نص حديث الجمعة للشيخ علي سلمان:

"سلطة المنامة لا تعترف بأتباع أهل البيت"

الإثنين ٠٨ أبريل ٢٠١٣ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

قال الأمين العام للوفاق الشيخ علي سلمان في حديث الجمعة بمسجد الإمام الصادق (ع) بالقفول العقلية الحاكمة بها خلل جسيم مشيراً ان الحكومة البحرينية لا تعترف بأتباع أهل البيت فيهدم مساجدهم.

واضاف الأمين العام للوفاق ان هذا الخلل الجسيم يتمثل في عدم الإعتراف والإحترام اللازم للطائفة الشيعية إنسانيا ومواطنيةً وقانونيا وإلا كيف تهدم مساجدهم؟ مؤكداً بأن هذا الهدم يعطي مؤشر على عقلية بها خلل جسيم لا تنظر باعتراف واحترام إلى هذه الطائفة الكريمة.

وفيما يلي نص حديث الجمعة، لسماحة الشيخ علي سلمان، الجمعة 5 أبريل 2013 بمسجد الصادق "ع" بالقفول:

الموضوع الأول: الذكرى السنوية لهدم المساجد

 في البحرين تم هدم المساجد ولمس الناس ذلك بأيديهم وشهدت أعينهم اذ هدمت مساجد كانوا يعبدون فيه الله لمدة تتجاوز 400 سنة في بعضها، وثق ذلك تقرير السيد بسيوني والمنظمات العالمية جميعها وذكر هذه المسألة بعد تحقيق خاص الرئيس الأمريكي السيد باراك أوباما في خطاب الأمم المتحدة قبل سنتين، واعترف الحكم بهذا الهدم في تقرير السيد بسيوني والقبول به، فهدم المساجد لم يكن أجندة ودعاية معارضة وإنما حقيقة واقعة موثقة ليس فيها ذرة لبس أو شك ولا بواحد من مليون، أقول هذا الكلام بعد سنتين لأنه تصدم عندما تراجع أو تتحدث عن هدم مساجد في بلاد المسلمين وهي لاتشهد حرب أو غزو أجنبي.. فتصاب بالصدمة في بعض الأمور ومع مرور الأيام لا يزول قبح الفعل والحدث ومن بينها هدم المساجد.

 فقد قامت السلطة في البحرين في فترة الأحكام العرفية بهدم ما يقارب 39 مسجد وخربت عدد من الحسينيات، ووثقت الصور التي لا زالت قائمة لحد الآن هدم هذه المساجد واختلاط حجارتها وترابها بنسخ القرآن الكريم الذي مزق في هذه الجريمة وبعثر وطمر مع انقاض هذه المساجد وناله الحرق في بعض هذه المساجد قبل تدميرها في بلاد المسلمين !

 رفضت السلطة في البداية الإعتراف بهذه الجريمة ضمن الإنكار الدائم لكل ما ترتكبه من جرائم فقد رفضت التعذيب وانكرت التعذيب ثم ثبت ، وانكرت الفصل التعسفي ثم ثبت، وانكرت الاعتقالات التعسفية ثم ثبت، وانكرت الاعتقال على الهوية ثم ثبت وانكرت وانكرت .. ثم ثبت كل ما انكرته بالوثائق والأدلة التي لا تقبل النكران. فقد رفضت السلطة هذه الجريمة وبررتها كغيرها من مبررات واهية لا تمس للحقيقة بصلة وقامت على ضوء هذا النفي بإعادة هدم المساجد مجددا قبل صدور تقرير السيد بسيوني التي حاول الناس إعادة بنائها كليا أو جزئيا واستمرت في ذلك الى صدور تقرير السيد بسيوني، ثم اعترفت بهذه الجريمة ووعدت ببناء هذه المساجد ولكنها لازالت تتلكأ في الإستجابة الكاملة إلى إعادة البناء، فقد تم إعادة بناء عدد محدد من المساجد وعدد آخر في طور البناء ويجدر الإشارة أن عدد كبير –اكثر من النصف- من المساجد التي إعيد بنائها تم على أيدي الأهالي خصوصا في منطقة نويدرات وسند فالأهالي أعادوا بناء تقريبا 10 مساجد من المساجد المهدمة في هذه المنطقة، وحاول المجتمع أن يعيد بنائها في أماكن اخرى ولكن الجرافات والشرطة أسرع من أيدي العمّار فتم إعادة هدمها او إيقاف البناء في مرحلة دون القدرة على إتمامه كمسجد وبيت لله.

