اقتراب عاصفة هيغل

اقتراب عاصفة هيغل
الثلاثاء ٠٨ يناير ٢٠١٣ - ٠٩:٠٨ بتوقيت غرينتش

بدأوا في أروقة مجلس الشيوخ الامريكي يشحذون السيوف استعدادا للمعركة السياسية الكبيرة، مع استقرار رأي الرئيس اوباما على تعيين تشاك هيغل، السناتور الجمهوري السابق، وزيرا للدفاع مكان ليون بانيتا.

يتوقع ان يعلن اوباما التعيين هذا الاسبوع وأخذت تلاحظ علامات تنذر بالعاصفة التي توشك ان تهب قُبيل مباحثات المساءلة في هذا الشأن. إن نظرة هيغل الانتقادية جدا الى اسرائيل تعتبر واحدة من التعليلات المركزية عند معارضي التعيين، وهم شيوخ من الحزبين. وهناك تعليل مركزي آخر هو معارضته الشديدة لكل عملية عسكرية موجهة الى منشآت ايران الذرية وتفضيل مفاوضة الولايات المتحدة للنظام الايراني على اطلاق الصواريخ على المنشآت الذرية.
عبر الرئيس اوباما علنا في الاسبوع الماضي فقط عن تقديره لهيغل، الذي كان جنديا نال أوسمة الشجاعة مرتين في حرب فيتنام. ويتفق الاثنان تماما على الحاجة الى اجراء اقتطاعات واسعة من ميزانية الدفاع، ويتوقع اوباما ان يستطيع هيغل تحقيق هذه التقليصات في ايام الضائقة الاقتصادية. وعلى العموم فان هيغل في كل ما يتعلق بتدخل الولايات المتحدة العسكري وراء البحر هو 'متمايز' و'حمامة' في تصوراته العامة.
أصبح ناشطون من اجل اسرائيل في واشنطن يستعدون للمعركة الكبيرة على التعيين ولا يحجمون عن التعبير عن آرائهم، أن الشيوخ يجب ان يصوتوا معترضين على هيغل بعد انتهاء المساءلة الآسرة والمصيرية التي ستجري معه في لجنة مجلس الشيوخ، بل يوجد من يرون في الجهاز المؤيد لاسرائيل في تصويت الشيوخ الذين يعلنون بأنهم من مؤيدي اسرائيل، امتحانا رئيسا لموقفهم ذاك. تقترب ساعة الحقيقة ولا يكفي الكلام الجيد.
لا عجب من ان أحد المؤيدين المتحمسين لترشيح هيغل وزيرا للدفاع هو بات بيوكنان وهو شخصية محافظة واعلامية وسياسية كان مرشحا للرئاسة. فقد عبر بيوكنان طوال سنين في مقابلة صحافية أجريتها معه ايضا عن معارضة شديدة لكل مساعدة مالية امريكية لاسرائيل مهما تكن صبغة الحكومة السياسية في القدس. ويؤيد بيوكنان ايضا المحادثة بين الولايات المتحدة وحماس وحزب الله. ويقوم في مقابله إييف فوكسمان، رئيس الاتحاد المعارض للتشهير، الذي عارض التعيين علنا. وينبغي ان نذكر مع ذلك ان أصحاب أعمدة صحافية كثيرين مهمين في وسائل الاعلام الامريكية يؤيدون تعيين هيغل، ومن بين المؤيدين المتحمسين ايضا توم فريدمان، العامل في صحيفة 'نيويورك تايمز'.
فشل اوباما من قبل في محاولته ان يعين في وزارة الخارجية البديلة عن هيلاري كلينتون: فقد اضطرت المعارضة الشديدة في مجلس النواب لتعيين سوزان رايس المندوبة في الامم المتحدة، اضطرتها الى اسقاط ترشحها، رغم أنها مقربة من الرئيس جدا. فهل يكون هذا الاعتزال بمنزلة 'مقدمة' لما يُنتظر قريبا بترشيح تشاك هيغل لمنصب وزير الدفاع القادم؟ أشك كثيرا. لأنه يصعب على الرئيس اوباما في بداية ولايته ان يُسلم لفشل آخر ولن يدع تعيين هيغل وزيرا قادما للدفاع يسقط.
 
يعقوب احيمئير
اسرائيل اليوم
7/1/2013
 

تصنيف :