دورآل سعود في خدمة مؤامرات اميركا واسرائيل

دورآل سعود في خدمة مؤامرات اميركا واسرائيل
الخميس ١٩ أبريل ٢٠١٢ - ١٠:٢٤ بتوقيت غرينتش

يقول المفكر المغربي ادريس هاني في كتابه (اخلاقنا) اصدار مركز الحضارة بيروت عام 2009 بالصحفة (167) (لايحتاج المرء الى ان يعقد مقارنة بين اخلاق منشأها الدين وأخرى مجردة. وحدها الاديان امكنها انتاج اعظم نماذج للمتخلقين على الاطلاق). نورد هذا في سياق انحدار العائلة السعودية الى أدنى مراتب السلوكيات اللااخلاقية في الحكم وفي التدخل بشؤون الدول والشعوب الاخرى في المنطقة.

ويتبين هذا النهج منذ بداية تأسيس الدولة، بعدما بسط الملك عبدالعزيز (الاب) اركان سلطته في وسط شبه الجزيرة العربية بحد السيف والغدر و الخيانة، ثم تعاون خلال الحرب العالمية الاولى وبعدها، مع البريطانيين ومنح بعد انتهاء الحرب حقوق وامتيازات النفط الى القادمين الجدد الذين وفدوا الى البلاد وهم الاميركيون.
ويذكر الباحث اللبناني غسان سلامة في دراسة له ضمن كتاب (الشرق الاوسط الحديث) الجزء الرابع ترجمة الدكتور اسعد صقر اصدار دارطلاس – دمشق 1997 (ان من السهل رؤية أبناء المؤسس بن سعود يحتلون جميع المناصب الهامة: النائب الاول والثاني لرئيس الوزراء ووزراء الخارجية والدفاع والطيران والاشغال العامة والاسكان والشؤون الداخلية والبلدية والريفية. كما ان منصب نائب الوزير في جميع الوزارات مناط بفرد من افراد الجيل الثالث.)
ويضيف الباحث نفسه في ص 49 من الكتاب قوله (ويدين النظام السعودي ببقائه لاجتماع الزخم النجدي "معقل آل سعود" مع التيار الديني الوهابي... الا ان هيمنة هاته العشيرة و العقيدة لاتلقى ترحيبا وحماسا من جميع السكان بالقدر نفسه، والحق ان التنوع والتعدد القبلي والجغرافي والديني للسكان، يحمل في طياته بذور ثورة من النوع التقليدي).
ان العرض الآنف الذكر يبين مظاهر التناقض والتمييز واشكال الاجحاف التي يعتمدها آل سعود في حكم شبه الجزيرة العربية. وهناك من المعلومات والشواهد ما يؤكد ان العائلة السعودية الآخذة في الازدياد والتضخم، باتت تعصف بها صراعات داخلية عنيفة جراء تنمر فئة قليلة منهم على الاكثرية ،حتى صار افراد من الأمراء يعلنون فقرهم وعوزهم علنا عبر شبكات التلفزة، ناهيك عن انكفاء آخرين منهم نحو جماعات التطرف والتكفير بعدما نبذتهم الحلقة الضيقة بالعائلة المالكة ،فوقعوا في قبضة العدالة بالعراق، ومنهم من ينتظر تنفيذ احكام الاعدام بحقه نتيجة ادانته في الأعمال الارهابية والتخريبية التي ارتكبها في بلاد ما بين النهرين.
في ضوء ما مضى يحار المرء وهو يتابع الاندفاع السعودي وراء تأجيج الفتنة والعنف في العالم الاسلامي تحت ذريعة الدفاع عن الحريات السياسية هنا وهناك، وان ما يبذله آل سعود ومن هم على شاكلتهم من الحكومات القبلية من اموال البترول و الدعم الاعلامي التحريضي بات مثارا للدهشة و الاستنكار الى ابعد الحدود. اذ يستحيل فهم هذا السلوك الاستعدائي للعائلة السعودية والحال انهم اولى بالمحاسبة والعقاب والتغيير جراء ما سببوه ويسببونه من اضطهاد وقمع وتنكيل للشعب العربي المسلم في بلاد الحرمين، اضافة الى دورهم المشين في التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين والقدس الشريف.
