إسبانيا تعطّل الـ"ماكينات" وكرواتيا "تغدر" البطل

إسبانيا تعطّل الـ
الخميس ٢٤ يناير ٢٠١٣ - ٠٩:٥٩ بتوقيت غرينتش

نجحت إسبانيا في تخطي عقبة صعبة على درب السعي نحو اللقب بتغلّبها على نظيرتها ألمانيا بنتيجة (28-24)، في حين فجّرت كرواتيا أكبر مفاجآت البطولة بإزاحتها البطل فرنسا بالفوز عليها (30-23)، ليتأهل بالتالي المنتخبان إلى المربّع الذهبي من بطولة العالم لكرة اليد المقامة حالياً في إسبانيا، حيث ستواجه إسبانيا صاحبة الضيافة نظيرتها سلوفينيا، وتلاقي كرواتيا منافستها الدنمارك.

استهلّت القمّة الكلاسيكية لليد العالمية في قاعة سرقسطة، تحت ضغط كبير سلّطه ما يقرب من 11 ألف متفرّج (10801 تحديداً) كانوا حاضرين على لاعبي المنتخبين، ولا سيما المنتخب المُضيف الذي دخل بشكل متأخّر في الأجواء مع بداية المواجهة ما كلّفه تخلّفاً بهدفين في نهاية الشوط الأول أمام سواعد البوندسليغا (14-12).
في النصف الثاني من حوار العملاقين تحسّنت الأمور في كتيبة الماتادور، ونجح المدرب فاليرو ريفيرا في شحذ عزائم لاعبيه ليحقّقوا انتفاضة حاسمة من خلال الثلاثي، الضارب ألبرتو أونتريوس (محترف نانت الفرنسي، 6 أهداف) والجناح الطائر فيكتور توماس (برشلونة، 7 أهداف) وزميله يولن أغيناغالدي (أتليتيكو مدريد، 7 أهداف).
ولم تنفع اجتهادات ثنائي فوخس برلين، الحارس سيلفيو هاينيفيتر (14 تصدياً) ولا الأهداف الستة لزميله سفن سورن كريستوفرسن في تجنيب الـ"مانشافت" بطل العالم في ثلاث مناسبات (1938، 1978، 2007) الانسحاب في مشاركته الحادية والعشرين في بطولة العالم، في حين واصلت إسبانيا سعيها نحو ذهب البطولة التي تمنّي النّفس بحيازته للمرة الثانية عقب مونديال 2005 الذي استضافته ربوع تونس آنذاك.
 
بطل جديد
في ثاني أقوى قمم هذا الدور، وفي إعادة لسيناريو النهائي في مونديال 2009 فجّر المنتخب الكرواتيّ "الواعد" مفاجأة البطولة المدوّية حتى الآن، بإزاحته بطل العالم أربع مرات (95، 2001، 2009، 2011) وحامل النسخة الأخيرة بالسويد، فرنسا بعد تغلّبه الصريح عليه بنتيجة (30-23).
في شوط المباراة الأول ورغم الدخول القوي للكروات في المواجهة ونجاحهم في مسايرة النسق العالي لمنتخب "الزّرق" صاحب القدرات الخارقة، لم يتوقّع الكثيرون صمود "مواطني" النجم العالمي السابق إيفانو باليتش، غير أنّ "الروح العالية" التي أدّى بها الجيل الجديد لكرة اليد الكرواتية منحت أسبقية طفيفة لمصلحتهم في الشوط الأول انتهت على فارق هدف فقط (13-12).
كان من المتوقّع أن يتوهّج منتخب "الخبراء" في الشوط الثاني وأن "يفعّل" كتيبة محترفيه في أبرز الأندية العالمية ويمرّ إلى السرعة القصوى ليؤمّن مباراته -كأسلوبه المعتاد- ولكن "جاهزية" بعض نجومه المؤثرين خانته في الوقت الحسّاس من المباراة، حيث لم يبرز نيكولا كاراباتيتش ودانيال نارسيس وسامويل أونروبيا كالمعتاد إذ سجّلوا مجتمعين 4 أهداف فقط، في حين كان لاعب الدائرة سيدريك سورهايندو أفضل مسجّل (5 أهداف)، وهو ما مثّل صدمة موجعة ومفاجئة في آن واحد للمدرّب المحنّك كلود أونيستا.
أما في الجبهة الكرواتية أبدع لاعب الدائرة المحترف في هامبورغ الألماني دوماغوج دوفنياك بتوقيعه على 9 أهداف كاملة، وساعده الحارس ميركو أليلوفيتش بثلاثة عشرة تصدٍّ، ليحسم أبناء المدرب "الشاب" سلافكو غولوزا الأمر لمصلحتهم في النهاية بفارق يعتبر كبيراً على بطل العالم (2009 و2011) والأولمبياد (لندن 2012)، ويتمّوا ثأرهم بالتالي من منتخب "الزّرق".
ويعني الفوز الكرواتي على فرنسا أنّنا سنشهد بروز بطل جديد غير فرنسا التي احتكرت التتويج بآخر بطولتين في كرواتيا 2009 والسويد 2011.
 
