الكاملة للولايات المتحدة .

·       والذين قرروا اتقاء شر الأمريكان وغضبهم وخافوا من الفيتو الامريكى على نتائج الانتخابات وأرسلوا تطمينات للأمريكان بالتزامهم بكافة السياسات الرئيسية لنظام مبارك تجاه اسرائيل وامريكا

·       و الذين اكتفوا فقط بالتركيز على العدالة الاجتماعية دون ربطها بهدف الاستقلال الوطنى

·       والذين اكتفوا فى نقدهم للمجلس العسكري بالانتهاكات الحقوقية دون التعرض الى عمق التبعية العسكرية للامريكان فى المعونة والتسليح والتدريب .

·       والذين عزفوا عن التصدى للامريكان فى الأزمة الأخيرة بحجة انها تمثيلية ، ولم يعد لهم عذر الان بعد ان ظهر ان الأمريكان والمجلس العسكري يقفون فى سلة واحدة .

·       والذين تورطوا وشاركوا بوعى او بدون وعى فى الصراع  حول معارك وهمية مثل ليبرالى/اسلامى ، اخوانى/ سلفى ، برلمان/ميدان ...الخ

·       وأخيرا إلى كل المواطنين البسطاء الذين رفضوا التدخل و الضغوط الأمريكية منذ اللحظة الأولى ، فخذلهم المجلس العسكري وحكومته .

كل هؤلاء خرجوا في لحظة توحد نادرة يعلنون غضبهم على الأمريكان وعلى المجلس العسكري وعلى اختراق القضاء  وعلى كل الذين شاركوا في هدر الكرامة المصرية في الطريق العام .

وهو ما يثبت بانه فى وقت الجد ينتصر دائما وجهنا الوطنى ايا كانت تنوعاتنا السياسية والفكرية .

على كل هؤلاء أن يعملوا معا من أجل تحويل هذه اللحظة النادرة المؤقتة إلى حالة مستمرة نتوحد فيها جميعا على مشروع تحرري ديمقراطي يضع هدف استقلال مصر على راس أولوياته .

كلمات دليلية :