وعلى هذا الاساس لم يكن عبثاً قيام واحد من العائلة هو الامير نايف بن احمد آل سعود وهو – كما تصفه صحيفة هاآرتس الاسرائيلية – صاحب القاب اكاديمية متقدمة من جامعة جورج تاون وجامعة كامبردج، واختصاصه هو التخطيط الاستراتيجي والعمليات الخاصة والدبلوماسية الدولية والحرب الالكترونية..الخ، قيامه بامتداح ر‌ئيس كيان الاحتلال الصهيوني شمعون بيريز، ودعوته ايضا الى تشجيع الاسرائيليين والعرب على التعارف بواسطة الانترنت وبأحاديث في الرياضة والتصوير وشؤون أخرى لانه – والكلام مازال للامير – قد يكون هذا هو مستقبل السلام في الشرق الاوسط من اجل تعايش سلمي، مطالبا بدعم هذه الجهود باعتبارها جزءاً متطوراً من السياسة الامنية السعودية.
على صعيد متصل ليس مستغرباً ان ينتقد عالم دين منصف في بلاد الحجاز ونجد هو الشيخ عوض القرني الاحكام التي صدرت مؤخراً بحق بعض المطالبين بالاصلاح (متهما القضاء بانه يشوه سمعة الدولة اذ ليس من المعقول ان يحكم على شخص في قضية رأي ثلاثين عاماً ، وفي قضية الاحتساب على مسؤول معين بالحكم عليه خمس سنوات)، موضحاً (ان هذا الامر قد يقود الجاهلين الى تحكيم قوانين وضعية).
واضح اذا بانه لاتوجد وحدات معرفية للقياس في الدولة السعودية لا على مستوى الملك ولا على صعيد الدبلوماسية والعلاقات الخارجية ولا في مضمار الدين. فحسب التعريفات الاكاديمية يفترض ان تتفق المقاييس مع الاهداف العليا للدولة. لكن مع ضياعها في شبه الجزيرة العربية، فان من الطبيعي ان تتشكل المواقف والسلوكيات والسياسات السعودية، بنحو يتنافى تماما مع القيم والعقيدة والدين والاخلاق .
الامر الذي يجعل الاستماتة للحفاظ على الملك والسلطة ،الهم الاول والاخير لهذه العائلة التي استولت على الحكم بصك بريطاني لقاء اعتراف كبيرها المؤسس بفلسطين وطنا لليهود، وتستمر في السيطرة بالحديد والنار وبحماية اميركا على ارض فيها اعظم المقدسات السماوية، وتمارس التحريض على الفتن والاضطرابات هنا وهناك تنفيذا للسيناريوهات و الاجندات الغربية والصهيونية ، ولا يتورع صغيرها عن محاباة مجرم الحرب الاسرائيلي وصاحب مجزرة قانا في لبنان (عام 1996)السفاح المعروف شمعون بيريز.
بوصلة العراق لفضح التواطؤ السعودي - الاميركي
من الواضح ان أعمال القتل و المجزرة المروعة التي انطلقت من منطقة( النخيب) قبل نهاية العام الميلادي 2011 بمحافظة الانبار ومرورا بسلسلة الاغتيالات في طول البلاد وعرضها الغادرة لا سيما تلك التفجيرات التي سبقت انعقاد القمة العربية في بغداد في 29/3/2012، تعبر بمجملها عن رسائل وتسريبات تحذيرية عما يمكن ان يجري في العراق مادام ان السلطة خرجت من يد اعوان وعملاء ال سعود في بلاد بين النهرين، وسط معلومات اخرى عن وجود تحركات في صفوف القوات المسلحة للقيام بانقلاب عسكري يعيد الاوضاع الى المربع الاول، حيث الدكتاتورية والقمع الدموي والتمييز الطائفي والعرقي وكأن شيئا لم يكن.
