صالحي: قمة طهران فشل ذريع لدبلوماسية واعلام الغرب

صالحي: قمة طهران فشل ذريع لدبلوماسية واعلام الغرب
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢ - ١٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

طهران(العالم)-03/09/2012 ـ اكد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي ان قمة طهران لحركة عدم الانحياز كانت متميزة عن سابقاتها على مستوى تمثيل الدول والقضايا التي تناولتها في نقاشاتها وبيانها الختامي ووثيقتها، مشددا على انها مثلت فشلا ذريعا للغرب وماكنته الاعلامية والدبلوماسية في محاولة فرض عزلة على ايران وافشال القمة، او التقليل من مستوى الحضور فيها.

وقال صالحي في لقاء خاص مع قناة العالم الاخبارية الاحد: ان قمة عدم الانحياز في طهران جاءت على عكس توقعات ورغبات الكثيرين بتدني مستوى التمثيل فيها، كانت قمة متميزة على مستوى الحضور والقضايا التي تم طرحها لاول مرة من قبل المشاركين ووزراء الخارجية ورؤساء الدول، من المشاكل التي تمر بها دول العالم.
واضاف: على سبيل المثال فان قضية سلطة الدولار الاميركي على الاقتصاد العالمي وفق آلية بريتين وودز تعرضت لانتقادات شديدة من قبل القادة، واعتبروا انها آلية ظالمة وغير منصفة.
 

ضغوط دبلوماسية واعلامية وغسيل ادمغة لمنع المشاركة
واعتبر ان ادل شيئ على نجاح وتميز قمة طهران هو ردود الفعل الصادرة بازاء ذلك من قبل الدول المختلفة وكذلك الصحافة العالمية خاصة في الغرب، مشيرا الى ان الصحافة الاميركية اعتبرت ان ايران انتصرت على اميركا في هذا التحدي السياسي الكبير.
وتابع ان ضجيجا اعلاميا وسياسيا غربيا سبق القمة في محاولة لمنع انعقاد القمة، اوالتقليل من مستوى التمثيل بها، لكنهم عجزوا عن ذلك، مشيرا الى ان الوزراء الذين شاركوا في الاجتماع اكدوا له تعرض بلدانهم لضغوط دبلوماسية كبيرة من الغرب لمنعهم من المشاركة او خفض مستوى التمثيل.
وندد بهذه الحرب الدبلوماسية الغربية على ايران واعتبر انها تمثل سلوكا غير لائق وغير محترم من دول تدعي انها دول عظمى، مؤكدا ان عهد شراء الاصوات والترغيب الترهيب في العلاقات الدولية قد ولى.
وكشف عن ان احد الوزراء اشار له الى انه تعرض لحملة غسيل دماغ قبل مجيئه الى ايران حيث تبلور لديه تصور بأنه ذاهب الى بلد يسوده الدمار والفوضى والمشاكل، لكنه عندما نزل من الطائرة فوجئ بما رآى امامه، حيث وجد كل شيئ مختلفا، من تقدم وثقافة وتطور وانضباط، منوها الى انه زار العديد من بلدان الشرق الاوسط ولا يعتقد انه يمكن مقارنتها بايران.
وتابع ان وزيرا اخر اكد له ان ايران بحضارتها الممتدة الى 3 الاف سنة، وما قدمته للانسانية لا يمكن فرض عزلة عليها، معتبرا ان ايران تمكنت من كل ذلك بتضحيات الشعب الايراني، ودعمه للمسؤولين والنظام الذي يمخر عباب التقدم والازدهار.


فلسطين، على رأس جدول اعمال القمة
واشار وزير الخارجية الايراني الى ان عدة نقاط مهمة خرجت بها هذه القمة، منها القضية الفلسطينية، واكد انها ليست خاصة بالعرب بل هي قضية الامة الاسلامية ودول العالم، وفي اطار الصراع بين الحق والباطل، والظالم والمظلوم، وكان اهتمام كبير بهذه القضية في المؤتمر.
واوضح : تم تشكيل لجنة فلسطين بمشاركة 15 عضوا، وبرئاسة ايران في نيويورك من قبل، حيث قدم وزير الخارجية الفلسطيني تقريرا مفصلا عن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم على يد كيان الاحتلال، منوها الى ان ايران ستقوم بنشر هذا التقرير قريبا.
وبين ان الوزير الفلسطيني طرح تساؤلا خلال عمل اللجنة عما حققته الحركة على صعيد القضية الفلسطينية حيث كان هناك تراجع على هذا الصعيد، في مواجهة التمادي وغي الكيان الصهيوني، مؤكدا دعوته الى تغيير الالية المتبعة في هذا الاطار.

