تظاهرات حاشدة في البحرين للمطالبة بالديمقراطية

تظاهرات حاشدة في البحرين للمطالبة بالديمقراطية
السبت ٢٠ أبريل ٢٠١٣ - ٠٥:٥٥ بتوقيت غرينتش

شهدت البحرين عصر امس الجمعة تظاهرة جماهيرية ضخمة شاركت فيها حشود كبيرة من البحرينيين، للتأكيد على استمرار الثورة البحرينية التي انطلقت قبل أكثر من عامين، وترفع مطلبا رئيسيا وواضحا هو التحول للديمقراطية وإنهاء الدكتاتورية القائمة.

وافاد موقع الوفاق ان أعلام البحرين الوطنية غطت طول مسار المسيرة، كما رفعت ورود للتعبير عن سلمية الثورة البحرينية التي انطلقت في 14 فبراير 2011، إلى جانب يافطات تؤكد على المطالب الرئيسية لشعب البحرين في تمكينه من إدارة شؤون بلاده وإرجاع حقه المغتصب من قبل النظام في كونه مصدر السلطات جميعاً.
وطالب المتظاهرون الإعلام العالمي والصحافة المتواجدة في البحرين، إلى نقل معاناة الشعب البحريني في صراعه المرير مع الديكتاتورية المتسلطة، وأن ذلك يعد مهمة إنسانية ومهنية لكل الأحرار في العالم في دعم مطالب شعب البحرين العادلة وتمكينه من تقرير مصيره بنفسه بعيداً عن الإستئثار والإستبداد القائم من قبل فئة قليلة بالقرارات والثروة.
كما رددت في التظاهرة شعارات توضح أن مطالب شعب البحرين هي مطالب إنسانية، تبحث عن الكرامة والعزة، ولا تخص أي طرف من الشعب وإنما تخص الغالبية السياسية التي عبرت عن إرادتها بالتواجد في الشارع بشكل مستمر، فيما يتصلب النظام في الإستجابة لهذه المطالب ويواجهها بالحل الأمني القمعي الذي تسبب في سقوط القتلى واعتقال الآلاف وفصل آخرين عن أعمالهم وآلاف الجرحى والمصابين.
وشارك في التظاهرة مختلف أطياف الشعب البحريني الدينية والسياسية والفكرية، كما شهدت حضوراً مكثفاً من النساء والرجال من مختلف الأعمار، بدءاً من دوار الشاخورة/جنوسان إلى دوار سار غربي العاصمة المنامة.
واكدت المسيرة في بيان لها  أن «لا قيمة لأي حل سياسي ما لم يخضع للاستفتاء الشعبي تطبيقاً لمبدأ «السيادة للشعب»، وتجاوز ذلك عبر الحوارات غير الجادة التي تستهدف تقطيع الوقت». مشيرة إلى أن «أي حلول سياسية لا يتحقق من خلالها الإفراج عن جميع السجناء دون استثناء غير مقبولة».
وشددت على «الاستمرار في الحراك السلمي حتى تحقيق المطالب».
وقال البيان أن «مطالب شعب البحرين التي رفعها منذ 14 فبراير (شباط) 2011 وإلى اليوم، هي مطالب واضحة وثابتة، تهدف إلى تحقيق الاستقرار السياسي بعيد المدى في البحرين، وتتجاوز حالة الاستفراد مما أفضى إلى أزمات متعددة شملت الجوانب السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية وغيرها»، وتابع «لقد عبر شعب البحرين من خلال حراكه المتواصل وتواجده بالشارع بأغلبيته السياسية الحاسمة أن مطلب التحول للديمقراطية وتأسيس دولة العدل والكرامة يمثل ضرورة وحاجة ملحة للبحرين لتحقيق الاستقرار السياسي»، وواصل «وما حمله تحركه منذ الرابع عشر من فبراير 2011 هو مطالب راسخة عبرت عنها نضالات طويلة تجذرت بالحراك الوطني البحريني وامتدت لما يقارب قرنا من الزمان، ولا يمكن تجاوزها أو تجاهلها أو الالتفاف عليها تحت أي ظرف من الظروف».
