ماذا حل بعين بان كي مون في طهران؟

ماذا حل بعين بان كي مون في طهران؟
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٥:٤٣ بتوقيت غرينتش

الان وقد انهت قمة عدم الانحياز اعمالها بنجاح وانتصرت طهران ومعها محور المقاومة على الحلف الصهيوني الامريكي الرجعي العربي الذي اراد ان يفجرها من باب الازمة السورية صار بامكاننا ان نطلق سراح هذا الخبر الهام والمفرح لكل العرب والمسلمين و احرار العالم واليكم الخبر:

لقد جاء الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ومعه اثنان من اخطر المتهمين باثارة الراي العام العالمي على ايران ومحور المقاومة وممولي القتلة المحترفين ومسببي الفتن والحروب المذهبية والطائفية والعرقية في المنطقة الى طهران لحضور هذه القمة مكرها كما اجمعت كل التقارير اذعانا باهمية العاصمة التي تعقد فيها القمة الاول وهو السفير جيفري فيلتمان وهو سفير امريكا السابق في لبنان ومساعد وزير خارجية الشرق الاوسط الجديد كوندوليزا رايس والذي عين حديثا مساعدا لبان كي مون لشؤون الشرق الاوسط بعد فشله وخيباته المتكررة في المنطقة ضد محور المقاومة اما المتهم الثاني فهو تيري لارسن الموفد الخاص للامين العام في منطقتنا العربية والاسلامية والمخصص لمهمة نزع سلاح المقاومة والذي يعتبره اللبنانيون بانه المسؤول الاول عن مذبحة قانا وحرب الثلاثة وثلاثين يوما ومدبر فتنة اغتيال الحريري وقد حاول هذان الممولان للقتلة المحترفين ومثيري الفتن بشكل دؤوب كل جهدهما ليفجرا مؤتمر طهران من الداخل عبر بعض ادواتهما الرجعية لاسيما احد الوفود الخليجية المتهمة بلاده بتمويل وتحريض المسلحين والذي لم يترك وسيلة الا واستخدمها لتغيير البند الخاص بالازمة السورية في محاولة لادانة الدولة السورية المقاومة حكومة وشعبا غير ان الايرانيين بحكمتهم وحنكتهم وكياستهم المعروفة وصبرهم الاستراتيجي الشهير والذي بني على مدرسة ديبلوماسية حياكة السجاد استطاعوا ان يطيحوا بكل الحبائل والخدع والحيل وان ينتصروا لصالح الحق والحقيقة والمقاومة وهكذا خرج البند الخاص بسوريا كما اعد له في لجنة الخبراء دون تعديل داعما للاصلاحات والحل السياسي والحوار الوطني ورفض التدخل الاجنبي ونبذ العنف والارهاب وضرورة تحرير الجولان. المفارقة العجيبة في هذه القصة هي انه وعندما تم الاستفسار من بعض الديبلوماسيين الذين اجتمعوا مع وفد بان كي مون سائلين اياهم عن سبب اصرار فيلتمان على تقديم التوصية لبان كي مون بضرورة الحضور شخصيا وعدم الاكتفاء بارسال مندوب كما كان يوصي آخرون قالوا لنا بان فيلتمان يرى بانه كان مكلفا بان يكون العين الامريكية على بان كي مون للاسباب التالية:
اولا : بما ان ايران باتت حاضرة بقوة في كل ملفات المنطقة فبالتالي لم يعد بالامكان تجاوزها في اي حل لاي ازمة!
ثانيا: ان فيلتمان يرى خطرا داهما يواجه حبيبته اسرائيل وبالتالي فهو بات يفكر بخريطة ما بعد اسرائيل وانه لابد من بذل اكبر جهد ممكن لمنع انهيار كل شيء!
ثالثا : ان فيلتمان بات على قناعة تامة بان المفتاح الذهبي لحل الازمة السورية بات بيد طهران وهو ما كان يتنكر له عندما كان يكرره عليه الموفد السابق كوفي انان!
ومع ذلك فان القصة لم تنته لفيلتمان على خير: فاثناء القاء محاضرة للامين العام لمحاضرته امام جمع من النخب والاساتذة والطلبة الجامعيين في كلية الدراسات الديبلوماسية التابعة للخارجية الايرانية حاول احد الحاضرين ان يأخذ نصيبه في النقاش والاسئلة التي فتحت حول موضوع السلام الذي تحدث عنه بان كي مون والذي طالبه الاساتذة بان يكون مترافقا مع العدالة والا لا معنى لمثل هكذا سلام ولما لم يعط الفرصة لطرح سؤاله عبر الميكرفون وقف بتمام قده ووجه خطابه للامين العام سائلا اياه:
سيادة الامين العام الموقر: هل تستطيع ان توفق لنا بين طرحكم الداعي للسلام والعدالة كما قلت مشاطرا السيدة الايرانية الرأي وبين ومرافقة اثنين من المتهمين بالتشجيع على القتل والتحريض على الفتن في زيارتكم لهذا البلد المقاوم الاول الامريكي وهو فيلتمان والثاني وهو تيري لارسون النروجي وهو المسؤول عن كل الحروب الاخيرة على الداخل اللبناني والحرب الصهيونية الشهيرة بحرب الثلاثة وثلاثين يوما؟!
فاذا بالوفد المؤلف من عشرين شخصا مرافقا للامين العام ينتفضون من مقاعدهم ويفرون هربا من السؤال ومن مواجهة النخب الايرانية التي كانت تصفق للسائل وكم كان لافتا ومشفقا ونحن نرى جيفري فيلتمان اول الهاربين حاملا اوراقه بسرعة تاركا الامين العام لوحده ململما اوراقه وهو يتلفت يمنة ويسرة باحثا عن مساعده لمثل هذه الشؤون في مثل هذه اللحظة! فهل يعتبر بان كي مون؟!
والاهم هل يعتبر المنبهرون بالنظام العالمي الفاسد المهيمن على شعوب العالم منذ الحرب العالمية الثانية من مثل هؤلاء المدعين للسلام والعدالة وكيف انهم يفرون عند اول امتحان تاركين اقرب الناس اليهم في حيص بيص.
*محمد صادق الحسيني