مهمان برست: الغرب يدعم الإرهاب، وإيران لم تجر أي إتصال مع أميركا

مهمان برست: الغرب يدعم الإرهاب، وإيران لم تجر أي إتصال مع أميركا
الأحد ٣٠ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٦:٠٥ بتوقيت غرينتش

نيويورك (العالم) ‏01‏/10‏/2012 أكد المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست أن الغرب يدعي محاربة الإرهاب من جهة ويدعمه من جهة أخرى، وأن المسؤولين الإيرانيين لم يجروا أي إتصالات مع المسؤولين الاميركيين في نيويورك، وأن إيران أعلنت رفضها سابقا لأي سلاح نووي ورغم ذلك أنها مستعدة لأي حوار بناء، مشيرا الى أن تصريحات نتنياهو أصبحت موضع سخرية.

 

وقال مهمان برست في تصريح خاص أدلى به من نيويورك لقناة العالم الإخبارية مساء الأحد إن زمرة المنافقين لها باع طويل في المجال الإرهابي، وقبل إنتصار الثورة الإسلامية الإيرانية أيضا كانت هذه الجماعة تقوم بأعمال إغتيال إستهدفت أميركيين، وبعد الثورة الإسلامية إغتالوا أكثر من 16 ألف مسؤولا ومواطنا إيرانيا، ومن السوابق المخزية لهذه الزمرة الإرهابية أنها في العراق وقفت الى جانب الرئيس المخلوع صدام ليحارب شعبنا.

الغرب لم يحارب الإرهاب ويدعمه

وأضاف: ما قامت به هذه الزمرة حولها الى أكثر المجموعات كراهية في نفوس الشعب الإيراني وفي العراق أيضا، حيث قامت بأعمال إرهابية متعددة وذلك في ظل الدعم الغربي، وللأسف إن الدول الغربية تدعي من جهة أنها تحارب المجموعات الإرهابية ولكنها في الواقع تدعمها، حتى أنها أقدمت مؤخرا على إخراج هذه الجماعة من قائمة الإرهاب التي هي وضعتها فيها، في حين أنهم خلال السنوات الماضية كانوا يتعاملون معها على أنها مجموعة إرهابية، ولكن أزيل هذه الستار هذه المرة من قبل الساسة الأميركيين.

وتابع: إن مثل هذه الإجراءات لا تساعد على إنقاذ الوضع المضطرب لهذه المجموعات الإرهابية، وإنما تكشف عن زيف واقع الأنظمة الغربية لدى العالم، ويثبت ما كنا نؤكد عليه دائما أن الدول الغربية تتعاطى بإزدواجية مع موضوع الإرهاب وأنها لم تحاربه جذريا بل تستخدمه كوسيلة لتمرير غاياتها والوصول الى أهدافها.

وصرح مهمان برست قائلا: إن جماعة المنافقين الإرهابية كانت تمارس وتواصل أعمالها الإرهابية أثناء وجودها في معسكر أشرف، وهناك ملفات ومطاردات قضائية كثيرة في العراق ضد هذه الجماعة، وهناك مسؤولون في الحكومة العراقية يتابعون هذه الملفات.

زمرة المنافقين شاركت بإغتيال العلماء النوويين الإيرانيين

وأضاف مهمان برست إن هذه الجماعة لم تكف عن أعمالها الإرهابية، وربما أجرت نوعا من التغيير في أدائها، وكان لها تدخل بالتعامل مع عناصر بالموساد في إغتيال العلماء النووين في بلادنا والأدلة متوفرة.

وحول إدعاء المسؤولين الأميركيين بأنهم إتخذوا قرار شطبهم من قائمة الإرهاب لأنهم غادروا معسكر أشرف وإختاروا معسكرا مؤقتا آخر، قال مهمان برست أن هذا الأمر غير صحيح لأنه لن يستطيع أن يبيض وجه هذه الجماعة ويخرجها من واقعها الإرهابي، وهذا الإدعاء غير مقبول مطلقا، لأن إخراج هذه الجماعة من معسكر أشرف لن يجعلها غير إرهابية، والشعب العراقي هو الذي طردهم من هذا المعسكر.

وصرح: إن مجموعة الضغوط التي تمارسها الدول الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية تهدف الى حمل شعبنا على التخلي عن مبادئه، وهم تحليلهم خاطئ، ويعتقدون أن هذه الإجراءات التي يمارسونها لحين الإنتخابات الرئاسية في طهران في السنة المقبلة، قد تؤدي الى إيجاد نوع من الإستياء والتذمر لدى الشعب، ولهذا يريدون أن يستفيدوا من كافة الوسائل حتى يوتروا ويفاقموا الوضع الإقتصادي في الداخل لعلهم يحملون الشعب الإيراني على المعارضة والتخلي عن النظام.

