مسؤول سوري: الجميع يريد الحل السياسي للازمة

مسؤول سوري: الجميع يريد الحل السياسي للازمة
السبت ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٧:٣٦ بتوقيت غرينتش

دمشق ( العالم ) 22/12/2012 – اكد مسؤول سوري، ان الشعب السوري يطالب جميع المعنيين من معارضة وموالاة بحل الازمة السورية وايجاد مخرج لها، لان القضية خرجت من اطار نزيف الدم المباشر واثرت على جميع نواحي الحياة اليومية بمعنى القوت اليومي للشعب من سكنهم وعيشهم وامانهم، وامتداد هذه الازمة لفترة زمنية طويلة، مشيراً الى انه ينبغي احترام رأي الشعب.

وشدد قدري جميل نائب رئيس الوزراء السوري وعضو رئاسة الجبهة الشعبية للتحرير المعارضة، في حوار خاص مع قناة العالم اليوم السبت، على ان الحلول العسكرية لم تؤت ثمارها السياسية من اي طرف كان، والواقع يؤكد انه لا يمكن لاي طرف ان يقوم بالحسم العسكري الشامل، مشيراً الى ان النظام بجيشه السوري الوطني غير قادر على ذلك ليس لانه ضعيف، بل هو جيش قوي، ولكنه يواجه قوى غير نظامية وهذه بحد ذاتها اشكالية، وثانياً ان هذه القوى مدعومة دولياً اي انه يواجه امتدادات دولية وبالتالي محصلة القوى الدولية وتوازنها تنعكس على الصراع في سوريا.
وقال جميل: ان ميزان القوى الدولي اليوم بعد الفيتو المتكرر الروسي الصني محصلته صفر، اي انه ليس هناك دولة قادرة ان تملي ارادتها على الطرف الآخر بشكل مطلق كما كان يجري الامر منذ انهيار الاتحاد السوفيتي 1991 ولحد الفيتو الاول للروس والصينيين وقد تغير الوضع اليوم، مؤكداً ان الروس والصين استطاعوا ان يمنعوا التدخل المباشر ولكنهم لم يستطيعوا منع التدخل غير المباشر، لافتاً الى ان الاميركان استعاضوا عن التدخل المباشر برفع مستوى التدخل غير المباشر من خلال الدعم العسكري والاعلامي والسياسي.. الخ.
آفاق الازمة السورية والتطورات السياسية بعد مرور عامين من الحرب
وقال ان الادوات العسكرية اذا كانت تهدف من قبل اي طرف هي لتحقيق الاهداف السياسية، واذا كانت هذه الاهداف لم تتحقق بهذه الادوات بعد فترة من الزمان، وعندما يتبين على ارض الواقع استعصاء هذه الادوات للوصول الى الهدف المنشود، فمن الطبيعي ليس تغيير الهدف وانما تغيير الادوات.
ورأى الحل السياسي ينبغي ان تكون مقدمته الحوار والذهاب بنهاية المطاف الى المصالحة الوطنية قد نضجت جميع ظروفها الموضوعية وبقي الظرف الذاتي اي ظرف وعي الناس نفسه واصحاب العلاقة لهذه الحقيقة وقدرتهم على تجسيدها بسلوك وافعال بخطوات على ارض الواقع.
تسريبات بتغيير الموقف الروسي السياسي ازاء سوريا
وحول الموقف الروسي اكد ان الموقف الروسي قد تغير واصبح اكثر عناداً واصراره على ايجاد مخرج سياسي للازمة السورية، وتغير باتجاه البحث حلول العملية للمخرج السياسي نفسه، وتغير باتجاه ان يكون دوراً اكثر فعالية على الارض لحل الازمة السورية، فسوريا تعتبر للقوى الدولية الصديقة خطاً أحمر، ليس لامتلاكها موارد يسيل لعاب الدول الكبرى كما في ليبيا.
واوضح ان سوريا تعتبر نقطة فاصلة اذا انتصر الغرب الاستعماري في مخططه فيها بالتعاون والدعم المتبادل مع الكيان الاسرائيلي فهذا انكفاء عام للقوى الناهضة اليوم في العالم، وانكفاء عام لتلك القوى التي تكون اقتصادياً مراكز جديدة، وشدد على ان اي هزيمة سياسية للقوى المناوئة للمخطط الاميركي في سوريا وانتصار المشروع الاميركي تعني هزيمة عامة على المستوى العالمي للكل القوى الشريفة والتي تريد ان الحصول على حقوقها على الساحة العالمية يدفع ثمنه الشعب السوري.
