اسرائيل والخريف القادم

اسرائيل والخريف القادم
الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٢ - ٠٤:٥٦ بتوقيت غرينتش

سليم صيام

لقد شكل العام الماضي ضربة قاسية لاسرائيل. فالتحرك الشعبي وسقوط طواغيت لطالما اعتمدت عليهم اسرائيل لتحقيق أهدافها بعزل الشعب الفلسطيني عن عمقه العربي والهاء المواطن العربي عن قضيته الاساسية بهموم يومية وشوفنية وهمية متناسيا ان الوطن العربي واحد لا يتجزأ ولا يخفى على احد محاولة الغرب وربيبته اسرائيل ركوب الثورات الشعبية المطالبة بالحرية وتجيريها لصالح ثلة مأجوره يلمعها الغرب ويعطيها اوصاف الأبطال والمنقذين مستخدمين قنوات إعلامية اصبح دورها القذر مكشوف لكل ذي عقل. 
ولا يخفى على كذلك ان اسرائيل تمارس اكبر واشرس حملة لتهويد وتغيير للوجه العربي لفلسطين ولمدينة القدس خصوصا وأنها تستخدم ما يسمى بالعملية التفاوضية لكسب الوقت اولا ولتهويد ما تبقى ثانيا ولأيهام العالم بأن هناك عملية سياسية تفاوضية تجري ثالثا ولكن المذهل حقيقة هو الموقف الرسمي الفلسطيني الذي يساهم وبشكل مباشر في هذه العملية والتي يرى فيها الكثيرون تواطأ وتفريط بالقليل الباقي من حقوق الفلسطينين.
ان الاستعمار الاحتلالي الممارس إسرائيليا والذي تواجهه الهوية الفلسطينية بشكل لم يسبق له مثيل على مدى الاحتلال الاسرائيلي والهادف الى طمس الهوية العربية وتهويد الحجر وصولا الى البشر عبر افراغ الارض من أصحابها الشرعيين فقانون يهودية الدولة وألزام كل مواطن بالقسم والولاء لدولة يهودية والتشديد على ان النظام الديمقراطي بأسرائيل مرتبط بيهودية الدولة هو مضحك ومبكي في نفس الوقت مضحك لأننا لم نسمع الغرب يتحدث عن عنصرية لطالما تشدق بها منظريه ومفكريه فالحديث يدور هنا اسرائيل بل ووصل الحد بهم الى طرح مشروع قانون لأسكات المأذن عن ذكر الله وصولا الى حظر التدريس باللغة العربية بالمدارس العربية لسلب العربي أخر حصونه لغته العربية.
هذا الكم الهائل من القوانين العنصرية فاجأ بعض الاسرائيلين ودفع الرئيس الاسرائيلي بيريس الى القول بانه يخجل من هذه القوانين العنصرية وكذلك وزيرة الخارجية الاميركية كلينتون استغربت مثل هذه القوانين!؟
يعتقد الكثير من الباحثيين في تاريخ الشعوب بأن هذه الحرب الثقافية الشاملة والتي تعتقد الأغلبية اليهودية بأنها تخدم أختراع الشعب اليهودي ليست الا خطوات حثيثة نحو خريف إسرائيلي قادم لا محالة.

كلمات دليلية :