من سيُظهر الضعف أولا؟

من سيُظهر الضعف أولا؟
الخميس ٠٤ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠٤:٣٨ بتوقيت غرينتش

ان المحللين السياسيين الامريكيين متأهبون، ومستطلعي الرأي العام يُعدون الحواسيب والمواطنين الذين سيصوتون في السادس من تشرين الثاني يتزودون بالمشروبات استعدادا لأكبر العروض قبل يوم الانتخابات. في هذه الليلة سيحضر الرئيس اوباما والمرشح رومني في جامعة دنفر لاول مواجهة من بين ثلاث، قُبيل حسم نهائي حقا قبل التصويت.

أقلنا انه 'عرض'؟ ليس هذا بالضبط بل هو أكثر من ذلك. لأنه يمكن ان تحسم هذه المواجهة المعركة كلها. يتمتع اوباما بتفوق في استطلاعات الرأي العام على منافسه، ولهذا أُلقيت على كاهل رومني مهمة ضخمة وهي ان يهزم في المواجهة الرئيس المشهور بقدرته الخطابية وان يرجح الكفة. لكن اوباما لا يستخف بمنافسه. انه في الحقيقة يتواضع ويُعرف نفسه قُبيل المواجهة بقوله في تواضع 'لا بأس بي بصفتي منافس في مواجهة'، وهو يريد ان يقول سأكون أنا الرئيس في موقع الدون في المواجهة.
قضى اوباما الايام الاخيرة قبل المواجهة هذه الليلة في 'معسكر تدريب' في ولاية نيفادا حيث يجري العاب مواجهة، ويؤدي دور رومني بازائه السناتور جون كاري. وفي الوقت نفسه 'يتدرب' رومني بازاء سناتور جمهوري في كولورادو. لكن ينبغي ان نقول ان رومني يحضر الى المواجهة أكثر خبرة من اوباما فقد شارك فيما لا يقل عن عشرين مواجهة في التلفاز في اثناء طريقه الصعب الذي قطعه في اثناء الانتخابات التمهيدية.
ستدور المواجهة الليلة حول السياسة الداخلية، أي الاقتصاد والضرائب والتأمين الصحي وطابع الادارة الفيدرالية بازاء صلاحيات الولايات. وستخصص احدى المواجهات بعد اسبوعين كلها لسياسة الولايات المتحدة الخارجية، ومن المؤكد ان رومني يأسف بأن خصص مواجهة واحدة فقط لمكانة الولايات المتحدة في العالم فهو في هذه الايام يقوم بهجوم قوي بل ينبغي ان نقول انه ناجع على طريقة ادارة اوباما للسياسة الخارجية ولا سيما بعد قتل الدبلوماسيين الامريكيين الاربعة في بنغازي. وقد يجد اوباما نفسه في مجال السياسة الخارجية في موقف دفاعي بازاء رومني وبنفس القدر ايضا في قضية علاقة اوباما المتحفظة بنتنياهو هذا اذا لم نشأ المبالغة. وليس عجبا انه من المتوقع ان يخطب رومني اليوم خطبة شاملة تتناول السياسة الخارجية ليست في نطاق المواجهة.
ان الامريكي العادي يهتم بالقضايا اليومية ولهذا سيؤكد رومني مقدار دين الولايات المتحدة الوطني الضخم وهذا جانب مصيري من قضية استقرارها الاقتصادي. وتصرف وسائل الاعلام المختلفة عنايتها الآن الى المواجهة الاولى والى المواجهتين التاليتين وكل ذلك باسلوب 'إما الحياة وإما الردع' لأنه أُلقيت على رومني مهمة ان يغير اتجاه معركته قبل التصويت بأيام غير كثيرة ايضا.
لا يجوز للمرشحين بالطبع ان يزلا في كلامهما أو ان يعتمدا على حقائق خطأ لأنه يترصدهما بعد المواجهة الخطر الأكبر أعني ان المحللين وموجهي برامج التهكم 'سيذبحون' من يزل منهما، حقا. وأقول في هذه السطور إنني أفكر في سيدنا موسى لا في اوباما ورومني فقط. فلا شك في انه لو تمت مواجهة كلامية في صحراء سيناء بين موسى وقارون خصمه لهُزم موسى بصورة قاطعة. أتذكرون؟ لأنه، أي موسى، وهو من كبار الزعماء في التاريخ البشري كله كان حصرا (لا يتكلم جيدا) وتأتاءا. لكن ما غُفر لموسى لن يُغفر لسياسيين من البشر العاديين، فلا يجوز لهما ان يتلعثما في المواجهات الكلامية.
يعقوب احيمئير
اسرائيل اليوم
3/10/2012

تصنيف :
كلمات دليلية :