الرئيس الأسد:

تركيا تدعم الإرهابيين والجوار السوري ليس مصوناً

تركيا تدعم الإرهابيين والجوار السوري ليس مصوناً
السبت ٠٦ أبريل ٢٠١٣ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

قال الرئيس بشار الأسد في لقاء مع قناة أولوصال التركية وصحيفة "ايدنليك" بثتها صفحة المكتب الاعلامي في الرئاسة السورية أن الحكومة التركية تساهم في قتل الشعب السوري بشكل مباشر، مشيراً أن سوريا ترفض الأعمال الإجرامية، لافتاً أن: "الشعب التركي شعب شقيق وأردوغان يريد أن يفتعل صداماً على المستوى الشعبي وبالتالي يحصل على بعض الشعبية التي خسرها".

واتهم الرئيس السوري بشار الأسد رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، بأنه يحمل عقل جماعة الإخوان المسلمين وأنه رأى في الأحداث التي تحصل في العالم العربي فرصة له لإطالة عمره السياسي.

وأضاف الرئيس الأسد أننا في سوريا لن نقع في هذا الفخ لأسباب مبدئية ولأن مصلحتنا مع الشعب التركي ومشيراً أن الدخول في صراع بين الشعبين لن يخدمنا وسيجعل الأمر معقداً.
وقال الرئيس الأسد: "ماقمنا به خلال الـ 10 سنوات الماضية هو محاولة لمحي الماضي السيىء بين العرب والأتراك، وأردوغان يسعى لإعادة هذا التاريخ".
وقال الرئيس الأسد: لم نلق القبض على أي شخص في المخابرات أو الجيش التركي في سوريا ولكن هذا لا يعني أنهم غير متورطين لأن المخابرات تقوم بتقديم الدعم من أراضي أخرى وتؤمن كل التدريب والتجهيزات والاتصالات وكل أشكال الدعم السياسي أو الإعلامي، وضمن الاعترافات التي حصلنا عليها من الكثير من الإرهابيين توضح أن هناك اشخاص في تركيا متورطين."

قال الأسد «يبدو أن أردوغان رأى في الأحداث التي تحصل في العالم العربي فرصة له لإطالة عمره السياسي. هذا الرجل عقله عقل إخوان مسلمين. وتجربتنا مع الإخوان في سوريا منذ أكثر من 30 عاما هم أنهم مجموعة انتهازية تستخدم الدين من أجل مصالح شخصية. هو رأى بأن دولا أخرى قامت بها ثورات أو انقلابات أو تدخلات أجنبية أتت بمجموعات من الإخوان إلى الحكم، فرأى في هذا الأمر فرصة كبيرة لاستمراره في الحكم لسنوات طويلة، فانقلب على سوريا لأن في ذلك فرصة شخصية للاستمرار في الحكم. ومنذ البداية، وقبل الأزمة، كان اهتمام أردوغان منصبّا على الإخوان أكثر من اهتمامه في موضوع العلاقات السورية ـ التركية واهتمامه بتركيا نفسها. هكذا يفكر هذا الشخص. فعندما أتت هذه الظروف قرر أن يقف مع مصالحه قبل مصالح سوريا وتركيا. حاول التدخل في الشؤون الداخلية السورية، ومن ثم بدأوا بدعم الإرهابيين علناً وتورطوا في الدماء السورية، ومن الطبيعي أن تنقطع العلاقة بيننا وبينهم».

وحول إعلان أردوغان انه قدم اقتراحات له من أجل الإصلاح، وعدم أخذه هذه الاقتراحات بالاعتبار، قال الأسد «للأسف، لم يقل أردوغان كلمة صدق واحدة منذ بداية الأزمة. لقد قدم مقترحات عامة تتحدث عن أن الشعب السوري يجب أن يقرر من يكون رئيسه وأي نظام يريده، وهذا ما قلته. والآن لدينا حوار في سوريا، نحضّر له، وستجتمع فيه كل القوى السياسية وتقرر ما تريده، وليس ما يريده أردوغان. هناك سؤال، وهو إذا كان أردوغان قدم مقترحات لكي تحل المشكلة في سوريا فما علاقة هذه المقترحات بدعم المسلحين؟ أردوغان اليوم يقوم بجلب المسلحين، بتمويل قطري، ويؤمن لهم السلاح عبر الأراضي التركية والخدمات الطبية ويرسلهم إلى سوريا. هل هذا المقترح كان موجوداً بين المقترحات التي قدمها لي، أم أن هذه المقترحات كانت مجرد غطاء يستخدمه لكي يصل إلى هدفه. هو يعرف أننا كنا مع الحوار، ومنذ اليوم الأول أعلنّا موافقتنا على الحوار مع كل القوى السورية، وعندما فشلت المرحلة الأولى، التي كانوا يسمونها المرحلة السلمية، انتقلوا إلى دعم المسلحين. أردوغان يكذب ويستخدم هذه المقترحات مجرد قناع. نحن نقبل النصيحة من أي جهة ولكن لا نقبل على الإطلاق التدخل في الشؤون الداخلية السورية. وعلى ما يبدو أن أردوغان فهم موقفنا خطأ، وفهم بأن العلاقة الأخوية بيننا وبين تركيا تسمح له بالتدخل في الشؤون الداخلية السورية بهدف العمل على إسقاط الدولة، ولكن الموضوع كان واضحاً بالنسبة لي منذ الأيام الأولى».
ونفى الأسد أن تكون السلطات السورية تفكر بالرد بالمثل على دعم الأتراك للمسلحين، موضحاً «هذا ما يريده أردوغان، لأنه يريد وقوع صدام على المستوى الشعبي بين البلدين حتى يحصل على الدعم الشعبي لسياساته ليستعيد بعضاً من شعبيته التي خسرها». وأضاف «حتى اليوم لم نلق القبض على أي عنصر استخبارات تركي، لكن عدم وجود استخبارات على أراضينا لا يعني أنها غير متورطة».
وقال الأسد «نحن منذ أن بدأ التحرك داخل تركيا منذ عدة سنوات باتجاه حل المشكلة الكردية كان موقفنا الواضح والصريح هو دعم أي حل بين الأكراد والأتراك، لأننا لا نريد أن نرى المزيد من الدماء في بلدكم والتي ستنعكس سلباً على المنطقة.

