عودة قطاع الطرق من حيث اتوا .. مفتاح حل ازمة البحرين

عودة قطاع الطرق من حيث اتوا .. مفتاح حل ازمة البحرين
الأربعاء ١٣ يونيو ٢٠١٢ - ٠٣:٤١ بتوقيت غرينتش

جميعنا يعرف كيف احتل الصهاينة ارض فلسطين وكيف جثموا على صدر الشعب الفلسطينى، الا ان القليل يعرف قصة تغلغل ال خليفة الى البحرين وكيف تمكنوا من الوصول الى سدة الحكم في هذا البلد الخليجي الصغير، ليس لاننا لانقرأ او ان المعلومات شحيحة بهذا الشأن، بل الامر يعود الى الهيمنة المطلقة للسعودية على الاعلام العربي ودور المال السعودي المخرب في شراء الضمائر والذمم، بالاضافة الى مصلحة القوى الاقليمية والدولية الكبرى في بقاء اسرة ال خليفة في حكم البحرين والحيلولة دون وقوع مايمكن ان يؤثرعلى ديمومة هذا الحكم.

هذه الاسباب وغيرها الكثير، مهدت الارضية امام ال خليفة لتسويق اكاذيب الفاتح وان اصل الاسرة من العتوب وما الى ذلك من الاكاذيب التي تدسها سلطات ال خليفة في عقول البحرينيين وغيرهم منذ عقود.

 

**اصل ال خليفة .. قطاع طرق
ننقل للقارىء الكريم بعض اسطر من صفحات التاريخ الصحيح، وليس ذلك المفعم باساطير ال خليفة وال سعود عن اصل وجذور هذه الاسرة المبتورة.
التاريخ يؤكد وبالدليل القاطع ان آل خليفة ليسوا من العتوب كما يدعون لعدم وجود حتى وثيقة ملكية واحدة تؤكد ذلك. واما مايروجونه بشأن كذبة الفاتح فيشهد ببطلانها التاريخ والحقائق على الارض، فقد كانت اسرة ال خليفة تروج لمثل هذة الكذبة ليظهروا امام الناس بأنهم اصحاب قوة، والا كيف يمكن ان يغزو احمد، الذي يطلقون عليه الفاتح  وثلاثة من اخوته وهم مقرن وعلي وابراهيم، دولة بأكملها، وكيف يمكن اطلاق كلمة الفتح على البحرين واهلها من المسلمين الشيعة، وكلمة الفتح بالمصطلح الاسلامي تعني نشر الدين الاسلامي في البلدان المفتوحة.

التاريخ الصحيح يؤكد ان ال خليفة لم يكونوا سوى قطاع طرق طردوا من عدة اماكن حتى اتوا الى الزبارة (قطر) التي كانت تحكمها في ذلك الوقت قبيلة آل بن على، وبسبب اسلوب حياتهم المبنية على السلب والنهب اصطدموا بالاخرين وخاصة ال سعود بعد ان استولوا على غرب قطر والاحساء وطردوا منها آل خليفه لصوص الزبارة ثم جاؤا الى البحرين كلاجئين وسكنوا قرية جو على الساحل الشرقي للبحرين.
البحرين كانت ومنذ القدم جزء من الدولة الايرانية، الا انها كانت تتعرض للاعتداء بين وقت واخر لهجمات يشنها بدو رحل وقطاع طرق، كما حدث بين الاعوام 1700 وحتى 1732، عندما هاجمت قبائل من البدو البحرين انطلاقا من صحراء جزيرة العرب، وكانت البحرين جزء من الدولة الصفوية، الا ان الجيش الايراني تمكن من طردهم.
وكان اعلى منصب يحكم البحرين في ظل الدولة الصفوية، هو منصب "شيخ الاسلام"، الذي كان يعين بمباركة الحكومة المركزية.

 

الوضع العام في البحرين كان هادئا في ظل حكم الصفويين والزنديين، ولم تتجرأ القبائل الرحل والبدو في الجزيرة العربية لاسيما في عهد نادر شاه الاقتراب  من البحرين، الا ان بعض هذه القبائل وبعد وفاة كريم خان زند، استغلت ضعف الدولة القاجارية، وتسللت الى البحرين اواخر القرن الثامن عشر، ومن بين الذين تسللوا، قطاع طرق، كانوا اسلاف ال خليفة.
وتزامن هذا التسلل مع قدوم المستعمر البريطاني الى منطقة الخليج الفارسى، الذين وجدوا ضالته في هذه القبائل الرحل وقطاع الطرق ومن بينهم آل خليفه، لما يملكونه من عقلية الهيمنة والسلب والنهب لخيرات الاخرين، في المقابل اعلن ال خليفة عن استعدادهم للتعاون مع المستعمر، فتحولوا بقدرة بريطانيا من قطاع طرق الى حكام على البحرين.
من الاكاذيب الاخرى التي روجها ال خليفة هي انهم غزوا البحرين وحكموها قبل 200 عام!!، اي قبل قدوم البريطانيين، هنا يطرح هذا السؤال نفسه: اذا كان غزو ال خليفة للبحرين كما يقولون حدث قبل اكثر من 200 سنة، لماذا لم تشهد البحرين انتفاضة ضد لصوص الزبارة وطردهم من البحرين، لاسيما انه لم تكن هناك قوة بريطانية تحميهم من غضب الشعب؟!.
ان غزو آل خليفه كما يدعون حدث في 1783م ومجيء الانجليز حدث في 1816م فهل يعقل ان تمر 33 سنة والبحارنة السكان الاصلين للجزيرة مكتوفين الايدى؟
اسرة ال خليفة التي نقلتها بريطانيا من حياة السلب والنهب والتشرد الى سدة حكم بلد لا يربطه بها اية وشائج بالمرة، تحولت الى سوط بيد المستعمر استخدمه كما يشاء.