ويبدوان الاستراتيجية الاميركية الاوروبية التي زجت نفسها (عبر الناتو) بشؤون المنطقة، ارتأت اشغال العراقيين مجددا بالانفلات الامني، حتى استكمال برامجها العسكرية في ليبيا الغنية باحتياطات النفط والغاز، وصولا الى تكبيلها هي الاخرى باتفاقيات مشروطة فيما يتصل بثرواتها البترولية التي يفترض وفقا لخطة الاحتكارات العالمية ان تتدفق بسلاسة وبأرخص الاسعار الى اوروبا واميركا وكندا و استراليا و الدول المتحالفة معها .
كما ان هذه الاستراتيجية تحظى بدعم من السلطات السعودية التي تنفخ في منطاد الفتنة الطائفية و المذهبية من خلال دعم التكفيريين و الوهابيين المتعطشين لدماء اتباع اهل البيت عليهم السلام في العراق و المنطقة بشكل عام ، ومن جهة اخرى تحاول السعودية ومعها تركيا وقطر بشتى الوسائل اللامشروعة والمزاعم الكاذبة تبديل سوريا الى فوضى عارمة ، بعدما فشلت ضغوطها السياسية والاقتصادية و الاعلامية السابقة في اجبار دمشق على التراجع عن ثوابتها المبدئية وفي مقدمتها دعم قوى المقاومة في لبنان و فلسطين .
لقد برهنت اعمال الغزو الاجنبية للناتو بزعامة الولايات المتحدة الاميركية على زيف الادعاءات والشعارات البراقة لواشنطن والحكومات الاوروبية في مضمار التبشير بإشاعة السلام والامن و الديمقراطيات و الحريات في دول المنطقة، و قد بات واضحا ان تسعير الازمات والتوترات و الاضطرابات بنطاق واسع ، كان هو الحصيلة النهائية جراء التدخلات الخارجية في العالم الاسلامي، وان ما يحصل في العراق وليبيا و سورية و البحرين و اليمن راهنا ، هو نموذج صارخ يكشف النقاب عن حقيقة الاجندة الغربية.. حقيقة مفادها ان السلام الحقيقي يجب ان يكون خالصا لاسرائيل والصهاينة القتلة فقط ، وان اميركا و الناتو لا يعنيهما من الامر شيئا ان تتحول البلدان العربية و الاسلامية بأسرها الى حرائق وخربات وحروب اهلية، مالم تتحقق مآربها الاستغلالية اللامحدودة
الطائفية مقتل ال سعود
لن نبالغ اذا قلنا اننا ربما اصبحنا قريبين جدا من حدث انهيار المنظومة الطائفية القبلية السعودية في بلاد الحجاز ونجد والمنطقة الشرقية.
فوتيرة الازمات المتسارعة هناك تنذر بالكثير من المفاجآت والتحولات، على مستوى تزعزع اركان النظام الوهابي البدوي في هذا البلد الذي يفترض ان يدار بأسلوب حضاري عصري، يستجيب لتطلعات الشعب المسلم ويلبي حاجات ضيوف الرحمن في مهبط الوحي الذين يجدون انفسهم دائما في ضيق من عقلية التطرف والتكفير السائدة في بلاد الحرمين الشريفين على مدار العام ولاسيما خلال موسم الحج وايام العمرة.
الغريب في الامر ان العايلة السعودية لم تكتف بتطبيق هذا الجمود الديني والفكري على الديار المقدسة، بل رصدت ومنذ عشرات السنين وماتزال، عشرات المليارات من الدولارات، لتصدير البدعة الوهابية الى البلاد العربية والاسلامية وحتى الى اوروبا واميركا وانحاء اخرى من العالم وكأنها قرآن منزل لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه.
والحال ان هذه الطائفة شوهت حقيقة الاسلام، واعطت للمجتمع البشري نماذج بشعة في التخلف والتشدد واقصاء الآخر في مواقف عرفتها الساحة الدولية ب"الارهاب الاسلامي" وكان من مصاديقها جماعة طالبان وتنظيم القاعدة والعصابات المسلحة التي اشاعت خلال السنوات العشر الماضية اشكالا مروعة من المجازر والتفجيرات والحروب الاهلية بين ابناء الوطن الواحد.
