صحيفة آفرينش:

تعزيز التواجد العسكري الفرنسي في افريقيا

تعزيز التواجد العسكري الفرنسي في افريقيا
الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٣ - ٠٤:٣٢ بتوقيت غرينتش

من القضايا العالمية المهمة التي فرضت نفسها على أهتمامات صحف طهران الثلاثاء، قضية التدخل الفرنسي في مالي.

صحيفة آفرينش: تعزيز التواجد العسكري الفرنسي في افريقيا
كتبت صحيفة "أفرينش" مقالا افتتاحيا عن تعزيز فرنسا لتواجدها العسكري في افريقيا بقلم الكاتب "حميد رضا عسكري" ويستهل الكاتب مقالته قائلا: لقد عاد التواجد العسكري الفرنسي وتعزيز فرنسا لنفوذها في الدول الافريقية مثل ساحل العاج والسنغال وجيبوتي والكونغو والصومال وغابون، والعديد من البلدان الاخرى الصغيرة، من القرن الافريقي إلى الاجزاء الوسطى من هذه القارة التي كانت يوما تعتبر جزءا من المستعمرات الفرنسية، عاد للتشديد مرة اخرى.  
واشار المقال الى ان التدخلات العسكرية الفرنسية في البلدان الافريقية تتم بذريعة حماية الرعايا الفرنسيين في هذه الدول اومحاربة المجموعات الانفصالية والمتمردين الذين لهم مشاكل مع الحكومة المركزية في هذه البلدان، كتدخلها في ليبيا تحت مظلة ايجاد حكومة ديمقراطية هناك وانقاذ الشعب الليبي من حكومة القذافي، وهاهي الان مرة اخرى تتدخل في مالي بذريعة التصدي للمتمردين الذين يهددون الحكومة المركزية.  
ورأى الكاتب ان السياسات العسكرية الفرنسية تعتمد في الاساس على منهجين اثنين وهما:
اولا - نهج سياسي وثانيا - نهج اقتصادي.
النهج السياسي: يؤكد الكثير من الخبراء السياسيين واصحاب الرأي في القضايا الدولية، ان قضية تحرير رهائن الرعايا الفرنسيين في افريقيا وكذلك اطلاق التهديدات من قبل المجموعات الارهابية المقيمة في هذه القارة ضد فرنسا هي نوع  من الاعذار تطرحها باريس لتبرير سياسة تسلطها  العسكري في القارة السوداء.   
كما وان فرنسا تسعى في علاقاتها السياسية ومنذ فترة طويلة، الى تعزيز دورها وتاثيرها السياسي على الساحة الدولية.
واضاف المقال اما النهج الثاني، النهج الاقتصادي: فانه نظرا الى ان الازمة الاقتصادية القت بظلالها على اوروبا وفرنسا، فان المحور الاساسي والرئيسي لهذه التحركات العسكرية في الدول الافريقية يتمركز حول هدف معين وهو تحقيق مكاسب اقتصادية لفرنسا، علما ان فرنسا تصدر نحو 25% من بضائعها الى افريقيا، كما وان افريقيا تعتبر مصدرا غنيا للمواد الاولية للصناعات الفرنسية، وان فرنسا تحاول ان تسد حاجتها من تنوع المواد الخام اللازمة لمصانعها الانتناجية.
واخيرا اكدت الافتتاحية ان فرنسا تحاول من خلال تشديد تواجدها العسكري في افريقيا بالاضافة الى كسب الامتيازات السابقة ان تثبت نفوذها في هذه القارة وان تقف عائقا امام تخلل الدول الاخرى كالصين واميركا خاصة في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها العالم، وعدم السماح لهما بمشاركتها في موارد افريقيا.