 ما دلالة هدم المساجد لطائفة من المسلمين في بلد الإسلام؟

 إن العقلية الحاكمة بها خلل جسيم يتمثل في عدم الإعتراف والإحترام اللازم لهذه الطائفة من الناس إنسانيا ومواطنيةً وقانونيا وإلا كيف تهدم مساجدهم ؟ هل تعرف كيف سيكون الوضع في حال لو سمح الله هدم مسجد للطائفة السنية بالبحرين؟ هي كذبة سقوط عامل ومن ثم خلق قضية مفضوحة بإسم قطع لسان مؤذن قامت الدنيا ولم تقعد حتى يومنا هذا فكيف لو روجت هذه السلطة لهدم مسجد لأهل السنة ؟! إسرائيل عندما تعتدي على مسجد من مساجد المسلمين نجد العالم الإسلامي يقف ضد هذه التجاوزات وكلنا سمع عن قصة المسجد الذي اعتدى عليه في الهند وكيف شهد العالم ردات الفعل.

 إن هذا الهدم يعطي مؤشر على عقلية بها خلل جسيم لا تنظر باعتراف واحترام إلى هذه الطائفة الكريمة.

 ما دلالة المناكفة في التعطيل في إعادة بناء المساجد المهدمة ؟

 الدلالة على تعطيل إعادة بناء المساجد هو ان العقلية التي بها خلل جسيم لازالت قائمة ومستمرة، فقبل أن تأتي الجرافة لهدم المسجد هناك عقلية اجتمعت وقررت واصدرت اوامرها للهدم هذه العقلية لازالت نفس العقلية التي تعطل إعادة البناء فهي لا تتعاطى باحترام وباعتراف كامل لهذه الطائفة من الناس. وهذا الخلل الجوهري في هذه العقلية لا يقف في بعد واحد من أبعاد الحياة، فتجد هي نفسها العقلية التي تأمر بالعقاب الجماعي بالغازات السامة، أو تعذيب الشباب والتعامل معهم – وأنتم مكرمين – كالحشرات. كذلك هي نفسها العقلية تتعاطى مع القضاء فنجد حكم 7 سنوات من نصيب شرطي يصوب الشوزن من مسافة قريبة وفي غرفة على الشهيد هاني في المقابل صغار في السن أعمارهم ما بين 15 – 16 تنتزع الإعترافات منهم تحت التعذيب فيحكم عليهم ما بين 10 -15 سنة بتهمة حرق مدرعة، وغيرهم الشروع بالقتل. كذلك هي العقلية التي فصلت الناس من أعمالهم لإنتمائهم لطائفة معينة. فكل هذه المجالات تعاطت معها العقلية بنفس الدرجة وهي موثقة جميعها في تقرير السيد بسيوني.

 جميع هذه الانتهاكات تحولت إلى انتهاكات جسيمة وقد وثقها السيد بسيوني وقبله وبعده منظمات الأمم المتحدة الحقوقية والمنظمات الحقوقية العالمية ، والمصيبة أن معظم هذه الانتهاكات الناتجة عن هذه العقلية لازالت قائمة تمارس كل يوم.

