مراجع الدين العظام والتصدي للمشروع الطائفي

مراجع الدين العظام والتصدي للمشروع الطائفي
الأحد ١٠ مارس ٢٠١٣ - ٠٨:٥٥ بتوقيت غرينتش

عطل مراجع الدين العظام واساتذة الحوزات العلمية في ايران دروسهم الدينية یوم السبت 9-3-2013 احتجاجا على المجازر الارهابية والتفجيرات التكفيرية التي طالت المسلمين الشيعة في باكستان.

فقد علقت الحوزات العلمية نشاطاتها العقائدیة في مدن قم ومشهد واصفهان وطهران حدادا علی عشرات الشهداء وتعاطفا مع مئات الجرحى الذين سقطوا ضحية التعصب المذهبي الاعمى في مدينتي كراتشي وكويتا الباكستانيتين خلال الاسابيع القلیلة الماضية، وادانة لصمت ادعياء "الشرعية الدولية" المطبق لا سیما مجلس الأمن تجاه هذه الجرائم الهمجية.
ومن الضروري القول إن مراجع الدين وكبار العلماء يتابعون بدقة تفاصيل المشروع الطائفي الكبير الذي يحاول تعبید أبناء العالم الإسلامي خدمة للمؤامرات الاميركية الاوروبية الاسرائيلية، وإزاء ذلك فانهم بوقفتهم الاحتجاجية أرادوا توجيه رسالة شديدة اللهجة الى كل من يقف وراء الفتنة الطائفية ولاسيما (الوهابية السلفية) التي تتحمل كل المسؤولية عن تفشي ظاهرة تكفير المسلمين وتصفیتهم جسدیا، وبخاصة الشيعة في باكستان والعراق والبحرين ولبنان والبلدان الأخرى.
ولاغرو ان يشاطر علماء الامة الواعون المرجعيات الدينية في ایران ، الهواجس من تنامي هذه الظاهرة المنحرفة وتزايد جرائم اتباعها ضد المسلمين الشيعة وغير الشيعة، وسفك الدماء البريئة بدوافع طائفية مقيتة لايقبلها الدين الحنيف ولا الشرع المقدس.
فالتفجيرات الانتحارية والهجمات الارهابية التي باتت تحصد ارواح الناس العزل على حين غفلة من امرهم في المساجد والحسینیات والاسواق جماعات او فرادی، كما حصل مؤخرا بشكل لافت في باكستان، تحمل في طياتها شواهد خطيرة عن مستوى الانحطاط العقائدي والاخلاقي الذي انحدر اليه مؤججو الفتن المذهبية والنعرات الطائفية ، انظمة ومؤسسات افتاء وجماعات متشددة.
ونظرا لتفاقم هذه المخاطر والممارسات العبثية في باكستان فان ايران قيادة ومراجع عظاما وحکومة وشعبا ، ترى ان من واجبها مراقبة الموقف، واتخاذ الخطوات اللازمة لمساعدة (اسلام آباد) والمسلمین الشیعة في هذا البلد الجار، في سبیل الحد من تزاید وتیرة التصعید الطائفي للتكفيريين، ووقف اعمالهم التخریبیة الطائشة حفاظا على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.
فالمؤكد ان المشروع الطائفي الكبير هو تحد خطير لا يستهدف الوحدة المعنویة والتراحمیة للامة وحسب، بل هو يرمي ایضا الى إثارة الصراعات والتناحرات والحروب الاهلية في ما بين شعوبها، وان ما يحصل في العراق وسوريا ولبنان والبحرين وافغانستان وبعض مناطق ايران، يقطع الشك باليقين ان هذا المشروع ينفذ أجندات التحالف الغربي ــ الصهيوني لضرب المسلمين بالمسلمين.
وامام هذا الواقع المتدهور فان المطلوب الیوم وبشکل ملح مكافحة هذه الاجندات وتقویض استراتيجياتها الدمویة في العالم الاسلامی، وفي الصمیم منها تلك المشاريع المعادية لمبدأ الاخوة الایمانیة، والساعیة الی مسخ الرسالة المحمدیة السمحاء على أيدي الانظمة العميلة ومؤسسات وعاظ السلاطين والجماعات التكفيرية التي تواطأت معا اليوم فيما بينها علی ضرب الامة ونشر التطرف والارهاب والفوضى وسفك الدماء البريئة باسم الدین الحنیف والقرآن الکریم والسنة النبویة الشریفة.
وامام هذا التحدي فان البديهي ان يكون مراجع الدين العظام (دامت بركاتهم) والعلماء الافاضل والمفکرین الرسالیین والمؤمنین الحقیقیین بکل بقاع الارض، في مقدمة جموع المتصدين لاستهدافاته الشريرة.


*حمید حلمی زادة  10-3-2013