وقال لو ما كان الموقف الروسي والصيني لكان تكلفة الثمن الذي يدفعه الشعب السوري كبيراً وغالياً جداً، ورأى ان موضوع وجود سوريا كوحدة جغرافية سياسية موضع تساؤل وهو الى الآن تحت الخطر، لذلك الموقف الروسي والصيني اتيا بسياق بتطابق كامل مع المصالح الحقيقية والجذرية والبعيدة المدى للشعب السوري.
وقال ان الجميع سلم بضرورة الحل السياسي للازمة، وهناك طوق بين نضج الظرف الموضوعي الذي سيملي على الناس حاملين القرارات والارادات، وبين الظرف الذاتي وتسارع الاحداث في سوريا يملي هذه الحقيقة على الجميع، مؤكداً ان الاكثرية الساحقة من الشعب السوري بغض النظر عن موقعها السياسي من موالاة ومعارضة اصبحت تريد حلاً للازمة يحافظ على وحدة البلاد والوحدة الوطنية وعلى الاقتصاد يمنع ويوقف نزيف الدم.
ورأى ان الاصدقاء الحقيقيون لسوريا ينطلقون ليس من مصالحهم الضيقة وانما ينطلقون من الرؤية العامة من انه اذا سمح للاميركان بتمرير سلوكهم بهذا الشكل في سوريا، فان هذا الامر سيصبح قاعدة دولية يتحكم بها شريعة الغاب، ويملي الاميركيون في كل مكان ولاحقاً يمكن يوصلوا الى الروس والصينين يملوا عليهم طريقة عيشهم وطريقة حكمهم وحكامهم.
الروس والصينيون افشلوا المخطط الاميركي
واكد ان الروس والصينيين وكل حلفائهم في العالم الذين يقفون ضد المخطط الاميركي انما هم بالدرجة الاولى يدافعون عن انفسهم، مشيراً الى ان من تسبب بالازمة السورية الحالية هو السلوك الاميركي والغربي بشكل عام، لذلك لا يجوز القول بتضارب المصالح الاميركية الروسية الصينية هو الذي ادى الى هذا الاستعصاء في سوريا، مشدداً على ان الذي ادى الى هذا الاستعصاء بسوريا هو توازن قوى والموجود حالياً، لانه لو لم يكن موجوداً لكانت الامور في سوريا اسوأ بكثير.
واشار الى ان سوريا قادرة على الخروج من الازمة لكن بخسارة كبيرة خلال الاحداث والازمة بسب ضعف وتراجع دورها الوظيفي في منطقة الشرق الاوسط في مواجهة المخططات الاميركية والاسرائيلية، ورأى ان اي حل للازمة السورية ينبغي ان يأخذ بنظر الاعتبار الحفاظ على الدور الوظيفي التاريخي لسوريا، معتبراً ان اكبر رأس مال لسوريا هو دورها الوطني والتخلي عن هذا الدور يعني التخلي عن اهم رأس مال لديها.
وقال ان هذه الحقيقة التي فهمها الغرب بشكل نهائي جعله يقرر اعدام سوريا واخراجها من الخارطة السياسية كحد اقصى والغاءها، وكحد ادنى الغاء دورها الوظيفي لفترة طويلة في المنطقة، ورأى ان هذا هو القرار الغربي الامبريالي، لان سوريا بدورها التاريخي الذي لعبته منذ الاستقلال وحتى اليوم كانت عقبة كأداء امام كل مؤامرات الاستعمار.
واشار الى ان المؤامرات ضد سوريا لم تكن وليدة اليوم، فسوريا لم تعيش يوماً واحداً منذ استقلالها دون التآمر عليها من الخارج، وقال لكن السؤال الذي يطرح نفسه دائماً هو لماذا ينجح في مؤامراته ولماذا لم ينجح، فالقضية بالاخير مقدار المناعة والقدرة على صد هذه المؤامرات.