وأضاف الرئيس الأسد "نحن ندعم أي حل صادق في هذا الاتجاه لأن الأكراد جزء طبيعي من نسيج المنطقة، هم ليسوا ضيوفاً أو مهاجرين جدداً. هم يعيشون في هذه المنطقة منذ آلاف السنين".

وقال الرئيس الأسد رداً على سؤال حول الاشاعات التي تبث عن مكان وجوده: "أنا موجود أمامكم ونحنا فوق الأرض وليس في ملجأ وهذه الإشاعات التي يحاولون بثها من وقت لآخر هي للتأثير على الروح المعنوية للشعب السوري وأنا لا أعيش لا في بارجة روسية ولا في إيران، أنا أعيش في سوريا في نفس المكان الذي كنت أعيش فيه دائماً.
وقال الرئيس الأسد: "الصراع في سوريا لم يكن بالأساس صراع محلي هناك حراك داخلي في سوريا لكن الموضوع برمته هو خارجي وهو صراع خارجي على سوريا مرتبط بالخارطة الإقليمية."
وحذر الرئيس السوري بشار الاسد من انعكاسات "تقسيم" سوريا على المنطقة  وبعدها بتأثير الدومينو الى دول ربما بعيدة في الشرق الاوسط" ،محذرا من عدم استقرار في دول الجوار يستمر "سنوات وربما عقود طويلة".

وعن دعم أميركا وتركيا وفرنسا ودول خليجية لطرف في سوريا وما إذا كان يفكر بترك منصبه بسبب مطالبة أكثر من 100 دولة بهذا الأمر، قال الأسد «هناك عدد كبير من الدول الغربية والإقليمية تقف ضد الرئيس وفي الوقت ذاته يقف شعبه ضده، فكيف يبقى؟ وكيف تصمد سوريا لمدة سنتين؟! أنا رئيس منتخب من قبل الشعب السوري، لذلك فإن النتيجة هي أن مجيء رئيس أو ذهاب رئيس هو قرار يتخذ داخليا».
وتابع «هل هذه الدول حريصة على دماء الشعب السوري؟ إن الولايات المتحدة تقف مع جرائم إسرائيل وارتكبت المجازر في أفغانستان والعراق. فرنسا وبريطانيا ترتكبان، بتغطية أميركية، المجازر في ليبيا. الحكومة التركية الحالية منغمسة بالدماء السورية. هل هذه الدول حريصة على الدم السوري؟ هذا القرار هو قرار شعبي سوري ولا علاقة لأي دولة به».

وأكد الرئيس الأسد: "إن البريكس لا تدعم الرئيس بشار أو الدولة السورية بل هي تدعم الاستقرار بالمنطقة، فإذا حصل في سوريا اضطراب وصل لمرحلة التقسيم أو سيطرة الإرهابين في سوريا أو كلا الحالتين فلا بد أن ينتقل هذا الوضع مباشرة إلى الدول المجاورة أولاً وبعدها بتأثير الدينمو إلى دول بعيدة عن الشرق الأوسط، وهذا يعني خلق حالة من عدم الاستقرار لسنوات وربما لعقود ومن هنا وقفت البريكس مع الحل السياسي في سوريا في مواجهة القوى الغربية."

وأشار إلى أنه "في لبنان هناك أطراف مختلفة تساعد أو تقف ضد إدخال الإرهابيين إلى سوريا، لكن تركيا تقوم رسمياً باحتضان الإرهابيين وإدخالهم إلى سوريا"

وأضاف الرئيس الأسد: "نحن محاطون بمجموعة من الدول التي تقوم بمساعدة الإرهابيين للدخول إلى سوريا وليس بالضرورة أن كل هذه الدول متورطة، فمثلاً العراق هو ضد تسريب الإرهابيين لكن لديه ظروف معينة لا تسمح بضبط الحدود، وفي لبنان هناك أطراف مختلفة تساعد أو تقف ضد إدخال الإرهابيين لسوريا، وتركيا تقوم بشكل رسمي باحتضان هؤلاء الإرهابيين، وهناك تسريب يأتينا من الأردن غير واضح تمامًا إن كان مقصود أو لا، طالما هناك تسريب للإرهابيين سيبقى لديك معارك مع أولئك الإرهابيين وهذا طبيعي فهي حقيقة حرب بكل ما تعنيه الكلمة وليست مجرد أحداث أمنية متفرقة، والإرهابيين يدخلون بالآلاف وربما بعشرات الآلاف فمن الصعب تحديد رقم دقيق".