تشكيل فريق للعمل على مختلف المسارات الفلسطينية
وأكد وزير الخارجية الايراني: ان حديثه لقي ترحيبا من الدول التي واصلت المناقشة حول ذلك خلال مداخلاتها، مشيرا الى ان ذلك ادى الى ان يتقرر لاول مرة في لجنة فلسطين تشكيل فريق عمل على محاور في نيويورك، لملاحقة جرائم وانتهاكات كيان الاحتلال ومناقشة سبل مواجهة ذلك.
واوضح: كما تم بحث تعاون وسائل الاعلام في دول عدم الانحياز مع وسائل الاعلام الحرة بايصال مظلومية الشعب الفلسطيني الى اسماع العالم .
واستطرد: الموضوع الثالث الذي تم التركيز عليه هو ترتيب البيت الفلسطيني، حيث ان العدو عندما يرى الطرف المقابل يعيش حالة من التشتت فانه يتمادى في موقفه وممارساته، ولذلك تمت مناقشة الاليات التي يمكن من خلالها تحقيق وحدة وتضامن وتعاون في ابعاد مختلفة سياسية واجتماعية وامنية وامور اخرى، حتى تتمكن الفصائل الفلسطينية من ان تتمحور حول القضية الاساسية وهي المقاومة.
وتابع: الموضوع الرابع الذي تمت مناقشته هو تعزيز قدرات الشعب الفلسطيني وتنمية طاقاتهم، حيث تقرر اعتماد آليات عمل مؤثرة حيال النقاط والامور التي تم طرحها من خلال لجنة نيويورك.
واشار الى ان الوضع الاقتصادي المتدهور والمتأزم في العالم كان من الامور التي اهتمت بها القمة، حيث اشار اليه بيان القمة، بالاضافة الى تأكيد دول الحركة ضرورة رفض و مواجهة العقوبات الاحادية التي يتم فرضها من قبل الغرب على اي دولة عضو في الحركة.

بيان طهران استثنائي في كثرة مواضيعه والاجماع عليه

واكد صالحي ان قمة طهران كانت متميزة من حيث ما تضمنه بيانها الذي تناول الكثير من القضايا وموقف الحركة منها، معتبرا ان بيان طهران كان استثنائيا ومختلفا عن بيانات القمم السابقة للحركة، حيث تمت الموافقة عليه بالاجماع ودون تحفظ.

مبادرات كثيرة لسورية، والمقترح الايراني جامع
وفيما يتعلق بالازمة السورية والتي هيمنت على هذه القمة وطرحت الكثير من المبادرات الايرانية والمصرية والعراقية، اوضح صالحي بان سورية تعتبر عضوة مهمة في حركة عدم الانحياز، ومن الطبيعي ان تقوم الحركة بالعمل على اخراجها من ذلك، عبر اتخاذ التدابير اللازمة.
واشار الى تقديم دول كثيرة مقترحات عديدة وومناقشات مستفيضة، ومنها تشكيل ترويكا من الحركة، وتقديم الجميع مقترحات جديدة للحل، الامر الذي فتح الطكريق امام رئاسة الحركة للتشاور منع مختلف الدول حول ذلك.
واوضح ان ايران تبنت من قبل مشروعا يتضمن 14 بندا يتبنى مقترحات من الجامعة العربية ومبادرة كوفي انان ويتضمن آراء منصفة وعادلة وحكيمة، من اجل ضم كل الاطراف المعنية الى الحل، وبين ان المقترح ينص على اقرار هدنة وقف العنف وايصال المساعدات الانسانية باسرع وقت، وحل مشاكل الناس المعيشية، بالاضافة الى بنود تتعلق بالمعارضة وغيرها سيتم اعلانها في وقتها.
واكد ان المبادرة تقر ايضا بضرورة الاتصال بالمعارضة السورية التي هي طرف في النزاع، مشيرا الى ان الجانب العراقي ايضا تقدم بمبادرة لحل الازمة السورية تقترح تشكيل لجنة اتصال، وهو ما اقترحه ايضا الجانب المصري، وقد وافقت ايران على ذلك مبدئيا، مع ضم دول اخرى الى الرباعية التي اقترحتها مصر مثل العراق وغيرها.

