مؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران ، وخيبة أمل الكيان الصهيوني

مؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران ، وخيبة أمل الكيان الصهيوني
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٥:١٩ بتوقيت غرينتش

إختتمت القمة السادسة عشرة لحركة عدم الانحياز في طهران يوم الجمعة الماضي بعد مشاركة مكثفة لزعماء ورؤساء وممثلي 120 دولة عضو في المؤتمر.وسجلت الجمهورية الاسلامية الايرانية نجاحا باهرا في إقامة هذا المؤتمر شهد بذلك الكثير من رؤساء الوفود المشاركة ، وقد عقدت القمة في ظل ظروف دولية معقدة حيث راهن الاعداء على عدم نجاح المؤتمر ، وعدم حضور شخصيات دولية كالامين العام للامم المتحدة فيه .

وكان زعماء الكيان الصهيوني والولايات المتحدة في مقدمة الذين دعوا الى مقاطعة المؤتمر و ناشدوا الشخصيات الدولية وزعماء دول عدم الانحياز الى عدم المشاركة فيه.

وكان رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتانياهو قد دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى عدم المشاركة في قمة عدم الانحياز في طهران قائلا : إن زيارتك ستمنح الشرعية لنظام يمثل التهديد الاكبر لأمن اسرائيل.

ورأت صحيفة هارتس الاسرائيلية ان معارضة نتانياهو لزيارة بان كي مون لطهران زادت الأخير إصرارا على القيام بهذه الزيارة .

وعندما رفض الامين العام للامم المتحدة طلب وضغوط نتانياهو ونصائح الادارة الامريكية  ، هاجمه رئيس الوزراء الاسرائيلي بشراسة مستنكرا حضوره في المؤتمر معتبرا بان المجتمع الدولي لم يستطع على حد زعمه اقناع طهران من حيازة اسلحة نووية .

وقد فاجأ الرئيس المصري محمد مرسي المراقبين بحضوره في مؤتمر القمة بطهران ، بعد أن كان العديد من المراقبين والصحفيين يستبعد مشاركته في المؤتمر، مؤكدين على ان الرئيس المصري لن يغضب الامريكيين والاسرائيليين بالسفر الى طهران .

ويقول صحفي لبناني معلقا على زيارة الرئيس المصري الى ايران " ان القرار المصري الذهاب الى ايران كان لاشك صعبا، والأصعب منه قرار الذهاب الى الصين قبل واشنطن او أية دولة اوروبية، لانهما خطوتان عكس الاتجاه المصري المعتاد منذ ثلاثة عقود.

 انور السادات خاصم إيران لانها اسقطت صديقه الشاه ولان واشنطن حضته على ذلك، وخلفه حسني مبارك سار على النهج ذاته إرضاءً لدول الخليج الفارسي وليس فقط لأميركا. وبعدما صارت مصر "فرجة بين الامم" في عهد الرئيسين السابقين، باتت اية خطوة في الاتجاه المعاكس، بمثابة مفاجأة وموضع تساؤلات" .

ويختم الصحفي اللبناني مقاله بالقول : ماذا لو تخلت دول مثلث الثقل: مصر وايران وتركيا، عن الحسابات الصغيرة والضيقة ونبذت خلافاتها واقامت حلفها الطبيعي والمتوازن؟ هل يظل الشرق الاوسط ساحة سائبة لالعاب القوى الكبرى؟

ويري صحفي في جريدة السفير اللبنانية " بان قمة حركة عدم الانحياز،  شهدت خطوة جديدة نحو إعادة تشكيل تكتل دولي ضخم يضم ثلثي أعضاء الأمم المتحدة، من شأن تفعيله أن يعيد بعض التوازن إلى المعادلات الدولية والإقليمية. إيران التي أعطت هذا الدفع للحركة، واستفادت من دفعها ديبلوماسياً، نجحت في عقد مؤتمر بهذا الحجم " .

