اکرمونا بسکوتکم

اکرمونا بسکوتکم
الإثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٢ - ٠٦:٥٠ بتوقيت غرينتش

العدوان الصهيوني على غزة انتهي بهزيمة نكراء للكيان الصهيوني ورئيس وزرائه بنيامين نتنياهو الذي استجدى وقف اطلاق النار، واستنجد بالادارة الامريكية لتساعده على اقرار التهدئة ووقف اطلاق الصواريخ على تل ابيب والقدس.

قامت  وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بزيارة القاهرة لتحث الرئيس المصري على الاسراع في إقرار وقف اطلاق النار.

وكان وقف اطلاق النار نصرا للمقاومة وهزيمة لاسرائيل .وخرج آلاف الفلسطينيين بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ إلى الشوارع في قطاع غزة فرحاً بانتصار المقاومة الفلسطينية على العدو الصهيوني .وأخذ المواطنون يوزعون الحلوى على بعضهم البعض، فيما تكبر مساجد غزة فرحاً بالانتصار، بعد فشل العدو من تحقيق أهدافه والقضاء على المقاومة التي ازدادت قوة ووصلت صواريخها الى تل ابيب والقدس المحتلة..

وأعلن  خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة حققت نصرًا على الاحتلال الصهيوني، مشددًا على أن الاحتلال خضع لشروط المقاومة ومطالبها فيما يتعلّق بالتهدئة، واضطر بعد ثمانية أيام من طلب التهدئة".

وأكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية أن اتفاق "التهدئة" مشرّف وهو انتصار للشعب الفلسطيني. فيما قال الدكتور رمضان شلح : إنتصار غزة هو إنتصار لكل الأمة. وقال محمود الزهار القيادي في حركة حماس أن كل نقطة دم سقطت في غزة هي بداية لتحرير فلسطين والقدس.

وقد استشهد إثر العدوان على غزة 145 فلسطينيا وجرح أكثر من 1100 فلسطيني ، وذكرت "كتائب القسام" أنها دكت العدو الصهيوني بـ 1573 صاروخ منذ بدء العدوان على غزة حتى إعلان الانتصار..

هذا وقد اعترف العدو الصهيوني بهلاك 17 صهيونيا أغلبهم من الجنود وجرح أزيد من 652 صهيونيا إضافة إلى تضرر أكثر من 718 مبنى ومصنعا وتدمير وإحراق نحو 240 سيارة وتضرر 30 من المرافق والمؤسسات الزراعية التابعة للاحتلال.

 وقد هز انفجار وسط عاصمة الكيان الصهيوني تل الربيع "تل أبيب" تزامنا مع زيارة وزيرة الخارجية الامريكية جراء تفجير حافلة بواسطة عبوة ناسفة أدت إلى مقتل 3 صهاينة وجرح نحو 30 آخرين، مما حدا بالولايات المتحدة الأمريكية الى إغلاق سفارتها لدى الكيان الصهيوني خوفا من أن تمتد إليها الهجمات.

وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية شاؤول موفاز في تعليقه على اتفاق وقف إطلاق النار ان الفلسطينيين انتصروا في هذه الحرب وأن الخاسر الأكبر هي إسرائيل، فيما كتبت وسائل الإعلام الصهيونية اليمينية، في تعليقها على إعلان وقف إطلاق النار، بأن ذلك بمثابة رفع الراية البيضاء أمام المقاومة الفلسطينية..

وقال كاتب وصحفي صهيوني: ضربنا غزة لمنع الصواريخ من الوصول لعسقلان واسدود وبئر السبع .. فخرجنا من ذلك بضرب تل أبيب والقدس. !

وأقال رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو سكرتيره العسكري بعد 8 أيام من العدوان على غزة. .

وخرج عشرات الصهاينة يتظاهرون مطالبين بإسقاط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو . ورفع المشاركون في التظاهرات يافطات تدعو نتنياهو للاستقالة، وتحمله مسئولية الفشل في الحملة، وتشكيل لجنة تحقيق له، ومعلنين أنهم ليسوا على استعداد للعودة للملاجئ. .

وقد جاء في بنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين حماس والكيان الصهيوني برعاية مصرية:

يقوم الكيان الصهيوني بوقف كل الأعمال العدائية في قطاع غزة برا وجوا.*

* تقوم الفصائل الفسلطينية بوقف كل أعمال المقاومة من قطاع غزة تجاه الكيان الصهيوني بما في ذلك اطلاق الصواريخ والهجمات عبر الحدود .

* فتح المعابر وتسهيل حركة الأشخاص والبضائع وعدم تقييد حركة السكان والتعامل مع إجراءات تنفيذ ذلك بعد 24 ساعة.

