لا يوجد لدينا خرق أمني

لا يوجد لدينا خرق أمني
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣ - ١٠:٢٩ بتوقيت غرينتش

تتكرر عبارة الخرق الأمني أو تسلل الارهابيين والبعثيين الى الدوائر الامنية عند كل جريمة ارهابية في شوارع بغداد او المدن العراقية، ولم يكن ماحدث في الخميس من استهداف لوزارة العدل بعيدا عن هذه القاعدة التي اصبحت لصيقة كل عملية ارهابية.

كلمة الخرق تصور كيانا قائما فيه ثغرة, أو مجموعة متراصة لا تخلو من منفذ هنا اوهناك يتسلل منه الارهابيون فينفذون الى بعض المواقع . وهذا برأينا يمكن ان يسمى ثغرة أو خرق او اختراق، اما ما يجري في العراق فهو ليس كذلك للاسف.
ان حقيقة ما يجري هو أن أعداء العراق يستطيعون متى شاؤوا الوصول الى بغداد واصابة أهداف مهمة وصلت احيانا الى البرلمان والخضراء .
كما ان التحليلات الامنية ووثائق الدولة العراقية تؤكد وجود كتلة بنيوية كبيرة تم وضعها كقاعدة لوزارة الداخلية ووزارة الدفاع والجيش العراقي والاجهزة الامنية والمخابرات قوامها الاساس من حركة الوفاق الوطني بزعامة اياد علاوي.
ولما كانت حركة الوفاق لم تكن تقبل في تنظيمها (قبل سقوط النظام الصدامي المقبور) غير الرفيق الحزبي ومنتسبي الاجهزة الامنية يمكن تصور ماذا جرى على الارض من الناحية الواقعية.
ان الخطة الامنية التي جرى تنفيذها من قبل الاميركيين بالتعاون مع مجموعة من العراقيين من بينهم اياد علاوي وحسن النقيب وحسين الشعلان والشهواني وغيرهم ممن تولوا مسؤوليات أمنية في السنين الاولى للتغيير, كانت تركز على قضية واحدة وهي حرمان الشيعة وإيران والتشكيلات الإسلامية من السيطرة على الأجهزة الأمنية لذلك كان النتاج من هذه العملية مثلا في جهاز المخابرات إبقاء شعبة سوريا وايران كاملة دون تغيير, وقس على ذلك في بقية التشكيلات فكيف يمكن تصور الموقف من حكومة يرأسها المالكي وحزب الدعوة ولها علاقة جيدة بالشقيقة ايران من قبل هكذا اجهزة ؟؟
الحديث عن خرق أمني وتسلل ارهابي او بعثي ليس دقيقا اذن , والصحيح ان الحكومة اخترقت وزارة الداخلية والدفاع وكشفت بعض الجيوب الخطيرة مثل فوج الرئاسة من جماعة الهاشمي وجماعة حماس العراق العيساوية وقبلها جماعة الدليمي والضاري والجنابي ولازالت هنالك جيوب أخرى تغزو بغداد بين الحين والآخر وتلون شوارعها وملاعب صباها وجدائل طالبات مدارسها بالدماء .
الصحيح أنه لا توجد خروقات أمنية , بل يوجد مخطط إرهابي كبير نفذته السي اي ايه بأيدي العملاء تمكنت القوى الوطنية العراقية والمخلصين من أبطالها من اختراق بعض جيوبه وكشفها ولكن بقي الكثير !!

 

* كامل الكناني