تحليل خاطئ للمسؤولين الأميركيين

وأضاف: إن هذا تحليل خاطئ شهدناه طيلة الثلاثة والثلاثين سنة الماضية منذ إنتصار الثورة الإسلامية، من قبل المسؤولين الغربيين لاسيما الأميركيين، وهذه الأخطاء أدت الى ممارسة ظلم كثير ضد شعبنا دون أن يحصلون على نتيجة، لأن الشعب الذي يكافح من أجل إستقلاله يتحمل كافة الصعاب والمشاق الإقتصادية، وإيواء مجموعة إرهابية لا تتمتع بأي قاعدة لدى شعبنا لن يثنيه.

جماعة خلق.. ظاهرة ميتة

وقال: حتى المحللين الغربيين والمحللين الذي يعارضون نظام الجمهورية الإسلامية في إيران، يعتبرون جماعة خلق بأنها ظاهرة ميتة، وإن هذا الإجراء يبين أن هذه الجماعة تريد أن تنهي ملفها الأسود لأنها لا تتمتع بقاعدة شعبية حتى بين الجاليات الإيرانية في الخارج وحتى لدى الشعوب الغربية، لأن الجميع على بينة من الممارسات الإرهابية التي قامت بها هذه الجماعة.

وتابع: أن تكون هذه الجماعة تحت الدعم الغربي هذا الأمر لن يؤثرعلى الواقع وخاصة في بلدنا، وإذا كان أفرادها لا يجرأون أن يظهروا أمام شعبنا وحتى في خارج البلاد أمام الإيرانيين ولا يستطيعون أن يكشفوا عن إنتمائهم لهذه الجماعة الإرهابية، فكيف بإمكانها أن تقدم على عمل سياسي وهي قد طردت من العراق والحكومة والشعب العراقيان يضمران لها الكراهية مثلما هو شعور الشعب والحكومة في إيران.

إيران لم تجر أي إتصال مع أميركا

وأكد مهمان برست أنه لم تجرَ اي اتصالات مع المسؤولين الاميركيين خلال زيارة رئيس الجمهورية الايرانية محمود احمدي نجاد و الوفد المرافق له الى أميركا ومشاركته في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ونفى مهمان برست إجراء أي اتصال او لقاء او مباحثات مع المسؤولين الاميركيين، مؤكدا أن اطار السياسة الخارجية للجمهورية الاسلامية واضح تماما.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الايرانية أن جميع القرارات في المواضيع الأساسية للسياسة الخارجية تتخذ بتنسيق تام بين كبار المسؤولين في البلاد وبإشراف قائد الثورة الاسلامية.

وفيما يتعلق بهذا الخصوص (العلاقة مع اميركا) قال مهمان برست: لم ولن تتخذ أي خطوات.

وتابع مهمان برست: بذلت جهود لرسم صورة عدائية وغير منطقية عن بلادنا في الرأي العام وفي القضايا الدبلوماسية العامة، قائلا: إنهم صنعوا اجواء لا تسمح بايصال أفكارنا الى مسامع الشعب الاميركي والدول الغربية. 

وقال مهمان برست إن زيارات رئيس الجمهورية ومشاركته في الجمعية العامة للامم المتحدة توفر الفرصة والمناخ المناسبيْن لاجراء لقاءات مع وسائل الاعلام والنُخب الفكرية وطلاب الجامعات وزعماء الاديان المختلفة عن قرب في هذا البلد، ونقل وجهات نظرنا اليهم بصورة واضحة.

وأكد المتحدث باسم الخارجية: عندما نشرح مواقفنا ووجهات نظرنا بشكل كامل خلال هذه اللقاءات، نرى أنهم يدعمون سياستنا وطريقة تفكيرنا وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على انه نقلت قضايا غير واقعية للشعب الاميركي والدول الغربية عنّا من اجل ايجاد صورة سلبية عن بلدنا.

وأشار مهمان برست إلى أنه لم تتوفر حتى الآن أرضية للحوار مع الولايات المتحدة الاميركية نتيجة عداء الاميركيين المتزايد ضد شعبنا على مدى التاريخ، إلا اذا اعترفوا باخطائهم السابقة وإعتذروا لشعبنا وسعوا الى ايجاد ظروف للاعتراف بحقوق الشعب الايراني، وهذا ما يؤكد عليه كافة المسؤولين الايرانيين بمن فيهم رئيس الجمهورية.