هنا نتساءل ... هل ان اسرائيل انتصرت في هذه الجولة أم المقاومة ، ورأينا قادة العدو الصهيوني يعترفون بهزيمة كيانهم وفشل خطة نتنياهو في سحق المقاومة لكسب اصوات انتخابية . .

ولكن اعترافات العدو بالهزيمة لم تقنع ابواق الانظمة المهزومة والخائفة من قدرة اسرائيل العسكرية وظلت تردد ما يطرحه نتنياهو ومن يدور في فلكه بان المقاومة هزمت في غزة .وها هي الصحفية السعودية بدرية البشر تكتب مقالا في صحيفة الحياة السعودية التي تصدر في لندن، تفند فيها تصريحات قادة المقاومة الفلسطينية بالنصر وتصف هذه التصريحات بأنها أوهام وتقول في مقالها :" كثير من العرب (...)  يصدق أوهام «حماس» وانتصاراتها المستمرة بآلياتها الدعائية والصاروخية المدفوعة من قبل حزب الله وإيران، ففي حرب الثمانية أيام جعلوا إسرائيل تركع، وعلى رغم أن العرب يتوقون لهذا الحلم، إلا أن هذا لم يحدث إلا في أحاديث «حماس» الدعائية، مما جعل شعب غزة يخرج محتفلاً بالنصر العظيم، وكل منهم يحمل علم فصيله ". وتضيف الصحفية السعودية :.

إسرائيل جزاها الله خيراً تعيننا على شرب الوهم، فقد خرجت بعد غاراتها الوحشية تقول للعالم وعيناها دامعتان إنها هُزمت، وفقاً لنظرية أن القوي هو الذي يعترف بالهزيمة، لأنه يعرف جيداً هدفه الذي ضيعه، فقد كان هدفها أن تقضي على «حماس» تماماً وتجرِّدها من سلاحها وتمسح مراكزها بالأرض، لذا فإنها حين فشلت خرجت تعتذر لشعبها، لكن «حماس» التي وعدت شعبها والعالم كله بأن تحرر فلسطين أعلنت أنها انتصرت، والدليل اعتراف إسرائيل نفسها، فطالما هناك طرف خاسر فالآخر من دون شك هو المنتصر". وتستطرد الصحفية السعودية : ".

لكن الحقيقة تقول إننا شعب أمي لا يقرأ الأرقام، ولا يعني له موت البشر قيمة أخلاقية بقدر ما تعنيه صناعة الشعارات من دماء الشهداء، والله وعد الشهداء بالجنة كي يعلي من قيمتهم لا كي يرخص دم البشر".

وهنا تقدم الصحفية ارقام عن ما سمته اوهام وهزائم حركة حماس وانتصارات الكيان الصهيوني عليها وتقول:"  الأرقام يا سادة يا كرام تقول إن القصف الذي استمر 8 أيام أسفر عن مقتل 162 وإصابة 1222 فلسطينياً، في مقابل مقتل 5 إسرائيليين وإصابة 204. موت هؤلاء الخمسة هو ما هدد نتانياهو فركض طالباً هدنة، بينما لم يَعنِ موت أكثر من مئة وخمسين فلسطينياً سوى فوز «حماس»، فليمُتْ كل الفلسطينيين وتعش «حماس».

إسرائيل نفّذت 1500 غارة جوية، دمّرت بها 15 مركزاً قيادياً، من بينها مقر رئاسة الوزراء، و140 نفقاً للتهريب، ومئات المنصات الصاروخية، و26 موقعاً للتصنيع وتخزين الأسلحة، وقتلت 30 قيادياً من حركة حماس والجهاد الإسلامي بينهم 6 بارزون، وقتلت عائلات بالكامل، ودمرت منازل وأحياء، و «حماس» ردت بـ1523 قذيفة صاروخية استهدفت طائرات وبوارج وآليات، واستخدمت للمرة الأولى صواريخ بعيدة المدى وجّهت نحو تل أبيب والقدس سمَّتها حجارة من سجيل، لكن اسمها لم يمكِّنها من محو إسرائيل. حريٌّ بنا ونحن نعيش سكرة النصر أن نقول لـ «حماس»: «بسك يا حماس، كفاية انتصارات".

كان من المنتظر من ابواق الانظمة العربية التي لاذت بالصمت خلال العدوان الاسرائيلي على غزة  ولم تقدم اية مساعدة للفلسطينيين ،  أن تتكرم بالسكوت ولا تضع ملحا على جرح أهالي غزة الذين فقدوا اولادهم واحبائهم ودمرت بيوتهم ومدارسهم خلال العدوان الصهيوني ولكن هذه الابواق لديها مهمة قلب الحقائق وتزوير الوقائع وزرع اليأس في قلوب المؤمنين وتخويف العرب من العدو الصهيوني.

شاكر كسرائي