 الخلل الأساسي في العقلية التي تنظر لهذه الطائفة من الناس على أنهم أقل من بشر كاملي حقوق البشرية الإنسانية وأقل من مواطنين كاملي حقوق المواطنة

 عار القائم على هذه الإنتهاكات لايزول وعار هدم المساجد لا يزول وباقي أبد الدهر، ولكن يخفف هذا العار مجموعة من الأمور:

 -         أن يتم الإعتذار الصريح عن هذا الهدم ، نريد شجاع يظهر أمام الجميع ويعتذر عن هذا الخطأ، وهذا الإعتذار لله قبل أن يكون للبشر.

 -         إعادة بناء المساجد المهدمة فورا دون تلكؤ.

 -         محاسبة اللذين وقفوا خلف قرار الهدم من الصغير إلى الكبير.

 -         احترام هذه الطائفة من الناس في عقيدتهم وممارستهم العبادية وفي حقوقهم الإنسانية وحقوق المواطنة المتساوية دون تمييز وإقصاء لأحد، وهذا ما ننشده بالإصلاح السياسي والخروج من هذه الأزمة فلابد من حل ينصف هؤلاء الناس وهذه الطائفة فالناس سواسية تعني أن تكون لهم دوائر انتخابية عادلة وينتخبون رئيس وزرائهم وأن لا يكون رئيس الوزراء من العائلة الحاكمة.

 تنطلق في هذا اليوم ولمدة اسبوع سلسلة من الفعاليات في ذكرى عملية هدم المساجد تحت اسم وسعى في خرابها وادعو كافة المؤمنين المشاركة الواسعة في مختلفة الفعاليات.

 

 الموضوع الثاني: اليوم العالمي لليتيم

 لدينا بحكم الطبيعة أيتام في المجتمع فالحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى وهذه الدنيا امتحان ، ومن ضمن امتحاناتها ان يأخذ الله سبحانه وتعالى أب أو أم فتتولد ظاهرة اليتم، وهي تعني حالة من الضعف وكل ما كان الأيتام صغار في السن كان الضعف أكثر، ضعف نتيجة لفقد الكافل المادي – أب أو أم- وضعف نتيجة لفقد الكافل المعنوي العاطفي فيعيش اليتيم ضعيف من الناحيتين.

 هنا ياتي دور المجتمع الإسلامي تجاه اليتيم، فرسول الله –ص- في حديثه المشهور "أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة" وقد أشار باصبعتيه اللتان لا تفترقان عن بعض. وهذا تحفيز واغراء وتشجيع للإستجابة لكفل اليتيم بقصد وجه الله سبحانه وتعالى فتكون النتيجة هي المنزلة بمستوى خير البشرية محمد صلى الله عليه وآله.

 كفالة يتيم ماديا ، أو رعاية أسرة يتيم، وتعليم يتيم وغيرها من الأمور الممكن تقديمها لليتيم ، وجزى الله خير الجزاء وفرج الله عنه سماحة الشيخ محمد حبيب المقداد الذي أسس جمعية الزهراء لكفالة الأيتام والتي عانت ماعاناه الشيخ المقداد من مطاردة ومحاسبة. وغيرها من المؤسسات المعنية بالأيتام وعلى هذا المجتمع التفاعل مع هذه المؤسسات وتقديم الدعم لهم.

 هناك أيضا يتيم وابن شهيد أيضا فهو يتيم ووالده قدم روحه من أجل هذا الوطن فتتضاعف المسؤولية الاجتماعية المادية المعنوية تجاه الأيتام من أسر الشهداء فهي أمانة في أعناقنا جميعا، فيجب أن يتلقوا الرعاية المادية بحيث تعوضهم عن كافلهم حتى يبلغوا للقدرة على أن يعيل نفسه .. عندها يكون المجتمع قد أدى واجبه تجاه اليتيم.

 للاستماع الى خطبة الجمعة انقر على الرابط التالي:

http://www.alalam.ir/news/1461472