مشروع المناطق العازلة مرفوض، والحل في وقف التسليح
وحول محاولات بعض الدول المضي بمشروع فرض حظر جوي ومناطق امنة في سوريا وما الى ذلك قال وزير الخارجية الايراني ان هذا الامر لم يجد اذانا صاغية ولن يصل الى اى غاية، واشار الى ان سوريا اكدت رفضها لذلك جملة وتفصيلا وتعتبر ذلك اعتداء على سيادتها.
ودعا المجتمع الدولي الى حل الازمة السورية بالحكمة والعقلانية، حيث اصبح واضحا ان هناك تهريبا  للسلاح من الخارج الى المسلحين في سوريا وفق التقرير الاجنبية الاستخباراتية والصحفية، حول تهريب السلاح والمسلحين من المجاميع المختلفة للقتال في سوريا وهم ليسوا من السوريين اصلا.
واكد ان ذلك لا صلة له بالمطالب المشروعة للشعب السوري، وانما تحول الامر الى ازمة دولية، معتبرا ان استخدام المسلحين المضادات الجوية والدبابات والمدافع الثقيلة يعني ان هناك حربا حقيقية في سوريا.
واوضح انه لا دولة في العالم تقبل بان تأتي المعارضة وتستخدم الطائرات والاسلحة الثقيلة في طرح مطالببها، مشددا على ضرورة وقف تهريب الاسلحة والمقاتلين الاجانب، والتكاتف من اجل حل الازمة السورية.

النار السورية ستطال الجميع، وايران تتواصل مع تركيا والمعارضة
وانتقد بعض الدول الاقليمية لعدم تمتعها بالافق المناسب والوعي لخطورة المرحلة، محذرا من ان تبعات الحرب على سوريا وما يمكن ان تؤدي الى اشعال الفتنة المذهبية وتقسيم سوريا وما الى ذلك ستطال الجميع، وتأتي في اطار سياسة فرق تسد الاستعمارية.
واكد ان ايران تواصل الاتصالات واللقاءات مع المسؤولين الاتراك، واعتبر ان هناك نقاطا مشتركة واختلافات، لكن لم يتم التمكن من تسوية الخلافات بين الجانبين بعد، معربا عن استعداد ايران للتوصل الى حلول تضمن حقوق الشعب السوري، وسيادة سوريا، وعدم التدخل الخارجي فيها.
وتابع ان الاتراك يتصلون ببعض اطراف المعارضة، وكذلك ايران، داعيا الى تشجيع المعارضة على الحوار مع النظام وتسوية مشكلتهم فيما بينهم، حيث يجب ان يكون دور ايران وسوريا في تسهيل ذلك وليس التدخل وفرض الاملاءات، الذي يمكن ان يمثل سابقة خطرة في العلاقات الدولية.

دعوة لدول المنطقة الى مساعدة سوريا في الحل
واعتبر ان تغيير الانظمة لا يمكن ان يتم بالعنف المسلح والتخريب، مشددا على ضرورة ان تجلس دول المنطقة مع بعضها وتبحث بشكل جدي ايجاد حل للازمة في سوريا بحكمة ومنطق ونوايا حسنة.