ان ما حدث بعد تفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء (بتاريخ 23/محرم/1427ه - ق)، يعطي مثالا ساطعا عن الماهية التدميرية للسعودية الوهابية، ودورها الخطير في تسعير النعرات الطائفية واشعال الاقتتال الداخلي، واثارة الاحقاد بين العراقيين واللبنانيين والسوريين، ومن قبل ذلك بين الباكستانيين والافغان، الامر الذي يقطع الشك باليقين عن بطلان هذه المدرسة السياسية الفكرية المنحرفة، وعمالتها للاستكبار الاميركي ووفائها للمشروع الصهيوني العدواني في العالم الاسلامي.
ان من سخرية القدر ان تكون بلاد الحرمين الشريفين وبسبب السلوكيات الجافة لآل سعود وبطانتهم الوهابيين الاكثر جفاء وتحجرا، مركزا للارهاب الديني والفتاوى المحرضة على الفوضى والاضطرابات وقتل المسلم اخاه المسلم بجريرة الاختلاف في المذهب والطقوس العبادية، مثلما يحصل الآن في الكثير من البلدان العربية والاسلامية، فضلا عما يجري من انتهاكات صارخة لحقوق الانسان الشيعي في المنطقة الشرقية.
فمن الواضح ان القمع السعودي المفرط للمواطنين المسالمين الخيرين في القطيف و الاحساء و المنطقة الشرقبة عموما، تقدم صورة حية وواقعية عن وحشية النظام الحاكم واستهتاره بالقوانين الدولية المدافعة عن حرية الانسان في المعتقد والفكر والرأي فضلا عن حقه في ان تكون له حياة كريمة يسودها العدل والمساواة والتعاون الودي، وينعدم فيها العسف والتمييز والجور مهما كانت اشكاله او مستوياته.
لقد وضع آل سعود بلاد الحرمين الشريفين على فوهة بركان واشعلوا النزاعات والتوترات في معظم البلدان العربية والاسلامية، وهم لايتورعون عن دعم سلوكياتهم الجهلاء بالفتاوى الجاهزة لوعاظ السلاطين الذين يبدو انهم يتلذذون برؤية شلالات الدماء والتفجيرات المفخخة وتشظي اشلاء الناس الابرياء نساء ورجالا، شيوخا واطفالا هنا وهناك، في مشاهد تقشعر منها الابدان ويندى لها جبين البشرية.
المؤكد ان النظام السعودي بتطبيقه هذه السياسات العنصرية والتحريضية اللئيمة في البلاد وانحيازه الطائفي الى آل خليفة في مواجهة المطالب المشروعة للشعب البحريني الثائر، ونفخه في نيران الفتن في سورية ولبنان و ايران والعراق و مصر واليمن قد وضع رقبته بتصرف قوى الاستكبار العالمي وهو يراهن على تجاهل زعماء اميركا واوروبا والغرب المتصهين وتعاميهم عن ممارساته القمعية بحق المواطنين المحتجين في المنطقة الشرقية في حين كان يفترض به الاعتبار من المصير الاسود لاضرابه في مصر وتونس و ليبيا، والاحتكام الى لغة العقل والمنطق في التعامل مع الدعوات الاصلاحية الشعبية والتجاوب معها،لا ان يضع البلاد على برميل من البارود او يرمي بمصيره القلق والمهزوز في نفق مظلم.