**هذا مايحدث عندما يحكم الغرباء
منذ ذلك التاريخ، وبعد انقلاب صورة الحكم في البحرين بهذا الشكل الشاذ، بقي المثلث البحريني قائما على راسه خلافا لطبيعة الاشياء بسبب وقوع هذا البلد الصغير في مجال مصالح قوى اقليمية ودولية كبرى.
علما منها بعدم وجود اي امتداد لها في البحرين، وشعورها بانها نتوء في الجسد البحريني، وافتقارها لاي رصيد شعبي لدى الاغلبية الساحقة من ابناء البحرين الاصلاء، دفع اسرة ال خليفة الى صياغة استراتيجية ثابتة للاستمرار في الحكم قائما على دعامتين،
الاول عدم الوثوق بالاغلبية الساحقة من الشعب البحريني والتعامل معه كاعداء وليسوا مواطنين، لوأد اية بوادر يمكن ان تنتهي بمطالب سياسية تهدد ديمومة حكمهم الشاذ، حتى لو اضطروا الى تخوين غالبية هذا الشعب.
اما الدعامة الثانية التي بنى عليها ال خليفة حكمهم المنبوذ، فهي نتيجة للدعامة الاولى، فالهوة التي تفصل هذه الاسرة الغريبة عن البحرينيين، جعلت ال خليفة يستمدون اسباب القوة من الخارج لديمومة حكمهم، حيث ربطوا مصير البلاد بالخارج والتنازل عن ابسط مقومات الدولة وفي مقدمتها السيادة، فتحولوا الى تابعين صغار لقوى اقليمية مثل السعودية، ودولية مثل امريكا.

 

