السعودية تقرر إغلاق قنوات فضائية

السعودية تقرر إغلاق قنوات فضائية
الأحد ٢٠ يناير ٢٠١٣ - ١١:٠٢ بتوقيت غرينتش

في قرار مفاجىء أعلن وزير الإعلام والثقافة السعودي عبد العزيز خوجة عزم الوزارة على إقفال القنوات الفضائية السعودية التي تثير الفتنة والعنصرية والتفرقة . قرار أثار جملة تساؤلات حول خلفياته وأهدافه وكيفية تطبيقه وموعد تنفيذه والمعايير التي ستعتمدها الحكومة السعودية في إغلاق هذه الفضائيات .

تقرير ... تتجه وزارة الثقافة والإعلام السعودية إلى إغلاق القنوات الفضائية التي يثبت تعمّدها إثارة الفتنة الطائفية والتفرقة العنصرية في المجتمع.
تعتزم وزارة الثقافة الإعلام إغلاق القنوات الفضائية التي يثبت تعمدها في إثارة الفتنة الطائفية ولتفرقة العنصرية في المجتمع، وكشف وزير الثقافة والإعلام د. عبد العزيز خوجة كما قالته صحيفة الوطن أنه سيتم اعتماد ضوابط جديدة لمكافحة قنوات الفتنة والتفرقة قريباً مشيراً إلى أن الفضائيات التي ستتعمد تفرقة المجتمع ستغلق فوراً، وأشار خوجة إلى أن وزارته ترفض تلك الممارسات العنصرية ولن تتساهل مع القنوات الفضائية التي تدعوا للكراهية والتفرقة.
المجتمع هو مجال رئيس هو الذي يقبل و يقبل، حقيقة المجتمع يكون له قرار ولكن ليس هو القرار الذي يغلق أو لا يغلق، وزارة الإعلام في هذه الحالة تمثل المجتمع أو تريد أن تحافظ على قيم المجتمع أو في الوحدة الوطنية، المحافظة على سلامة عقول المواطنين، أيضاً وحتى المسلمين لأن المسألة تتعلق في بث فتنة من خلال العقيدة في المجتمع السعودي عشائر وقبائل وأسر وكلها مكونات اجتماعية يعني متراكمة، لا يجوز على الإطلاق لا عرفاً ولا حتى خلقاً ولا حتى من الجانب الحضاري والحديث أن يكون هناك اعتداء من قبيلة على أخرى أو من مذهب على آخر من خلال برامج تلفزونية أو قنوات فضائية.
وزير الثقافة والإعلام السعودي كان أصدر في مارس آذار الماضي قراراً يقضي بإغلاق إحدى القنوات السعودية بعدما تعرّضت في أحد برامجها لشريحة من المواطنين في نجران جنوبي المملكة .
قرار وزير الإعلام السعودي حمال أوجه كما قال الإعلامي سالم زهران الذي رأى فيه محاولة من جانب السلطات درء المخاطر التي بدأت تتهدد النظام .
هو في الحقيقة حمال أوجه، هو حمال وجهين، يمكن النظر إليه بشكل إيجابي وأن نقول المثل المعروف أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، ويمكن أن نحمله أو أن نفسره بالمعنى السياسي وهنا ندخل في تفاصيل التفاصيل، وندرك حينها أن الهدف لم يكن درء الفتنة الإسلامية ـ الإسلامية إنما الهدف كان عدا ذلك، السؤال بكل صراحة وبكل شفافية المملكة السعودية كانت تقوم بتمويل سواء أفراداً عبر بعض الشخصيات الحاكمة في الأسرى الحاكمة أو عبر الدولة كانت تقوم بتمويل مشروع على اقتتال السني الشيعي، هنا يأتي السؤال هل اليوم المملكة تريد الانكفاء عن مشروع الفتنة لأنه دخل إلى أراضي المملكة وأصبح داخل المنزل، هذا السؤال مفتوح ويحتاج ربما إلى متابعة وإلى المزيد المزيد من الشواهد.
عبد الباري عطوان في صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن رأى من جانبه أن قرار وزير الإعلام السعودي كان مفاجئا . وقال إن عنصر المفاجأة يكمن في هذه الصحوة المتأخرة لخطر هذه القنوات المموّلة سعوديا، ليس على المجتمع السعودي فقط، وانما المنطقة العربية والعالم الاسلامي بأسره.
ورأى عطوان أنه لو طبقت المعايير المهنية والاخلاقية في تنفيذ القرار فإن الغالبية الساحقة من الفضائيات السعودية التمويل يجب أن تغلق سياسية كانت أو دينية أو ترفيهية.
فالفتنة الطائفية التي يتحدث عنهــــا الوزير لا تقل خطــورة عن الفتنة السياسية التي تفوقت فيها فضائيات سعودية معينة، وقفت دائما في خندق اعداء الأمة، واعداء العقيدة، وتبنّت اجندات غربية أميركية .
وتابع عبد الباري عطوان قائلا : الأموال السعودية موّلت فضائيات مزّقت الأمتين العربية والاسلامية، وأجّجت الصراعات الطائفية المقيتة، والآن وبعد ان انقلب السحر على الساحر، وبدأت أخطار هذه الفضائيات تصل إلى البيت السعودي الرسمي وتهزه من جذوره، جاءت هذه الصحوة، وجاء هذا القرار.
وتساءل الكاتب عما وصفه بالازدواجية الغريبة وغير المفهومة التي تتلخص في إقدام السلطات السعودية على اقامة مراكز للحوار بين المذاهب والأديان في فيينا، وتعقد المؤتمرات والندوات في هذا الاطار في مشارق الارض ومغاربها، وهي في الوقت نفسه تموّل محطات دينية تحرّض ضد المذاهب والأديان الاخرى؟
وخلص عطوان إلى القول :مؤسف أن تكون أرض الحرمين الشريفين مصدرا لبثّ الفتنة الطائفية وتمزيق الأمة الواحدة الى مذاهب متقاتلة .