عالم بالأزهر يؤكد أهمية الجوانب الاجتماعية للحج

عالم بالأزهر يؤكد أهمية الجوانب الاجتماعية للحج
الأربعاء ٢٤ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠٢:١١ بتوقيت غرينتش

القاهرة(العالم)24/10/2012- شدد استاذ الشريعة والقانون في جامعة الازهر الشيخ علوي أمين على أهمية الاهداف الاجتماعية للحج الابراهيمي، مؤكدا ضرورة الالتفات الى هذه الاهداف وتحقيقها.

وقال أمين في تصريح خاص لقناة العالم الثلاثاء بمناسبة قرب موعد عيد الاضحى المبارك إنّ الحجّ الذي جعله الله فريضةً من أعظم الفرائض بقوله تعالى  ولله على الناس حِجُّ البيت من استطاع إليه سبيلاً وأوجبها في أيام معدودات معلومات. ترمي في حقيقتها وواقعها إلى أهداف كبيرة، تتصل في جانب أساسي منها باْلأُمة المسلمة كياناً وقياماً وحضارةً . وإذا كان الجانب العبادي الصِرف في هذه الفريضة متجليّاً في المناسك المعروفة، فإنّ هذه المناسك التي تُؤدى في الحج تنبىء أيضاً بالجانب الإِجتماعي وبالأهداف العظيمة المتوخاة منها، ونستطيع أن نتبين هذه الأهداف ونحددها في ضوء ماورد في شأن الحجّ من الآيات المباركة والروايات المتضافرة، وما حُفّ به الحجّ، كما في لسان بعض الروايات.
واشار أمين ولعل من أهم تلك الأهداف والوظائف التي يمكن أن يؤديها الحجُّ بالنسبة إلى المسلمين هي إدخال الأمة المسلمة في تجربة التوحيد والوحدة، أي بصورة فعلية وليس من خلال مجرد الدعوة والحثّ على ذلك. وفلسفة هذا الأمر، أنّ الشرك الخفي يمكن أن يتسرب إلى النفوس، وأنّ دواعي الفرقة والاختلاف متوافرة دائماً، ولذا فلا بدّ من زرق الأفراد بالمضاد الحيوي، ولا بدّ من نفي لتلك الدواعي. ومناسك الحج من أقوى عناصر الضد والنفي . فالإِحرام حيث الكلُّ بلباس واحد، والتلبية حيث الكلُّ بنداء سماوي واحد ثم السعي والطواف والأفاضة، كلّ تلك الشعائر والمناسك، تجعل الجميع في حالة عبودية واخلاص، فتلغى بصورة عملية فوارق اللون والجنس والمذهب والانتماء والمنصب، فلا خصوصية ولا شأنية ولا إمتياز إذ الكلُ على صعيد واحد عبيدٌ للهِ الواحد.
واضاف أمين أن من آثار الحج الاجتماعية التقريب بين المسلمين والتآلف بينهم إنّ الشريعة الاسلامية شريعة واقعية، بمعنى انها وإن كانت تهدف إلى غايات سامية ومرامي بعيدة، وتضع الوسائل العملية لبلوغها، إلاّ أنها في عين الوقت تنظر إلى الواقع الحياتي بما هو عليه من تعقيد وبما ينطوي عليه من إشكالات، وبما يموج به من حقائق، ولذلك ونظراً لطبيعة الظروف الموضوعية التي تمرُّ بها الأمة فإنّ هدف الوحدة وإن كان مطلوباً فعلاً، إلاّ أنه تكتنف تحقيقه صعوبات جدية، وإذا كان موسم الحج (الأيام المعلومة والمعدودة) يمكن أن تخلق شعوراً عالياً بالوحدة والتوحّد.
وأوضح أمين أن الحج يجعل حركة الفرد المسلم لا تنفصل عن الأمة، إنّ الفرد المسلم في الحج يشعر شعوراً قويّاً، ويدرك إدراكاً واضحاً أنه (فردٌ في أمة)، عليه أن يتصرف ويتخذ المواقف انطلاقاً من هذه الصفة. وإذا كان الاسلام قد ربّى الفرد المسلم على مثل هذا الشعور كما هو الأمر في صلاة الجماعة، أوفي الجمعة أوفي العيدين، وغيرها من العبادات ذات الصفة الجماعية، فلأنه ربما لا يتأتي له مثل هذا الأمر بلحاظ أنّ بعض هذه العبادات ليست إلزامية، وبالتالي فهو يستطيع التحلل منها. ولكنّ الأمر في الحج مختلف تماماً فهو يجب أن يؤدي المناسك ضمن (الأمّة) كفرد فيها يتحرك بحركتها، ويقف المواقف معها.
ودعا أمين الى أن يتم الالتفات الى هذه الاهداف الاجتماعية في الحج وتوقيتها والتاكيد عليها لما لها من تاثيرات في صالح الامة والاسلامية والمسلمين.

 

Sm-24-19:43