خبير لبناني: ايران حققت مكسبا كبيرا على الصعيد السياسي

خبير لبناني: ايران حققت مكسبا كبيرا على الصعيد السياسي
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٤:٣٠ بتوقيت غرينتش

بيروت ( العالم) 1/9/2012 – قال الخبير اللبناني في الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية الدكتور بيار عازار، مما لاشك فيه ان ايران قد حققت مكسبا كبيرا على الصعيد السياسي حين استطاعت ان تحشد هذا الكم الهائل من الزعماء ورؤساء الحكومات في قمة طهران لحركة عدم الانحياز ، مضيفا ان نظام الحكم في ايران يتصف بالبراغماتية والقدرة على استنباط وادارة المعطيات ضمن الواقع الدولي.

وفي حديث مع قناة العالم مساء الجمعة اشار عازار الى ان حركة عدم الانحياز تمثل اكبر تجمع دولي بعد منظمة الامم المتحدة ، موضحا ان للحركة شقين احدهما سياسي والاخر اقتصادي تنموي .
وتابع قائلا ان حركة عدم الانحياز تدعو منذ نشأتها الى دمقرطة العلاقات الدولية عن طريق احترام سيادة واستقلال الدول والحفاظ على السلام والامن الدوليين ، لكن هذا الموضوع يترافق في واقع الحال مع ازمة في البعد الاقتصادي لحركة عدم الانحياز ، فدول الحركة كانت تدعو دائما الى قيام نظام اقتصادي دولي جديد لكنها اخفقت في ذلك واضطرت ان تقبل بسياسات التثبيت والاصلاح الهيكلي التي فرضها صندوق النقد الدولي على دول العالم الثالث خاصة في عقد التسعينيات .
وفي جانب اخر من حديثه اشار عازار الى عدم دقة التقييم الذي يراه الكثيرون في ان الولايات المتحدة هي سيدة العالم ، موضحا ان هذف واشنطن هو ان تتنصل من مضامين أو اليات العمل ضمن مجلس الامن والامم المتحدة ، فهي تحاول استخدام حلف الناتو للتنصل من الفيتو الذي يمكن ان يحصل في مجلس الامن ، وان انصار المحافظين الجدد الذين هم اولاد المسيحية الصهيونية طالما نادوا خاصة في فترة رئاسة جورج بوش الابن بالغاء الامم المتحدة وتشكل شيء يُدعى بعصبة الديمقراطيات تتحكم بها مجموعة من الدول وتتخذ القرارات بعيدا عن فيتو مجلس الامن.
واعتبر خبير الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية ان ابرز الاشكاليات التي يتعرض لها النظام الدولي في البعد السياسي هي قضية التدخل الانساني ، أي تسييس البعد الانساني .
من جهة ثانية اعتبر عازار ان الملف النووي الايراني هو من اهم الملفات التي تخلق تجاذبات ما بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني ، مشيرا الى ان مؤتمر باندونغ الذي اسس لظهور حركة عدم الانحياز هو الذي دعا لتأسيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عام 1957 ، كما اوضح ان النظام الاسلامي في ايران يحقق نجاحات كبيرة في ادارة المفاوضات مع الوكالة الدولية ومع مجموعة 5+1 ، فالمفاوضون الايرانيون يطالبون الوكالة ان تقدم دليلا واحدا بعد قيامها عدة مرات بتفتيش المنشات النووية الايرانية يثبت ان ايران تتجه لصنع سلاح نووي لكن الوكالة لم تقدم هذا الدليل حتى الان ، كما ان قوانين الوكالة تنص على حق الدول في انتاج الطاقة النووية لاغراض سلمية ، وهذا ما تفعله ايران ، وبالتالي فان ماطرحه اية الله خامنئي بهذا الشان في خطابه امام قمة عدم الانحياز هو كلام دقيق وصحيح جدا .
Ma.20:48.31