**جانب من شذوذ نظام ال خليفة
نحاول ان نمر مرورا سريعا على اهم عناصر سياسة ال خليفة الداخلية والخارجية، وهي عناصر لن تجد لها مثيلا في العالم الا في الكيان الغاصب للقدس، والسبب الرئيسي في كل ذلك هو الاحساس بالغربة التي تعيشها اسرة ال خليفة في البحرين والهوة السحيقة التي تفصلها عن شعب البحرين.
-استقدام عشرات الالاف من شذاذ الافاق الى البحرين تحت ذرائع شتى ومنحهم الجنسية البحرينية بهدف تغيير ديموغرافية الشعب البحرينى.
-الاصرار على استقدام اناس من اماكن وجهات تناصب غريزيا ابناء الغالبية الساحقة في البحرين العداء المريض، كالوهابية والنواصب وفلول النظام الصدامي البائد ممن تلطخت ايديهم بدماء ابناء الشعب العراقي كفدائيي صدام وقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة.
-ممارسة التمييز الطائفي ضد ابناء الغالبية الساحقة للشعب البحريني في مجال التعليم والتجارة والسياسة والخدمة العسكرية، والابقاء على مناطق ابناء الاغلبية تعاني نقصا في الخدمات الى حد الذي يمكن وبسهولة تمييز مناطق الاغلبية عن مناطق الاقلية المنتفعة من سياسة النظام الطائفي.
-اشهار سيف الاتهام بالعمالة والتخوين وبسهولة فجة في وجه الغالبية العظمى من ابناء الشعب البحريني على خلفية مذهبية، حتى اصبحت هذه التهمة المعلبة والجاهزة توزع كهديا يومية من الملك على الشعب.
-استخدام القوة المفرطة وممارسة القمع الوحشي ضد المسيرات السلمية المنادية بالاصلاح السياسي، دون ان يرتد طرف للسلطات بسبب الحصانة التي تشعر بها اقليميا ودوليا وبسبب الغطاء الطائفي والاعلامي الوهابي الكثيف الذي عزل البحرين عن العالم الخارجى.
-من اكثراعمال ال خليفة شذوذا هو فتح حدود البلاد امام القوات الاجنبية السعودية والاماراتية، تحت مسميات ويافطات وذرائع تضحك الثكلى مثل حماية المؤسسات والمواقع الحساسة، لقمع اهل البلد، في الوقت الذي شهد فيه الاعداء والاصدقاء على سلمية وحضارية التحركات الشعبية في البحرين، وهو مايؤكد حقيقة ان ال خليفة ليسوا من اهل البحرين وانهم غرباء وقطاع طرق تسللوا الى هذا البلد في وقت تقاطعت مصالح المستعمر مع القراصنة وقطاع الطرق والافاقين.
-احساس ال خليفة بعدم وجود اية جذور تربطهم بارض البحرين وشعبها، جعلهم يستسهلون كل شيء بدءا بتخوين غالبية الشعب واتهامه بالعمالة، مرورا باستباحة سيادة البحرين واهلها امام القوات الغازية، وانتهاء ببيع البلاد للسعودية لابتلاعها، تحت مسميات الاتحاد، في الوقت الذي يعرف القاصي والداني ان لا قاسم مشتركا يربط الشعب في البحرين بالنظام السعودي الوهابي.
-وذات الاحساس بعدم وجود اية قاعدة شعبية لهم بين ابناء الشعب البحرينى، دفع ال خليفة الى احتضان قيادة الاسطول الامريكي الخامس على ارض البحرين، بهدف ترسيخ دعائم حكمهم المنبوذ في البحرين، عبر ربط ديمومة هذا النظام بمصالح القوى الكبرى.
-خوف ال خليفة من المستقبل ويقينهم بأن هذا المستقبل لن يكون في صالحهم، دفعهم الى اتخاذ مواقف يعرفون انها لن تكون في صالحهم ولا في صالح المنطقة، ولكنهم اتخذوها انطلاقا من فكرة اذا مت ضمانا فلا نزل القطر، عندما اعلنوا انهم يرحبون بنشر الدرع الصاروخية الاميركية فوق اراضيهم.
-ومن باب شبيه الشيء منجذب اليه، فان طبيعة قطاع الطرق التي مازالت تعشعش في داخل اسرة ال خليفة، دفعتهم للاقتراب كثيرا من عصابة قطاع طرق اخرى اغتصبت كما اغتصبت اسرة ال خليفة ارض الاخرين في البحرين، وهي عصابة الصهاينة، حيث لجأ الى خليفة الى ال صهيون بعد ان ايقنوا ان الغريب للغريب نسيب، وتكشفت هذه العلاقة الشاذة بين نظامين شاذين، بشكل كبير، خلال المؤتمر المركزي الاول للبرلمان اليهودي الاوروبي الذي عقد مؤخرا في بروكسل، وان كان قد مر عليها عقود، فقد راى ال خليفة ان الارتماء بأحضان الصهيونية العالمية هو طوق نجاتهم، فنراهم شاركوا في ذلك المؤتمر مشاركة فاعلة حيث طالب سفيرا البحرين في امريكا، هدى عزرا النوو، وفي بلجيكا احمد محمد الدرسي، الكيان الاسرائيلي بتقديم الدعم لال خليفة من اجل الوقف في وجه الاحتجاجات الشعبية.
واعتبر الدرسي، الذي كان جالسا على منصة الشرف الى جانب واديم رابينوفيتش، من رؤساء البرلمان الجديد، وعضو الكنيست الاسرائيلي زئيف الكين وسفيرة البحرين النونو، اعتبر ان بلاده تتعرض لمؤامرة ايرانية !!!


اما السفيرة النونو، وهي يهودية، فاعتبرت المؤتمر منبرا مناسبا لاثارة موضوع العدوان الايرانى!!!، مشيدة بال خليفة لسماحهم بحرية التعبير لـ36 يهوديا يعيشون في البحرين.
ما ذهب اليه الدرسي والنونو لاقى ترحيبا وتأيدا من عضو الكنيست الاسرائيلي الكين، الذي قال ان كلام الدرسي وعزرا النونو يبرهن ان كيانه والنظام البحريني كلاهما على حق حينما قالا ان ايران هي مشكلة العالم العربي!! لا المشكلة الفلسطينية!!!.

 

**الحل الامثل لازمة البحرين
ان كيفية تسلل ال خليفة، الى البحرين كلاجئين، وكيفية وصولهم الى سدة الحكم بفضل المستعمر البريطاني الذي وجد فيهم ضالته، وكيفية ادارتهم للحكم عبر استخدام اساليب تخرج عن كل مألوف، وكيفية استقوائهم بالاجنبي الى حد بيع البلاد للاجنبى، وكيفية تفننهم في اساليب القتل والقمع والاضطهاد والتمييز ضد الغالبية العظمى من الشعب البحرينى، وكيفية استخدامهم المفرط لسلاح الطائفية المقيت، واسلحة التخوين والعمالة ضد شعب بأكمله و...، كل هذه الكيفيات الخليفية الشاذة اغلقت جميع الابواب امام الحلول التي يمكن من خلالها التوصل الى صيغة للتعايش، حتى بحدوده الدنيا، بين ابناء الشعب وبين اسرة ال خليفة، ولم يتبق سوى حل وحيد، يخرج البحرين من نكبتها، وهو عودة قطاع طرق الامس ملوك اليوم، ابناء خليفة، من حيث  اتوا.

 

منيب السائح -البديع