يوم القدس العالمي يوم للمستقبل

يوم القدس العالمي يوم للمستقبل
الجمعة ١٧ أغسطس ٢٠١٢ - ١٢:٤٨ بتوقيت غرينتش

في القاهرة وفي طهران وفي بيروت وفي القدس وغزة، وفي كثير من البلدان العربية والإسلامية، يجتمع المسلمون اليوم يعلنون إحياءهم ليوم القدس العالمي، يوما لتوحيد الأمة ونهضة قواها الحية، من أجل المستقبل الإسلامي الذي لابد ان يكون واحدا وعزيزا كريما، حيث لا عزة لنا بدون تحرير المسجد الأقصى، وبيت المقدس، والربوع المباركة..

يوم القدس العالمي يوم يتذكر فيه المسلمون أي واقع يعيشون، حيث الصلف والإفساد الإسرائيليين، وبلوغ الهجمة الصهيونية أقصى مدى، حيث العدوان على كل ما هو مقدس في فلسطين، وقد استهدفت مؤخرا المسجد الإبراهيمي بالخليل، ودنسه الجنود الصهاينة وأقاموا فيه احتفالا عسكريا بالأناشيد الصهيونية.. هذا في الحين الذي تتواصل عمليات استهداف القدس ومعالمها، حيث أعلنت المؤسسات الصهيونية عن عطاءات جديدة لبناء أبراج على بوابات القدس، ومنحت حركة الاستيطان في الضفة الغربية إمكانات مالية ضخمة.
من هنا، يأتي يوم القدس ضرورة لكي تتذكر الأمة أي واقع تركت فيه بيت المقدس، والقبلة الاولى والمسجد الثاني، وثالث الحرمين، والأرض التي باركها الله في ثماني مواقع من القران الكريم.. الأرض التي كانت مناسبة لاجتماع الأنبياء جميعا، خلف رسول الله محمد في صلاة جامعة، وكانت أهلا لكي يشرفها النبي الخاتم خاصة بالصعود لملاقاة ربه..
ولأنه القدس الشريف، ولأنها فلسطين، فذلك يعني بوضوح أننا أمام مشكلات عديدة تعيشها الأمة في كل مكان، حيث إن فلسطين والقدس عنوان نهضة الأمة وانتصارها، وفي المقابل فإن العدو الصهيوني عنوان لكل الأعداء التاريخيين الظاهرين والمتخفين، الذين يشنون حربهم الضارية ضد الأمة في كل مكان.
يوم القدس العالمي هو تحديد مجدد لهوية الأمة ووجهتها، وترتيب لأولوياتها وتوجيه للاستفادة الواعية من طاقاتها من أجل مستقبل الأجيال القادمة.. يوم القدس العالمي هو بمعنى من المعانيك قضية الرسالة الإسلامية في هذا الزمان، كما انه قضية الأمة المركزية الآن، وبهذا الاعتبار فإنه قادر على منح طلائع الأمة الرشد والصواب.
اليوم تنشد القلوب جميعا تهتف للقدس وليوم التحرير ولعزة الإسلام وأمته، منادية بزوال العنصرية الصهيونية، والظلم الأمريكي الإجرامي، ومؤكدة على وحدة المصير الإسلامي في ظل تحديات كونية كبيرة، وفي مواجهة عقبات كأداء من قبل المتخلفين والجهلة وأصحاب الأغراض الدنيئة، الذين يريدون أن تتفرق الأمة بدعوات جاهلية من الطائفية العمياء والنعرات القومية ويذهب ريحها.
إن الدعوة لإحياء الجمعة الأخيرة من رمضان لتكون يوما للقدس سنة حميدة، وفكرة حضارية تأسيسية، وإشارة واضحة عن صدق النوايا وصحة الاتجاه.. فلا أقل من أن يكون هناك يوم للقدس، تتوحد فيه مشاعر المسلمين، وتتآزر جهودهم في مواجهة المخططات التي تستهدف إنهاء وجودهم الفاعل من مسرح الحياة.
إنها القدس.. إنها قبلة المسلمين الأولى.. إنها معراج النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي كذلك أرض الرباط إلى يوم الدين، فلا أقل من إضاءة قناديلها معنويا بالهتاف لها.. عسى أن يبعث الله لها رجالا في مستواها، يعيدونها للأمة، ويعيدون بذلك مجد الأمة.
*الكاتب:صالح عوض

تصنيف :