ايران قوة لصالح العرب وليس ضدهم

ايران قوة لصالح العرب وليس ضدهم
الأربعاء ١٥ مايو ٢٠١٣ - ٠٧:٤٠ بتوقيت غرينتش

منذ انتصار الثورة الاسلامية عام 1979 قدمت ايران نموذجا ايجابيا لصالح العالم العربي وقضاياه المصيرية، ولكنها لم تواجه سوى العداء والممانعة والرفض من العديد من الحكومات العربية وليست الشعوب التي وقفت وساندت الثورة بمختلف الاساليب، وعبرت عن ابتهاجها بها.

فمالذي يجعل العديد من الحكومات العربية تتخذ موقفا  سلبيا من الجمهورية الاسلامية ان لم نقل عدائيا بالرغم من التضحيات الجسام التي قدمتها طوال سنيها الاربع والثلاثين ، ودعمت القضايا العربية بكل ماتملك من الامكانات ؟

 

الادهى من ذلك ان بعض الحكومات العربية وخاصة تلك المطلة على الخليج الفارسي وبدلا  من ان تتجه الى سياسات التهدئة والاستقرار وبناء منظومة امنية اقليمية ،  اخذت تتجه لتعميق تحالفاتها وتوسيعها مع القوى الغربية على خلفية ضمان امنها واستقرارها ، مع ان هذه القوى هي اقرب الى جر بلدان المنطقة الى سياساتها وبرامجها التي تربك الامن والاستقرار في المنطقة ، وبما لاتخدم امن المنطقة وسلامتها واستقرار شعوبها ، الا اللهم اذا نظرنا الى المسالة من زاوية امن الحكومات وبقائها  في السلطة .

 

الكاتب المصري الشهير محمد حسنين هيكل الذي وصف مؤخرا المشروع الايراني بمشروع مؤذن يؤذن من بعيد على استحياء ، هو الاخر قد طرح ذات التساؤل مستغربا لتبني العرب حالة اللاتوازن في المنطقة .

وعن طبيعة الموقف الذي ينبغي ان يتخذه العرب يؤكد الكاتب المصري الشهير خطورة وسلبية الموقف العربي وخاصة الخليجي ازاء ايران، وتمسكهم بالنزعة الطائفية ، حيث يقول بالنص : ( كان ظني أن أفضل الخيارات المطروحة هذه اللحظة أن يستطيع العرب تأمين توازن في موقفهم يصون مصالحهم ولايقمع طموحات مستقبلهم ولا يكون مقاولة تسليم مفتاح!! وتأمين التوازن في الحالة العربية لابد أن يتم بدرجة من التعاون مع الجوار الإقليمي الإسلامي بصرف النظر عن فرقة المذاهب، وأنا لا أحسبها فرقة وإنما رؤى مختلفة في التاريخ وفي الثقافة .
 

لكن الظاهر من الخطاب الرسمي العربي السائد هو عداء إيران والتشكيك في تركيا.

والعداء لإيران بالتركيز على مذاهب سوف يؤدي الى كوارث في شبه الجزيرة العربية بدايتها ما نراه في اليمن والبحرين .

والتشكيك في تركيا واستدعاء الجانب المظلم من التجربة العثمانية القديمة قد يرفع تركيا للانضمام الى سايكس بيكو الجديدة شراكة مع الغرب الأميركي الأوروبي في نصيب من الموارد والمواقع .

 

كانت تركيا العثمانية هي الضحية التي توزع إرثها على الآخرين في سايكس بيكو الأولى.

 

والآن والإرث العربي القومي يوزع على الأطراف في سايكس بيكو الجديدة فإن تركيا امام إغراء أن تكون شريكا في الإرث الجديد بعد أن كانت ضحية في سابقه ) للمزيد راجع الرابط التالي :
http://elw3yalarabi.org/modules.php?name=News&file=article&sid=10641

المهم ان العالم العربي الذي يمر بمخاضات وهزات كبيرة بفعل مااصطلح عليه بالربيع العربي ومحاولة الغرب بزعامة اميركا تجيير الاحداث هذه لصالحها  عبر سياسات غريبة ومشوهة  ترتكز على الدور السلبي الذي تلعبه حكومات عربية وخاصة قطر والسعودية وبمساندة تركية واضحة تواصل بعض الاطراف العربية التي تعاني من شرعية سياسية هشة بالاساس منهجها المعاكس للتيار الجماهيري والصحيح بهدف تشويه مسار الاحداث ، ومحاولة تيئيس الشعوب العربية في تطلعاتها المشروعة علها تجد مكانا في السعي السلبي المحموم لاستمرارية الدور الذي تتبناه في المنطقة سواء كان الامر متعلقا بايران او بغيرها رغم علمها ان هذه السياسات ستودي بها قبل غيرها وربما  تاتيها الضربة من الجهات التي  تعول عليها اليوم وتتأمل منها المساعدة من اجل الاستمرار في دورها ونهجها السلبي حتى ولو لحقت بها كل لعنات التاريخ .   

* عبد الجبار كريم