ال سعود اصدقاء اسراييل
من الملاحظ ان عموم الشعب السوري المناضل، ضرب حتى الآن أروع الامثلة في التزام ابجديات المواطنة الصالحة، ومقاومة الاعمال الدموية الارهابية التي يمولها افراد العائلة السعودية وعملاؤهم "الثانويون" الذين لطخوا سمعة مواطنيهم بالوحل، وصاروا يجاهرون في معاداة سورية و كل دول محور المقاومة، ولايتورعون عن تحمل أوزار تسليح التکفيريين والوهابيين في ارجاء العالم العربي والاسلامي، ابتغاء تسعير الحرب الاهلية في هذا البلد الامن اكراما لعيون أسيادهم في اميرکا واسراييل، وامعاناً في تقديم فروض الطاعة والولاء للماسونية العالمية وتجار الحروب في الغرب.
إن احدى الطرق المثيرة للاستنکار والاشمئزاز الى حد بعيد، في العقيدة السياسية لآل سعود ومن لف لهم، استهتارهم المعلن والمکشوف بالتطلعات التحررية والفکرية والثقافية والاجتماعية للشعوب الثائرة في ارض الحجاز ونجد، وقطر، والبحرين، جراء هضم الحقوق المدنية للمواطنين، والتمييز بين ابناء الشعب الواحد على خلفية القبيلة والمذهب والولاء والمناصب الحکومية من جهة، وتبنيهم المشين للمفاهيم المدمرة لمبدأ المواطنة واللحمة والتحريض على التمرد والارهاب المسلح والخطاب الطائفي والعصيان المدني المؤدي الى الانفلات الامني في سورية والعراق ولبنان وايران و حتى في مصر وليبيا واليمن من جهة أخرى.
وبناء على تقييمنا لدور هذه الحکومات في اطار مجلس التعاون على مستوى تلغيم الاوضاع في المنطقة، وبالتالي تحرکاتها المسعورة في اطار ما يسمى بمؤتمر "أصدقاء سورية" في العاصمة الترکية اسطنبول بتاريخ 1/4/2012، وفي موتمر اصدقاء سورية في الدوحة (18/4/2012) وخلال هذا وذاك التصرفات السعودية الفظة وغير اللائقة لافشال القمة العربية التي انعقدت في بغداد (29 آذار 2012) مع ان القمة هي احدى معالم التضامن والتکافل والتعاون في منظومة جامعة الدول العربية ومع ان العراق يمثل الحاضنة الملائمة لاصلاح ذات اليمن والتوافق العربي العربي في الوقت الحاضر..
نقول مع کل ذلك فان تقييمنا لهذا الانظمه القبلية لايمکن ان يخرج عن حيز کونها أدوات للفرقة والتشرذم والتناحر في العالم الاسلامي، باعتبار ان سورية برئاسة الدکتور بشار الاسد لاتتعرض لمثل هذا الحقد الاسود واللؤم الاعمى والقسوة المفرطة، الا لأنها، وکما صرح بذلك قائد الثورة الاسلامية «الامام الخامنئي» مستقبلاً رئيس الوزراء الترکي يوم 29/3/2012 (تحمي الخط المقاوم في مواجهة العدو الصهيوني) مؤکدا سماحته على (رفض الجمهورية الاسلامية لاي تدخل اجنبي في شؤون سورية) معلنا (معارضة طهران لاي مشروع تطرحه اميرکا بشأن هذا البلد) موضحا ان (واشنطن والغرب لايقبلون بان تکون هناک اية دولة مستقلة في المنطقة).
العائلة السعودية ومغبة الفتن
يصف الخبراء الاستراتيجيون النظام السعودي، بانه حكم مغلق لايستجيب لمتطلبات الزمن وهو بحاجة للانتقال اولا الى العصر الحديث، والدخول الى مرحلة جديدة يكون فيها الاصلاح جذريا حياتيا وسياسيا، اما الوصول الى ملكية دستورية فدونها ــ حسب الخبراء ــ مسافات طويلة مادام البلاد محكومة بعقلية البادية وذهنية الاعراب.
لقد دفع المسلمون والعرب ثمنا باهظا بسبب السياسات المتحجرة والجهلاء والفتنوية لآل سعود والوهابية المنحرفة منذ نحو 80 عاما من الزمن، أي منذ ان فرض المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن سيطرته على الحجاز ونجد والمنطقة الشرقية سنة 1927 بدعم من حماته الاستعمار البريطاني الذي رأى في العائلة السعودية خير معين لتمرير سياساته التمزيقية في العالم الاسلامي على خلفية معاهدة (سايكس/بيكو).