سوريا مازالت قوية امام المشروع التآمري
وشدد على انه ينبغي على سوريا بما تمثله محور ضد هذا المشروع التآمري، ان تكون قوية بالمعنى الداخلي والاقتصادي والاجتماعي والسياسي والوحدة الوطنية وهذه تتطلب سياسات، مشيراً الى ان الازمة الوطنية الشاملة انفجرت بفعل السياسات وتراكمها اقتصادياً اجتماعياً على مدى عقد، ما خلق مناخاً ملائماً للقوى الخارجية العدوة  لخط سوريا المناوئ للمخططات الامبريالية الاميركية والصهيونية، واستفادت من هذا الجو ولعبت فيه، قاصداً بذلك العقول السورية.
واوضح بان لو يكن هناك استعصاء في سوريا لما كانت هناك مبادرات، مشيراً الى ان المبادرات هي مقدمة لحث مركز الثقل للانتقال الى العمل السياسي بالدرجة الاولى، وقال ان كل القوى جربت حظها بالعمل العسكري ولم تصل الى النتائج المطلوبة، ولم تتحقق الاهداف السياسية، مؤكداً ان المعارضة المسلحة لم تستطع اسقاط النظام ولن تستطيع، ليس لانها لم تستخدم السلاح، ولا النظام السوري من جهة اخرى استطاع ان يهزم المعارضة المسلحة هزيمة ساحقة ونهائية، معتبراً بانه لا يوجد من هذا النوع من الطرفين في الافق، داعياً اياهم الى اعادة النظر بطريقة تعاملهم مع الازمة بانضاج الظرف الذاتي بتوعية الناس ليفهموا الحقيقة.
واكد ان هناك قوى اوسع واوسع في المعارضة السورية تريد حلاً سياسياً، مشيراً الى هناك الحاحاً لدى المعارضة السورية بتسوية سياسية للازمة نتيجة خوضها تجربة الحياة والوقائع التي تراها ادركت انه مطلوب حل سياسي.
ولفت الى المتشددين بانهم هم قلة لا يمثلون احداً ولا يشكلون اكثرية لا معارضة ولا موالاة، وبسبب اعلاء صوت الرصاص على الكلام يفرضون مناخاً، ولكن استمرارهم بهذا الشكل يعزلهم اكثر فأكثر، وهو الذي سيخلق المناخ الضروري لانتصار الحل السياسي.
المبادرة الايرانية تؤكد على وقف العنف والبدء بالحوار الوطني
وحول المبادرة الايرانية واوجه القواسم المشتركة في كل ما يتم الحديث عن حراك سياسي، رأى ان المبادرة الايرانية الحالية تأتي في سياق المبادرات الايرانية السابقة في المنطقة، بوقف العنف والبدء باغاثة وتقديم المساعدات الانسانية، واطلاق حوار بين الحكومة والمعارضة، وتشكيل الحكومة، وقال ان معارضة الداخل ليس لديها مشكلة مع هذه المبادرة حتى لو كانت الحكومة هي بوتقة الحوار مع المعارضة، بشرط وقف العنف، والبدء بحوار مع حكومة او بدون حكومة ووصولهم الى الحكومة، والانتقال الى بحث ملفات مثل اجراء تعديلات على الدستور وقانون الانتخابات التشريعية والرئاسية مبكرة تؤسس لموضوع اقرار الدستور، والاحتكام الى الشعب السوري.
تورط انظمة اقليمية بالمخطط الاميركي التآمري
واشار الى موضوع توريط انظمة اقليمية بالازمة السورية مثل تركيا والسعودية وقطر، وانعكاسها على المنطقة كلها في حال فشلها، خاصة فلتان قوى متطرفة من بين ايديهم، ومواجهة خسارة المعركة في سوريا، وتساءل كيف سيكون انعكاسها على القوى الاقليمية ورد الفعل الروسي والصنيي القوي والناشط الذي يدعم سوريا سياسياً واقتصادياً بشكل كامل، لافتاً الى انه من الممكن ان تطير روؤس هذه الدول بسبب السلوك الروسي والصيني على الارض فيما اذا غاصت اميركا كثيراً في الازمة السورية وورطت تلك الدول اكثر فأكثر معها,
واشار الى ان الموقف الاميركي يضعف يوماً بعد يوم مقابل قوة الموقف الروسي والصيني وحلفائهما بالمعنى الاقتصادي والسياسي والعسكري، ورأى ان الاميركان قد اخذوا هذا الامر بعين الاعتبار وقرروا ان يبحثوا عن الحل السياسي، وعبر هذا الحل علهم يصلوا الى اهدافهم السابقة بخسائر اقل.
12/22- tok
 

كلمات دليلية :