وقد تناول  المسؤولون الايرانيون في كلماتهم خلال المؤتمر،  أهم القضايا الدولية وخاصة  القضية الفلسطينية حيث  أشار  قائد الثورة أية الله السيد علي الخامنئي في كلمته  الى القضية الفلسطينية معتبرا إن فلسطين هي للفلسطينيين، والاستمرار في إحتلالها ظلم كبير لا يطاق، وخطر أساسي على السلام والأمن العالميين. مشيرا الى أن كل السبل التي اقترحها وسار فيها الغربيون وأتباعهم لـ «حلّ القضية الفلسطينية» خاطئة وغير ناجحة، وكذلك سيكون الأمر في المستقبل أيضاً.

وقد اقترح القائد  حلّا عادلا وديمقراطيا حيث  يشارك كل الفلسطينيين، من مسلمين ومسيحيين ويهود، سواء الذين يسكنون حالياً في فلسطين أو الذين شرّدوا إلى بلدان أخرى واحتفظوا بهويتهم الفلسطينية، يشاركون في استفتاء عام بإشراف دقيق وموثوق، فينتخبون البنية السياسية لهذا البلد، ويعود كل الفلسطينيين الذين تحمّلوا لسنوات طويلة آلام التشرّد إلى بلدهم فيشاركوا في هذا الاستفتاء، ثم يتم تدوين الدستور والانتخابات.

و شارك في مؤتمر عدم الانحياز 30 رئيس دولة أبرزهم الرئيس المصري محمد مرسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس السوداني عمر حسن البشير والرئيس الباكستاني آصف علي زرداري والرئيس الافغاني حامد کرزاي والرئيس الطاجيكي إمام علي رحمان  والرئيس التركماني قلي بردي محمدوف ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس الوزراء السوري محمد وائل الحلقي  ورئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ والامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي .

وكانت قمة عدم الانحياز مناسبة جيدة التقي خلالها الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مع قائد الثورة الاسلامية اية الله خامنئي  وتبادل الجانبان وجهات النظر حول اهم المستجدات علي الساحة الدولية وأهم القضايا ومنها القضية الفلسطينية كما التقي 15 زعيما من زعماء الحركة مع قائد الثورة الاسلامية .

وكان مؤتمر القمة مناسبة لزعماء الدول المشاركة للقاء والتشاور وبحث العلاقات الثنائية والعلاقات السياسية والاقتصادية والتوقيع على اتفاقيات تعاون حيث وقعت الجمهورية الاسلامية خلال المؤتمراتفاقيات تعاون مع العديد من البلدان المشاركة كما التقي الرئيس الإيراني مع 30 من الزعماء المشاركين في القمة.

وكان التنظيم الجيد لاعمال المؤتمر والبرنامج الجانبي للضيوف والزيارات التي قاموا بها بعد انتهاء المؤتمرللمناطق السياحية ومنها مدن اصفهان وشيراز ومشهد قد أدهش الضيوف المشاركين الذين لم يكن الكثير منهم قد زاروا ايران من قبل وقد سحرهم جمال ايران وخاصة نظافة العاصمة والتنظيم الجيد لحركة السير في مدينة يعيش فيها اكثر من ثلاثة عشر مليون ايراني وحركة تردد سلسة لوفود 120 بلدا داخل العاصمة طهران .

وقد ذكر وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي للتلفزيون الايراني بان أحد وزراء الخارجية الذين شاركوا في المؤتمر، أعتذر كثيرا له وعندما سأله عن سبب الاعتذار ، قال  بانه نتيجة للدعاية المضادة ، كان يظن بان ايران تعيش في وضع سيء ومتأخر بينما رأي خلال زيارته القصيرة لطهران بأنها وصلت الى مستوى جيد من التقدم والحضارة و الجمال والنظافة التي تتمتع بها العاصمة ، معتبرا بان الدعاية المضادة تصور ايران بلدا متاخراعن ركب الحضارة يعيش شعبها  في فقر وفاقة وجهل وأمية بينما الواقع يشير الى عكس ما يروج له الاعداء.

شاكر كسرائي