الموافقة على الدستور لن تحسم الخلافات في مصر

الموافقة على الدستور لن تحسم الخلافات في مصر

الموافقة على الدستور لن تحسم الخلافات في مصر
الإثنين ٢٤ ديسمبر ٢٠١٢ - ٠٥:٤٦ بتوقيت غرينتش

القاهرة ( العالم ) 24/12/2012 – قال الكاتب والباحث السياسي الدكتور بشير عبد الفتاح رئيس تحرير مجلة الديمقراطية ان الموافقة الشعبية على الدستور المصري الجديد لن تحسم الخلاف بين القوى السياسية في مصر .

 وفي حديث مع قناة العالم مساء الاثنين اضاف عبد الفتاح : كنا نتوقع ان تصل نسبة الموافقين الى 80 بالمئة أو اكثر لكن في ظل حالة الاستقطاب السياسي الحاد والحملات الاعلامية الشرسة المتبادلة ما بين التيارين المتنافسين الان في مصر تيار الاسلام السياسي والتيار المدني لم يكن متاحا في تأييد الدستور اكثر من هذه النسبة وفقا لنسبة مشاركة جماهيرية لم تتخط ال 35 بالمئة .
واعرب الباحث المصري عن اعتقاده بان دعوة رئيس الجمهورية محمد مرسي للحوار يومي الثلاثاء والاربعاء القادمين ووعده للقوى الرافضة للدستور بمناقشة المواد المثيرة للجدل والتي عليها تحفظات كثيرة يمكن ان تعالج أي عوار في هذا الدستور .
واعتبر عبد الفتاح ان قول (لا) للدستور لو كانت حدثت لاعادت مصر عاما كاملا الى الوراء وأطالت أمد المرحلة الانتقالية عاما اخر في وقت يتهاوى فيه الاقتصاد المصري ويترنح بشكل ملفت للغاية خصوصا بعد ان تراجعت ثقة المجتمع الدولي بالاقتصاد المصري وانخفض التصنيف الامني للبنوك المصرية .
وتابع الباحث المصري قائلا ان طي صفحة الاستفتاء على الدستور سينهي حالة الخلاف والاستقطاب السياسي الحاد بين التيارين الرئيسيين لان الدستور كان معركة في حرب طويلة يمكن ان تحصل فيها معارك قادمة على خلفية الجدل بشأن قانون مباشرة الحقوق السياسية الذي ستُجرى بناء عليه انتخابات البرلمان القادم بعد شهرين ، كما ان الانتخابات النيابية بحد ذاتها ستكون ميدانا للاستقطاب السياسي الحاد والتشكيك في نزاهة وشرعية العملية الانتخابية ، ثم بعد ذلك تأتي الانتخابات البلدية والمحلية وتشكيلة الحكومة الجديدة وغير ذلك من النقاط التي ستكون موضع خلاف بين التيارين .
واعتبر عبد الفتاح ان اساس هذه الخلافات يعود الى اختلاف التيارين حول فلسفة ادارة الجمهورية الجديدة ، موضحا ان الجميع كان متفقا على الاطاحة بمبارك ونظامه لكنهم اختلفوا بعد ذلك على شكل الدولة الجديدة والاسس والركائز التي تُبنى عليها هذه الدولة .
وفي جانب اخر من حديثه اشار رئيس مجلة الديمقراطية الى انه كان من المفترض ان تكون المرحلة الانتقالية هي مرحلة الانتقال من الثورة الى الدولة ، بمعنى استكمال مؤسسات الجمهورية الجديدة من دستور وبرلمان ورئاسة ومجالس بلدية غير ان اختلاف الفرقاء السياسيين الذين شاركو في الثورة هو الذي عطل هذه المسارات .
وفي الختام قال عبد الفتاح : ان القدرة على التوافق بين القوى السياسية المصرية ضئيلة للغاية لان ميراث مبارك وبقايا عهده يلقي بظلال سلبية على فرص الحوار والتفاهم بين هذه القوى .
Ma14:56.24