ايران ليست منزعجة من مرسي، وافق واعد بين ايران ومصر
وحول تداعيات كلمة الرئيس المصري محمد مرسي وموقفه من الازمة السورية وتأثيره على اعمال القمة، قال وزير الخارجية الايراني: نحن نعيش اليوم في عالم متعدد الاراء وانعقاد المؤتمر في طهران لا يعني يجب طرح الاراء وفق اراءنا الخاصة، مؤكدا ان مصر حرة لتقول ما تشاء، حيث ان حركة عدم الانحياز تضم اكثر من 120 دولة ولا يجب ان تكون هناك حدود للتعبير عن الاراء، نافيا ان تكون ايران ممتعضة ومنزعجة من ذلك.
وحول توقعاته بشأن مستقبل االعلاقات بين ايران ومصر قال ان زيارة الرئيس مرسي الى ايران تحمل في نفسها رسالة مهمة، بعد 3 عقود من القطيعة بين البلدين، حيث كانت الزيارة بمثابة فرصة، مشيرا الى ان ايران هي البلد الرابع الذي زاره مرسي بعد توليه الرئاسة، بعد اثيوبيا والسعودية والصين، الامر الذي يدل على اهمية ايران لدى الساسة المصريين خاصة المسؤولين الجدد والرئيس مرسي.
واشار الى ان اللقاء بالرئيس مرسي كان وديا جدا، ومطولا، وصريحا للغاية، وشفافا، حيث عبر الجانبان بشفافية عن مواقفهما، وان القواسم المشتركة هي اكثر بكثير مما يفرق الجانبين، مؤكدا انه ومن خلال المزيد من التواصل والاتصالات بين المسؤولين في البلدين فسيتم ردم الهوة التي تسببت بها بعض القضايا العالقة.
واعرب عن تفاؤله الكبير جدا ازاء مستقبل العلاقات بين البلدين، منوها الى ضرورة ان تكون هناك افضل العلاقات بين البلدين، والتحرك خطوة فخطوة نحو الارتقاء بمستوى العلاقات وتعزيزيها بما يتناسب ومصالح البلدين.

كل دول الخليج الفارسي حضرت طهران، وايران تحترم سيادة البحرين
وحول حضور وزير الخارجية البحريني في قمة طهران والموقف بين طهران والمنامة قال ان جميع دول الخليج الفارسي العربية شاركت في قمة طهران ومنها البحرين بوزير خارجيتها، ونحن نعرب عن شكرنا لذلك، بمعزل عن موقفنا ورؤيتنا للازمة في هذا البلد، منوها الى ان ايران تعاملت مع الموقف من منطلق رئاستها لقمة عدم الانحياز وعضوية البحرين في هذه الحركة.
واكد ان رئاسة الحركة يجب ان تكون قادرة على احتضان جميع الاعضاء، مشيرا الى ان ملك البحرين طلب اللقاء مع الوفد الايراني خلال قمة مكة الاسلامية، وقد دار حديث اتسم بالشفافية والصراحة الكاملة، ويمكن ان يؤدي الى انفراجة.
وتابع ان الجانب البحريني اخبرنا بانه سيوفد وزير الخارجية الى طهران، كما اعادت المنامة سفيرها الى طهران، منوها الى ان ايران عبرت عن رغبتها في حفظ الامن والاستقرار في البحرين، والاعتراف بالسيادة الوطنية للبحرين.
وشدد على ان لايران موقفها مما يجري في البحرين، كما هو الوضع في سوريا لجهة الطلب من المسؤولين الاستجابة للمطالب المشروعة للشعب، الامر الذي استجابت له الحكومة السورية وتواصل ذلك.
وتابع: ان ايران طلبت من الحكومة البحرينية ان تستجيب لمطالب الشعب فيما يتعلق بالحريات والمواطنة وما الى ذلك، وان ايران مستعدة لبذل الجهود اللازمة للمساعدة في تحقيق ذلك واخراج البحرين من ازمتها دون اي تدخل في شؤون البحرين او اي دولة اخرى.

تقرير بسيوني وسفير اميركا اكدا ان ايران لا تتدخل بالبحرين
واشار الى ان تقرير لجنة بسيوني الذي عينه النظام في المنامة اكد ان ايران لا تتدخل في الازمة هناك، واشار الى ذلك السفير الاميركي في البحرين ايضا، موضحا ان ايران تعتبر ان الصداقة بين دول الخليج الفارسي مهما تعمقت فان ذلك سيؤدي الى مزيد من استتباب الامن والاستقرار في المنطقة ويعود بالنفع والفائدة على الجميع.
واعرب عن امله في ان تنتهي الازمة في البحرين باسرع وقت، محذرا من ان استمرار ها سيؤدي الى مفاقمة الوضع.
MKH-12-22:37