الجزائر تخشى التدخل العسكري المرتقب في مالي

الجزائر تخشى التدخل العسكري المرتقب في مالي
الثلاثاء ٣٠ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠١:٢٩ بتوقيت غرينتش

القاهرة ( العالم) 30/10/2012 – قال خبير الشؤون الافريقية السيد عطية العيسوي ان زيارة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون الى الجزائر تتضمن عدة اهداف ابرزها التنسيق الكامل قبل التدخل العسكري المعتزم لحل مشكلة جمهورية مالي وانهاء انقسام البلاد .

واضاف العيسوي في حديث مع قناة العالم مساء الاثنين ان حدود الجزائر مع مالي تمتد الى نحو 1400 كيلومتر وفيها الكثير من افراد الطوارق الذين ساهموا في قيادة عملية الانفصال في شمال مالي، اضافة الى انها تحتظن القيادة المشتركة لقوة مكافحة عناصر تنظيم القاعدة والجماعات الارهابية في منظقة الصحراء الكبرى وبالتالي فان كل هذه العوامل تدفع اميركا للتنسيق جيدا مع الجزائر قبل شن العملية العسكرية .
واعرب خبير الشؤون الافريقية عن اعتقاده ان كلنتون لا تستطيع اقناع الجزائر بقيادة هذه العملية لانها مازالت ترفض حل المشكلة عسكريا لاسباب منها وجود اعضاء القنصلية الجزائرية في مالي كرهائن لدى مجموعة مسلحة خطفتهم في ابريل الماضي ومازالوا على قيد الحياة، وكذلك الخشية من ردة فعل عناصر تنظيم القاعدة الموجودين في المنطقة وفي الجزائر نفسها والذين حذروا من تدخل الجزائر عسكريا في مالي، اضافة الى وجود اعداد كبيرة من الطوارق في الجزائر سواء ممن يحملون الجنسية الجزائرية او من جنسيات اخرى، وبالتالي فان الجزائر تضع امنها القومي فوق كل اعتبار.
واشار العيسوي الى ان الجزائر لن تقود العملية العسكرية في مالي لكنها ربما ستشارك بشكل غير مباشر كالسماح بانطلاق طائرات او قوات لدول اخرى من اراضيها، او الاكتفاء بحراسة الحدود ومنع هروب المستهدفين في مالي الى اراضيها او اراضي دول اخرى مجاورة.
وفي جانب اخر من حديثه اكد خبير الشؤون الافريقية ان الجزائر ترفض ان تكون مقرا للقيادة العسكرية الاميركية التي شرعها البنتاغون في افريقيا ولن تقبل وجود قواعد عسكرية اجنبية على اراضيها ، ولذلك فان الادارة الاميركية اختارت جيبوتي لتكون مقرا لاول قيادة عسكرية اميركية في افريقيا الى جانب القاعدة الفرنسية هناك، فضلا عن مركز اتصالات استخباراتي عالمي كبير في انغولا.
واوضح ان الجزائر ورغم تنسيقها مع الولايات المتحدة في محاربة عناصر القاعدة الا انها تتحسس من اي وجود اجنبي على اراضيها بعد تجربتها المرة مع الاستعمار الفرنسي.
Ma.18:10.29