خبير في شؤون الاستيطان الاسرائيلي..

تبادل الاراضي هو بيع بطريقة شرعية وتنازل دون مقابل

تبادل الاراضي هو بيع بطريقة شرعية وتنازل دون مقابل
الإثنين ١٣ مايو ٢٠١٣ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

قال خليل التفكجي الخبير في شؤون الاستيطان الاسرائيلي رئيس دائرة الخرائط في جمعية الدراسات العربية بأن الحديث عن تبادل اراض على اساس الخط الاخضر الفاصل ما بين الاراضي المحتلة عام 1948 والاراضي المحتلة عام 1967 هو "بيع اراض بطريقة شرعية"، لضم التجمعات الاستيطانية التي تستحوذ على ما مساحته 10 بالمئة من مساحة الضفة الغربية باستثناء مستوطنات القدس للكيان الاسرائيلي.

وشدد التفكجي في حديث لصحيفة"القدس العربي"اللندنية امس الاحد بان "اسرائيل" الغت بشكل عملي ما يسمى بالخط الاخضر من خلال البناء الاستيطاني عليه في عمق الارضي المحتلة عام 1967 ، الامر الذي سيدفع الى الحديث مستقبلا في اية مفاوضات قادمة عن خط اخضر جديد خلف تلك المستوطنات، مما يعني ان يكون هناك اعطاء شرعية لتلك المستوطنات وضمها لاسرائيل تحت عنوان "تبادل الارضي".
وتابع التفكجي قائلا: "قضية تبادلية الاراضي هي عبارة عن تنازل فلسطيني عربي بدون مقابل، ومجانا"، مشيرا الى ان الكتل الاستيطانية التي جرى الحديث عن امكانية تبادلها وطرحت عام 2001 كانت تستولي على ما مساحته 1.6 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، اما الان فقد بلغت مساحة تلك الكتل الاستيطانية الخمس والتي تبدأ من ام الريحان شمالا مرورا بمجمع ارائيل الاستيطاني ومستوطنة معالية ادوميم وسطا وانتهاء بمجمع غوش عتصيون الاستيطاني جنوبا اصبحت 10 بالمئة من مساحة الضفة الغربية"، وذلك باستثناء المستوطنات التي ضمها جدار الفصل المحيط بالقدس .
واضاف التفكجي "الان عملية تبادلية الاراضي تعني اعطاء الشرعية للمستوطنات، اي شرعنة المستوطنات، هذا اولا، وثانيا، لن يكون هناك تواصل جغرافي للدولة الفلسطينية لان هذه الكتل الاستيطانية الشمالية والوسطى والجنوبية تقسم الضفة الغربية الى ثلاثة اقسام"، مشيرا الى مجمع مستوطنات ارئيل في شمال الضفة الغربية والذي يمتد 25 كيلو مترا في عمق الاراضي الفلسطينية وبعرض 10 يمنع التواصل ما بين شمال ووسط الضفة، في حين تمنع مستوطنة معاليه ادميم شرق القدس التواصل ما بين الوسط والجنوب، وتجمع مستوطنات غوش عتصيون يمنع التواصل ما بين الخليل جنوب الضفة ومنطقة بيت لحم، مضيفا " ونحن عندما نتكلم عن كتل استيطانية نتكلم عن مجموعة مستوطنات في تلك الكتل الاستطانية".
واشار التفكجي الى ان طبيعة الاستيطان الموجود على الاراضي المحتلة عام 1967 لم يبق اي أمل لاقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا على تلك الاراضي، وقال "اسرائيل رسمت الحدود حسب رؤيتها" مشيرا الى نشأة دولتين في دولة واحدة، اي ان للمستوطنين دولتهم التي بات بينها تواصل جغرافي، في حين هناك ما يسمى بالدولة الفلسطينية والتواصل ما بين اجزاء تلك الدولة سيكون بالانفاق.
وانتقد التفكجي الموافقة العربية والفلسطينية على فكرة تبادل الاراضي لانها دفعت الكيان الاسرائيلي الى الاعتقاد حاليا بان التنازل عن الكتل الاستيطانية "اصبح في جيبه"، وان المفاوضات القادمة ستكون بشأن المستوطنات الاقل حجما مثل بيت أيل شمال رام الله والمستوطنات المقامة على الجبال .