وعندما نفحص اللائحة الطويلة للمؤامرات والصراعات والفتن التي اشعلها السعوديون الوهابيون، فاننا نجد انفسنا امام تاريخ اسود يندى له جبين البشرية، ولاسيما على مستوى تكريسهم النعرات الطائفية والمذهبية، ودعمهم وتمويلهم للمجموعات السلفية المتطرفة في المنطقة ( طالبان - القاعدة- جيش الصحابة و غيرها و غيرها ) .
تصوروا ان آل سعود لايستطيعون حتى الان تقبل النظام السياسي الجديد في العراق لسبب واحد وهو انهم لا يطيقون وجود حكومة يقف على رأسها الشيعة حتى ولو كانت منتخبة ديمقراطيا، وقد برهنت السنون الماضية على ان اكثر المتطرفين و التكفيريين الذي ينفذون العمليات الانتحارية والتفجيرات المفخخة هم أما من السعودية أو انهم مدفوعون من قبل الرياض لاشعال المجازر الحاقدة وتسعير حمامات الدم في بلاد ما بين النهرين ، والان في سورية.
على صعيد اخر كان آل سعود وحكومة الرياض قد القوا بكل ثقلهم في الصراع الذي كان قائما بين شمال السودان وجنوبه، لفائدة المتمردين بقيادة المقبور جون غارانغ ومن ثم لخلفه سيلفا كير، وهو ما ادى في نهاية المطاف الى تشطير هذا البلد وتأسيس دولة جنوب السودان النصرانية المتعاونة علنا مع العدو الصهيوني.
المؤكد ان المسلمين والعرب يعلمون في اعماق نفوسهم ان تحريض آل سعود ومن لف لفهم علي محاربة الرئيس الدكتور بشار الاسد نابع من النزعة المعادية بضراوة لدور سورية الريادي في محور المقاومة والممانعة في الشرق الاوسط. كما ان مرد المحتوى الدفين لهذا التحامل ، يعود الى اعتقاد عملاء الاستكبار الاميركي – الصهيوني في مجلس التعاون بان هذا المحور المناضل كشف سوءاتهم أمام ابناء الامة الاسلامية الذين باتوا يعرفون الاسباب الحقيقية وراء انتكاساتهم السابقة ولاسيما على مستوى ضياع فلسطين، خاصة وان ثمة وثيقة تاريخية نشرت عبر الانترنت ، وكانت معروفة من قبل ، تثبت قيام الملك عبد العزير آل سعود باهداء فلسطين لليهود المساكين – على حد تعبيره -.
السؤال المطروح اليوم: ترى هل سيبقى آل سعود والوهابيون بمنأى عن رياح التغيير و الثورات الشعبية الهادرة ؟ للأجابة نقول ان تمادي حكام الرياض في الجهل والتعصب والتكفير ورفض الآخر، سيقودهم حتما الى السقوط ولانشك في ان السلوكيات التحريضية التي يطبقونها في سورية وايران والعراق والبحرين والسودان وباقي انحاء العالم الاسلامي، تندرج في سياق استراتيجية (افضل طريقة للدفاع الهجوم.)
وفي جميع الحالات: فان سجل النظام السعودى المريع في انتهاك حقوق الانسان، وتغييب الحريات، وسجن المعارضين، والتمييز القبلي والطائفي و الاقتصادي ولاسيما ضد ابناء المنطقة الشرقية، كل ذلك بات مكشوفا امام العالم والمنظمات الاهلية الدولية المستقلة، الامر الذي يجعل هذه العائلة الغارقة حاليا في وحل الخلافات والتناقضات الداخلية، مرشحة اكثر من سواها بان تكون في عين العاصفة والزوال، ويقيننا ان المال البترولي لن يقيها من مغبة السقوط المدوي وربما قريبا.
*بقلم : حميد حلمي زاده