مجلس الاعيان الافغاني يرفض كلمة "صداقة" بمعاهدة مع فرنسا

مجلس الاعيان الافغاني يرفض كلمة
الثلاثاء ٠٢ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠٨:٥١ بتوقيت غرينتش

صرح عدد من اعضاء مجلس الاعيان ان مجلس الشيوخ بمصادقته الثلاثاء على معاهدة تعاون وصداقة مع فرنسا، اقترح على السلطة التنفيذية عدم استخدام كلمة "صداقة" لان فرنسا ليست بلدا مسلما.

وقد وقع الرئيس الافغاني حميد كرزاي والرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في 27 كانون الثاني/يناير الماضي معاهدة "التعاون والصداقة" بين البلدين التي تحدد المساعدة المدنية والعسكرية التي يفترض ان تقدمها باريس لكابول. وقد صادق البرلمان الفرنسي على المعاهدة في 25 تموز/يوليو الماضي.
وفي افغانستان وافق مجلس النواب عليها بصيغتها الحالية في ايلول/سبتمبر. لكن مجلس الشيوخ مع اعطاء موافقته الثلاثاء اقترح على وزارة الخارجية شطب كلمة صداقة بين البلدين من عنوانها.
وقالت العضو في مجلس الاعيان زهرا شريفي "ان بعض الاعضاء اوضحوا انه لا يمكن بحسب الشريعة استخدام كلمة (صداقة) مع الكفار. وبعد التصويت ابدلت كلمة (صداقة) بكلمة (علاقة)".
ولفت زلماي زابولي وهو عضو ايضا في مجلس الاعيان الى انها "مبادئ اسلامية. آمل ان لا تسيء الحكومة الفرنسية الموقرة وشعبها فهم ذلك لان فرنسا اضطلعت دوما بدور بناء وايجابي في افغانستان".
واعطى ثلاثة اعضاء اخرين تفسيرات مماثلة. واكد عدد منهم ان هيئات دينية كانت وراء هذا التدبير.
وقال نائب رئيس المجلس رفيع الله غول ان من اصل 102 عضو في مجلس الاعيان، صوت 52 او 53 وايد المعاهدة 46 او 47.
وبحسب السفارة الفرنسية في كابول التي لم تشأ الادلاء باي تعليق، فان 91 من اصل 95 عضوا صوتوا بنعم.
وكانت فرنسا تفردت بادخال عبارة "صداقة" في اتفاقات ثنائية مع افغانستان، خلافا لدول اخرى من ائتلاف الحلف الاطلسي.
ولفت عضو في سكرتارية مجلس الاعيان طلب عدم كشف هويته الى ان "الدستور يخول البرلمان المصادقة على وثيقة بكاملها او رفضها، وليس باضافة تعديلات اليها".
وتابع "ان اعضاء مجلس الاعيان اوصوا بان لا تستخدم كلمة (صداقة) في معاهدات مع بلدان غير اسلامية. ووزارة الخارجية ستقرر لاحقا ما اذا كانت ستوافق ام لا على هذا الاقتراح".
وكان وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس صرح في تموز/يوليو ان المعاهدة الفرنسية الافغانية ستمول باكثر من 300 مليون يورو "مشاريع ستفيد مباشرة الشعب الافغاني"، مثل الصحة والتربية والزراعة وتنمية البنى التحتية والقطاع المنجمي" بين 2012 و2016.
ويشمل النص ايضا شقا للدفاع والامن خصوصا عبر انشاء قوة درك وتدريب كوادر الجيش.
وقد شاركت فرنسا اواخر 2001 في قوة تحالف اجنبية في افغانستان على اثر هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 لمطاردة اسامة بن لادن وطرد حركة طالبان من الحكم التي كانت تتولاه منذ 1996.
وخسر الجيش الفرنسي 88 عنصرا على الاراضي الافغانية وينسحب في هذا الوقت من هذا البلد.
وبحسب هيئة الاركان الفرنسية فان عدد جنوده سينخفض الى نحو 2550 في منتصف تشرين الاول/اكتوبر مقابل اربعة الاف قبل عام.
ومن المفترض ان يعود اكثر من الف منهم الى بلادهم في غضون ثلاثة اشهر على ان ينجز الانسحاب بشكل كامل في اواخر 2013.