الدنمارك تزيح المجر
ومن جهة أخرى، تمكّنت الدنمارك "بطلة أوروبا" من إزاحة منافسها المجري "العنيد" بنتيجة (28-26).
ولم يؤشر الشوط الأول من المباراة على قمة متكافئة في حقيقة الأمر، وذلك بعد انتهائه على فارق كبير استقرّ على 7 سبع نقاط وبنتيجة (18-11) لمصلحة الدنمارك بقيادة نجمها وأفضل لاعب في العالم ميكال هانسن المنتمي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.
وفي الشوط الثاني تغيّرت أحوال المجريين نحو الأفضل، وعادوا في اللقاء من بعيد بفضل التسديدات الصاروخية للضارب وكابتن المنتخب "لازلو ناجي" محترف النادي المحلي المعروف فسبريم، الذي وقّع على 8 أهداف كاملة في هذه الفترة.
"هيجان" ناجي ورغم أنّه أعطى دفعة قوية لزملائه لاستعادة نكهة المنافسة، بيد أنّه لم ينجح في إيقاف "الماكينة" التهديفية لأحفاد "الفايكنغ" الذين أبدعوا في استثمار هجماتهم بنسب مئوية عالية خاصة من خلال نجاعة جناح هامبورغ الألماني، المميّز هانس ليندبرغ الذي بصم على 10 أهداف كاملة، بينما كان نصيب زميله أندرس إغرت 5 أهداف أخرى، دون إغفال الدور الأساسي الذي لعبه أحد أبرز نجوم النسخة الحالية حتى الآن حارس المرمى نيكلاس لاندين صاحب 16 تصدًّ في المباراة.
ويهدف السفير السكوندنافي الوحيد في هذه البطولة إلى حصد لقبه الأول في تاريخه الطويل الذي امتدّ على 20 مشاركة مونديالية، بعد أن حلّ في ثوب الوصيف في نسختي عام 1967 (وصيفاً للبطل تشيكوسلوفاكيا سابقاً) و(صيفاً للبطل فرنسا) 2011 اللتين أقيمتا بالسويد، وحقّق المركز الثالث في مونديال ألمانيا سنة 2007.
 
سلوفينيا تواصل الحلم
من جانبه، حصد المنتخب السلوفيني تأهّلاً مستحقاً وصعباً للغاية عقب فوزه على خصمه الروسي العريق بفارق هدف وحيد وبنتيجة (28-27).
وكان الشوط الأول متوازناً إلى حد بعيد بين المنتخبين، حيث تميّز بالتنافسية الشديدة بين مدرستين تتقنان أسلوب الاندفاع البدني وتتميّزان بثقل النمط البدني للاعبيهما، غير أنّ السلوفينيين تمكّنوا من خطف هدف واحد لا يمثّل الأفضلية في نهاية الشوط الأول الذي انتهى لمصلحتهم بنتيجة (14-13).
وفي الشوط الثاني أصبح اللقاء يميل أكثر نحو الخشونة الزائدة خاصة من المنتخب الروسي، الذي حُرم من جهود ثلاثة من لاعبيه بعد طردهم، وهم سيرغاي غوربوك وإغور إفدوكيموف وميخائيل شيبورين، علاوة على بقائه لمدّة 18 دقيقة منقوصاً من لاعب أو أكثر.
حالة الارتباك التي لاحت على لاعبي المدرب أوليغ كوليشوف حرمتهم من استغلال الكثير من الكرات التي وقف أمامها الحارس السلوفيني بريموز بروست كالجدار المنيع (11 تصدياً)، وسمح تألّق كل من أوروس زورمان وزميله لوكا زفيزاج (5 أهداف لكلّ منهما) للمنتخب السلوفيني بمجاراة نسق المباراة حتى نهايتها لمصلحته، على الرغم من تألق ثنائي شيهوفسكي ميدفيدي سيرغاي شلمنكو وتيمور ديبيروف بتوقيعهما لـ12 هدفاً مشاركة.
الامتياز السلوفيني في هذه النسخة يخوّله مواصلة الحلم نحو طموح التتويج لأول مرة في تاريخه عقب تحقيقه الوصافة الأوروبية سنة 2004، فيما خرجت روسيا البطلة عامي 1993 و1997، وفي عاشر مشاركاتها المونديالية بوجه لا بأس به لا سيما مع جيل من الشباب الذي زجّت به في هذه النسخة والذي سيكون دعامة لها في المواعيد القادمة.
جدير بالإشارة أنّ قمتا نصف النهائي اللتان ستجمعا كل من إسبانيا (المستضيفة) في مواجهة سلوفينيا، والدنمارك التي تصطدم بكرواتيا تمّ برمجتهما ليوم الجمعة الموافق لـ25 كانون الثاني/يناير الحالي.
 

تصنيف :
كلمات دليلية :