وأضاف البيان ان «مطلب شعب البحرين هو بناء دولة مستقرة متطورة قائمة على أسس ديمقراطية سليمة ترتكز على إرادة الشعب وتقرير ما يريد عبر نظام سياسي يكون فيه «الشعب مصدرا للسلطات»، وهو صاحب الشرعية في كل مفاصله»، مؤكدا ان «خيار التحول للديمقراطية المبنية على سيادة الشعب وكونه مصدرا للسلطات جميعاً، هو مطلب جوهري ولا تنازل عنه تحت أي ظرف».
واتهم البيان «السلطة بمحاولة تغييب الحركة المطلبية للشعب وحراكه السلمي والإيهام بعدم وجود أزمة سياسية خانقة في البحرين، وقد استطاع شعب البحرين أن يكشف هذا التمويه من خلال الحراك الشعبي المتواصل والفعاليات السلمية اليومية التي تتصدر المشهد السياسي في مختلف مناطق البحرين»، وبيّن أن «شعب البحرين أحبط محاولات جره إلى المنزلق الطائفي من خلال الإصرار على ترسيخ الوحدة الوطنية والتكامل بين جميع أطياف المجتمع والمعارضة، والالتزام بالسلمية والأساليب الحضارية في المطالبة بالحقوق المشروعة».
وشدد البيان على أن «الحراك المطلبي بحريني وطني، ومن الظلم أن يتهم أو يشار لهذا الزخم الجماهيري الواسع بالبعد الطائفي، فكل شعب البحرين بكل طوائفه ومكوناته السياسية موجود في الحراك بشكل مباشر»، واعتبر أنه «ليس مقبولا وصف الحراك بأنه تحرك فئة، لأن كل شعب البحرين ينتظر التغيير نحو الديمقراطية الحقيقية»، وبيّن أن لـ «شعب البحرين نضالاته الطويلة الممتدة منذ العشرينيات ومن المعيب الحديث عن ان مطلب الديمقراطية بأن فيه عمالة للخارج أو وفق أجندات خارجية، فالكرامة والعدالة والديمقراطية التي ينشدها البحرينيون نابعة من العمق الوطني ومن بديهيات الفطرة السليمة لكل المجتمعات الإنسانية في مختلف بقاع الأرض». وأكد البيان على المطالب التي وضعتها الجمعيات السياسية المعارضة في «وثيقة المنامة».
الى ذلك ذكر حقوقيون أن قوات الأمن «اعتقلت يوم أمس 14 شخصا من مناطق مختلفة فيما أطلقت سراح 4 منهم»، مؤكدين أن «صدامات حصلت في عدد من المناطق واصيب عدد من الاشخاص بالشوزن بالإضافة إلى إصابات مباشرة بطلق مسيل الدموع».
وأغلق المحتجون عددا من الطرق بالإطارات المشتعلة.
من جهته، قال القيادي بجمعية الوفاق هادي الموسوي إن «هناك إصابات بجروح في عدد من المناطق». وواصل «كما أن هناك تواجدا أمنيا كبيرا ومكثفا في منطقة المعامير ولا يعرف الأهالي سببه».
وأضاف الموسوي «تمت مداهمة منازل في منطقة مركوبان في سترة، كما أن هناك مصادمات في عدد من المناطق منها صدامات في منطقة الدير والقدم وكانت هناك إصابات في العديد من المناطق».
من جانبه أشار عضو مركز البحرين لحقوق الإنسان سيديوسف المحافظة إلى أن «متظاهرا أصيب بطلق مباشر لمسيل الدموع في الوجه، ما تسبب له بإصابة بالغة في الفم، كما وقعت إصابات بالشوزن من بينها إصابات في منطقة كرانة»، وبيّن أن «عددا من المناطق شهدت صدامات يوم أمس منها الدراز وكرانة وأبوصيبع والسنابس وسترة وجدحفص والمصلى والمنامة وجدعلي وسند وعذاري، وبوري وسلماباد»، وتابع «هناك شخصان تعرضا للضرب من قبل قوات الأمن وذهبا مساء أمس لتقديم بلاغ في مركز الشرطة في الدوار 17 بمدينة حمد».