لمن يجهل عقيدة إيران العسكرية

لمن يجهل عقيدة إيران العسكرية
الأحد ١٧ مارس ٢٠١٣ - ١٠:٤٧ بتوقيت غرينتش

اجتازت بارجات من الاسطول الايراني الاسبوع الماضي ولاول مرة خط الاستواء في المحيط الهادئ في اشارة الى اتساع نطاق فعاليات سلاح البحر للقوات المسلحة والتي من المقرر أن تمتد الى المحيط الاطلسي في العام الايراني الجديد 1392، وفقا لتصريحات الادميرال حبيب الله سياري قائد القوة البحرية لجيش الجمهورية الاسلامية يوم الجمعة 15/3/2013

على صعيد متصل أنزلت القوات المسلحة في نفس اليوم المدمرة (دماوند - موج 2) الى الخدمة وهي صناعة إيرانية بکل تفاصیلها. ومن المنتظر إيفادها الى المياه الدولية الحرة لتنفيذ مهامها خلال الأشهر الستة الأولى من السنة القادمة. کما التحقت المدمرة (جماران 2) بالأسطول الإیرانی حیث دشنت فعالیاتها عبر الإبحار في میاه بحر قزوین ، وهی مدمرة ذات مواصفات عالیة ستتعزز من قوة جهوزیة الجمهوریة الاسلامیة في المیاه الاقلیمیة والدولیة في آن معا.
وفي مناطق تابعة لمدينة كاشان ومحافظة اصفهان اختبرت القوات البرية للجيش قدراتها الدفاعية في إطار مناورات ثامن الحجج (عليه السلام)، حيث تم اطلاق  صواریخ (نازعاتN6) و(نازعاتN10) و(فجر 5) المطورة نحو أهدافها من قبل خبراء القوات المسلحة ، اضافة الى تنفيذ الوحدات العسكرية المشاركة في هذه المناورات مختلف مراحل الانتشار والتدريب والاطلاق اعتمادا على خبراتها الذاتية بأفضل صورة.
لقد تابع العالم أجمع  کثافة اعداد المناورات الضخمة والمحدودة الجویة والبریة والبحریة اضافة الی دخول منظومات صاروخیة وفضائیة وراداریة ومعدات حربیة أخری متطورة جدا الی الخدمة خلال العام الماضي. کما نجح الخبراء العسکریون الایرانیون في اقتناص طائرات شبح أمیرکیة (بدون طیار)، خلال العامین الماضیین ، وقد تمکن علماؤنا من فك رموزها وانتاج نماذج اکثر دقة وفاعلیة مما تمتلکه مصانع الولایات المتحدة نفسها.
ویتضح من کل ما مضی أن القوات المسلحة تعمل علی قدم وساق لتعزیز جهوزیتها الدفاعیة بصورة منسجمة تدریبا وانتاجا ، وهي بذلك تضع العالم کله أمام طبیعة استعداداتها للتعامل بحزم مع جمیع التحدیات، سیما وان حرمة أجوائها انتهکت مرات عدیدة من قبل الطائرات الامیرکیة في مناطق شرق البلاد وفي الخلیج الفارسي ، لکنها جوبهت بالرد الایراني المناسب ، ما أجبرها علی الفرار ، کما تم اصطیاد بعض منها وإنزالها الی الارض دون تضررها وسط دهشة کبار القادة العسکریین الغربیین والاقلیمیین من تحکم الکوادر الاستراتیجیة في الجمهوریة الایرانیة بأسرار الحروب الالکترونیة وتنامي قابلیاتهم العلمیة بشکل لافت في هذا المضمار.
وفي موضوع ذي صلة أكد العميد مسعود جزائري ان الجمهورية الاسلامية تمتلك حاليا قوات عسكرية جماهیریة هي من أقوى القوات المسلحة الشعبية في العالم، مشيرا الى تعاظم مكانتها ومحبوبیتها في الشارع الايراني حسب استطلاعات الرأي.
وقلل جزائري وهو المتحدث باسم القوات المسلحة من اهمية التصريحات التي أطلقها بعض زعماء الكيان الصهيوني ضد طهران موضحا (ان القادة والامراء العسكريين الايرانيين خولوا بالرد الفوري على جميع التهديدات ، حيث سيسلبون من المعتدين قدرة التفكير(.
وتبرهن هذه الاستعدادات والمواقف الحاسمة على تكامل مقومات الجهوزية الايرانية برا وبحرا وجوا، وقدراتها التامة على الدفاع عن السيادة الوطنية وحماية الجمهورية الاسلامية من أية مخاطر او استفزازات يمكن ان تستهدفها بشكل مباشر أو غير مباشر، كما ان هذه الجهوزية الدفاعية مائة بالمئة ذات تأثيرات عمیمة في مضمار قطع الطريق على اولئك العابثين بالأمن الاقليمي وردعهم عن الاستمرار في سلوك المغامرات الهوجاء في الخليج الفارسي والعالم الاسلامي.
من هنا لم يتردد المتحدث باسم القوات المسلحة في التصريح مخاطبا الرئيس الأميركي قائلا (يا سيد اوباما لا تخطئ لقد وضعت انت ایضا جميع خياراتنا على الطاولة ، وعليك العودة الى أرضك قبل أن تتورط اكثر مما انت عليه في مستنقع المنطقة(.
لقد جاء كلام العميد مسعود جزائري ردا على الحديث الذي أدلى به رئيس الولايات المتحدة باراك اوباما "للقناة الثانية" في "التلفزيون الصهيوني" وذلك قبل ايام من سفره الى فلسطين المحتلة ومنها قوله "ان ادارته تعتبر حصول ايران على السلاح النووي خطا احمر وان جميع الخيارات مطروحة على الطاولة" مشددا على ان "أمن اسرائيل يشكل اولوية لامیرکا".
ومن الجلي أن التصريحات الاميركية والاسرائيلية تندرج كلها في سياق مخطط الـ (ايران فوبيا)، إذ من الثابت وهو ما أعلنه اوباما نفسه في الحديث التلفزيوني المذكور (ان ايران لاتمتلك سلاحا نوويا) ، وبدورنا نخبره انها لا تسعى الى صنعه ایضا، ولو انها شاءت ذلك فلا احد يستطيع أحد منعها ، كما اعلن قائد الثورة الاسلامية هذا الموقف قبل اسبوعين ،علما ان الامام الخامنئي له فتوى تاريخية بتحريم إنتاج القنبلة النووية.
لكن اذا كان البعض يعتقد ان ربطه بين الخطاب السياسي الدبلوماسي وأساليب استعراض العضلات المفتولة والتلويح بسلوكيات الغطرسة والتوعد، يمكن ان يوفر له اسباب إرعاب الجمهورية الاسلامية قيادة وقوات مسلحة وشعبا، فهو واهم جدا، لان ایران قد وطنت نفسها منذ 34 عاما على مقاومة مختلف اشكال الضغوط والمؤامرات و رفض سیاسة العصا والجزرة الاستکباریة. 
ونقول لمن یغط  في سکرة الجهل او التجاهل ان طهران تلتزم في عقيدتها العسكرية والاستراتيجية علی الدوام ، مبدأ الدفاع عن النفس ولجم التهديدات والمواقف الطائشة، الامر الذي اعطى نائجه المثمرة في جعل الجمهورية الاسلامية ، دولة عظیمة الشأن ومهابة الجانب وعصية على الترهیب.

حمید حلمی زادة
17-3-2013