نتنياهو.. موضوع للسخرية في إجتماع نيويورك

وتطرق الناطق بإسم الخارجية الايرانية إلى تصريحات رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك، وقال: "إن هذه التصريحات أصبحت موضوعا للإستهزاء خلال اللقاءات الدبلوماسية المنعقدة على هامش إجتماع نيويورك، كما سخرت منها الصحف الاميركية ومعظم صحف الدول في العالم".

وأضاف مهمان برست قائلا: "إن نتنياهو هو شخص يمثل الإرهاب الدولي، أقدم على حركة مضحكة أمام الجمعية العامة للامم المتحدة، أدت إلى أن يسخر ويستهزئ منه الجميع".

وأوضح مهمان برست أن نتنياهو ينتقد البرنامج النووي الإيراني الذي لم يخرج عن سلميته أبدا، في الوقت الذي يمتلك كيانه أكثر من 200 رأس نووي حربي، إضافة إلى تاريخ الكيان الإسرائيلي الحافل بالجرائم والإحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه.

وأكد مهمان برست أن الكيان الإسرائيلي لم يراعي القوانين والمقرارات الدولية بشأن فعالياته النووية، ولم ينضم إلى معاهدة حظر الانتشار النووي "ان بي تي"، ولم يسمح بتفتيش منشآته النووية، مشددا على أن تل ابيب هي أكبر عائق امام "شرق أوسط خال من السلاح النووي".

إيران أعلنت سابقا رفضها لأي سلاح نووي

وقال مهمان برست: نحن أعلنا رفضنا لأي سلاح نووي، وقد صدر هذا الموقف من أعلى مرجعية وهو القائد، ونحن نعتبر أن إستخدام هذا السلاح أو إمتلاكه بأنه أمر حرام، وهذا الأمر يرتبط بعقيدتنا نحن وجميع المسلمين، وأعتقد أن هذا أكبر دليل للذين لديهم شكوك حول أنشطتنا النووية السلمية، ونحن على إستعداد رغم كل ذلك لحوار بناء.

وأضاف: نحن نعتقد أن مثل هذه الحوارات بإمكانها أن تفضي الى نتيجة متى ما كانت في إطار يضمن الحقوق النووية المشروعة ويتم الإعتراف بذلك، وفي المقابل أيضا نحن على إستعداد لإزالة قلق المجتمع الدولي، ومحادثاتنا مستمرة، آخرها كان إجتماع جليلي مع أشتون، وأعتقد أن الامور رهن بما سيتخذه الطرف المقابل الذي لابد أن تتوفر لديه إرادة جدية.

تفاصيل التعرض لمهمان برست في نيويورك

قال مهمان برست: في إجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومشاركة قادة الدول خلال السنوات الأخيرة شهدنا بعض المحاولات اليائسة من جماعة المنافقين أثناء خطاب الرئيس أمام الجمعية للسعي لجمع بعض الأشخاص للتظاهر، والعديد منهم لم يكونوا إيرانيين، ورغم كل المحاولات التي يبذلوها على مدى عام كامل، لا يتجاوز عددهم المئتين أو الثلاثمائة شخص ليهتفوا بالشعارات.

وأضاف: حسب القوانين فهؤلاء لا يحق لهم أن يتجاوزا الحدود المرسومة لهم أو يتحرشوا بأحد، وهذا العام وعندما كان الرئيس يلقي كلمة تجمع عدة أشخاص وكانوا يهتفون ببعض الشعارات، وبعد الخطاب عندما كان الوفد المرافق يغادر المكان وفي طريق العودة الى مقر الإقامة للإستراحة القصيرة، سعى عدد من هؤلاء لمضايقتنا وأبدوا سلوكا أوضح أسلوبهم أكثر لشعبنا وللشعوب الأخرى وللرأي العام الأميركي.

وتابع: إن هؤلاء يدعون أنهم يريدون أن يناضلوا ضد النظام ويستخدمون أبشع الأساليب غير الإنسانية، وحاولوا القيام ببعض التحركات وأعمال التحريض لينتجوا فيلما دعائيا لأنفسهم، ورغم كل هذا الأمر فإننا واصلنا طريقنا، وكنا نريد أن نتجنب المواجهة مع هؤلاء، ولكن كان هناك تساهل من شرطة نيويورك، رغم تحذيرنا، الى أن زاد عددهم وأثاروا ضجيجا، وبعدها تدخلت شرطة نيويورك وقامت بإبعادي والباقين من المكان. 

AM – 30 – 21:59