قلق إسرائيلي من السفينتين الإيرانيتين في بورتسودان

قلق إسرائيلي من السفينتين الإيرانيتين في بورتسودان
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٤:٥٨ بتوقيت غرينتش

قلق إسرائيلي أميركي معلن من الزيارات المتكررة للسفن الحربية الإيرانية للسودان والتي تأتي في إطار التعاون الطبيعي بين البلدين . وقد عاد هذا القلق ليتصاعد مع الزيارة الثانية لسفينتين حربيتين إيرانيتين لبورتسودان المطل على الأحمر الأحمر في غضون خمسة أسابيع . قلق شاركت فيه وسائل الإعلام السعودية وسط أنباء عن تسهيلات قدمت من دول عربية لمرور الطائرات الحربية الإسرائيلي في أجوائها وهي في طريقها لقصف مصنع الأسلحة في السودان .

للمرة الثانية في غضون شهرين تستقبل القوات البحرية السودانية قطع حربية تتبع لنظيرتها الإيرانية جبران وبوشر وصلتا إلى بور سودان في مهمة رسمية يقول الجيش السوداني أنها تأتي في إطار المهام التي تضطلع بها قوات البحرية بين الدول الصديقة بما يحقق مصالحها الحربية والدبلوماسية والسياسية بالإضافة غلى مهامها الروتينية لتأمين الشواطئ والمياه الإقليمية والدولية، وبعيداً عن اجتهادات المفسرين وتأكيدات الجانبين على جدية الأمر لكونه يحدث بطبيعة الحال بين جميع القوات البحرية في العالم.
تدخل البحرية السودانية والإيرانية عمقاً جديداً من العلاقات الاستراتيجية سيكون لها بالغ الأثر في فرض واقع أمني جدي بالمنطقة.
هذا الواقع الأمني الجديد الذي يفرزه التعاون الإيراني السوداني يبدو أنه اقلق أعداء البلدين تماما كما كان الحال في الزيارة الأولى لسفينتين إيرانيتين حربيتين أواخر أكتوبر تشرين الأول النماضي لميناء بورتسودان
وكانت سفينة الدعم الإيرانية خرج والمدمرة الشهيدي نقضي في بور سودان ليومين في تشرين الأول أكتوبر الماضي، الأمر الذي أثار انتقادات في الإعلام في السعودية التي تقع على الضفة الأخرى من البحر الأحمر. يذكر أن إسرائيل أبدت قلقها من العلاقات المتنامية بين إيران والسودان حيث تتهم إسرائيل الخرطوم بأنها تخدم عمليات نقل السلاح الإيراني إلى حماس عبر الحدود المصرية، الربط بين السودان وإيران جاء بعد اتهام الخرطوم لإسرائيل بقصف مجمع اليرموك للصناعات العسكرية في قلب العاصمة السودانية في 23 من تشرين الأول أكتوبر الماضي.
هذا القلق الإسرائيلي المنسجم مع قلق سعودي مماثل , روجت له وسائل إعلام سعودية مضيئة على مصلحة مشتركة بين الرياض وتل أبيب في وقف التعاون العسكري الإيراني السوداني .
توقعت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية أن يعمق وجود السفينتين من الانقسامات الداخلية وغضب دول الخليج الفارسي. ودعمت هذا التوقع بحديث أجرته مع معارض سوداني هو الدكتور العباس محمد الأمين الذي حذر من دخول بلاده في تحالفات غير مباشرة مع دولة إيران، واصفا الخطوة بـ«الخطأ الاستراتيجي، خاصة في علاقات الخرطوم مع دول الخليج الفارسي. مشيرا إلى أن السودان لا يحتاج إلى اتهامات جديدة من دول المنطقة أو حتى الكيان الإسرائيلي في ظل وجود السفن الإيرانية. وأضاف الأمين للصحيفة السعودية : لا أتوقع بعد رسو السفينتين أن يحصل السودان على مساعدات يحتاجها من دول خليجية مثل السعودية». وتابع «مؤكد سنخسر المملكة العربية السعودية ودولة قطر.
وأشارت صحيفة الشرق الأوسط السعودية إلى القلق الذي أبدته تل أبيب مما سمته تهريب الأسلحة إلى حركة حماس في قطاع غزة من السودان، متهمة الخرطوم بأنها تقوم بعمليات نقل السلاح الإيراني إلى حماس عبر الحدود المصرية.
قصف مصنع اليرموك للأسلحة في الخرطوم استهدف شحنات أسلحة متطورة من صنع إيراني، هذا السر كشفه تقرير صحافي نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية نقلاً عن ما وصفه التقرير بالمصدر الغربي الموثوق للغاية، التقرير أفاد بأن الأسلحة المستهدفة كانت ستمر براً عبر الأراضي المصرية لتصل إلى حركة الجهاد وفصائل أخرى تتمتع برعاية وتمويل إيرانيين في قطاع غزة وكشف أن الأسلحة في المصنع ليست من إيران فقط بل من مخازن الأسلحة الليبية التي تم اقتحامها عقب سقوط العقيد معمر القذافي ويشتريها الإيرانيون والفلسطينيون مشيراً إلى أنه لو وصل قسم صغير من هذه الأسلحة إلى غزة لكان من شأنها أن تشكل تهديداً خطيراً على إسرائيل وجيشها. التقرير نفى وجود أسلحة كميائية أو طائرات صغيرة من دون طيار ضمن الشحنة، كما سبق أن تحدثت وسائل الإعلام بل رجح أن تشمل صواريخ إيرانية من طراز فجر وربما صواريخ أكثر تطوراً يزيد مداها عن 70 كلم، وصواريخ مضادة للطائرات، وربما صواريخ أرض بحر من صنع إيراني قد تشكل خطراً على أعمال التنقيب الإسرائيلية عن الغاز والنفط مقابل شواطئ جنوب إسرائيل وعلى البوارج البحرية الإسرائيلية التي تشدد الحصار على القطاع. وختم الكاتب بالتأكيد أنه لا يوجد دليل واحد لدى السودان على أن الطياران الإسرائيلي هو الذي نفذ الغارة على مصنع اليرموك.
هذا التقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت والذي أبرزت قناة العربية اهتماما لترويجه في تلك الفترة تزامن مع تقرير آخر نشرته صحيفة "صنداي تايمز" كشفت فيه أن القصف الإسرائيلي لمجمع اليرموك للصناعات العسكرية في السودان هو بروفة واقعية لعملية ضرب المنشآت النووية الإيرانية التي يستعد لها الكيان الإسرائيلي بقوة بالتعاون مع الولايات المتحدة.
وعن المسار الذي سلكته الطائرات الإسرائيلية  ،كشف خبراء عسكريون، تحدثوا لـ"قدس برس" النقاب عن أن المسار الذي اتبعته الطائرات الإسرائيلية الأربع التي قصفت العاصمة السودانية في العمق، لأول مرة بعد هجومين سابقين على مناطق حدودية، مر فوق أجواء عربية، لا سيما خليج العقبة.
وأبدى الخبراء العسكريون استغرابهم لعدم رصد أي دولة عربية هذه الطائرات الإسرائيلية.
وبعد أيام من ضرب مصنع اليرموك كشفت صفحة "ضباط من أجل الثورة" في مصرعن اختراق تشكيل من 6 طائرات عسكرية إسرائيلية من طراز "إف -35" المجال المصري وصولاً إلى قواعد الطائرات المصرية طراز "إف-16" لاثبات التفوق والسيطرة من الجانب الإسرائيلي وسيطرته على المجال الجوي للمنطقة وذلك بعد الهجوم الذي تم تنفيذه على الأراضي السودانية.