نكبة وخريف وانقسام

نكبة وخريف وانقسام
الخميس ١٦ مايو ٢٠١٣ - ١٠:٠٦ بتوقيت غرينتش

الوقت يجري من غير تدبير وحساب وسنوات تطوى من عمر الانسان والبركة لم نعد نلمسها فالسنة مثل شهر والشهر مثل أسبوع والأسبوع مثل يوم واليوم مثل ساعة وتشرق الشمس وتغيب واللاجئ المنكوب يعاني كثيرا من قهر اللجوء والنزوح والملاحقة وغياب الحقوق والعالم البعيد والقريب لا يبالي فمن غيرهم يتحمل قهرهم وألمهم وحاجتهم.

إن الحياة في مخيمات اللجوء في الشتات صعبة جدا ولن يعرف مقدار عنائها إلى من عاش في هذه المخيمات ومهما وصف الانسان البعيد عنها تلك الظروف فلن يستطيع أن يعكس المعاناة الحقيقية التي يعيش تحت ضغطها اللاجيء الفلسطيني ،
واللاجيء الذي كان رضيعا يوم النكبة ومع مرور الزمن وما رافقه من أحداث صار شيخا وثلاثة أجيال من نسله ولا حراك ولا أفق بأمل للحل أو العودة فالتعنت الإسرائيلي والتنكر للحقوق الفلسطينية في أوجه اليوم فلا رقيب ولا حسيب لما تقوم به إسرائيل في الوطن الفلسطيني سوى أبناء الشعب المقهورين من الاحتلال ،
ولا جديد على ملف اللاجئين والنكبة غير أن النكبة تبعتها نكبات ونكسات ومآسي، وآخرها مأساة اللاجئين الفلسطينين في مخيمات اللجوء في بلاد الشام (سوريا) الذين لم يسلموا مما يجري هناك من قتل للإنسان وتدمير للحضارة ووقف للتقدم والعودة بالبلاد خمسين عاما للوراء وهذا أمر لا يختلف عليه لبيبان فالفوضى الخلاقة الجارية والمتمثلة بالفتن السوداء التي تحلل الحرام للقضاء على الثروة الزراعية والصناعية والحيوانية وعلى الثروة البشرية وعلى الإكتفاء الذاتي وعلى القيم الدينية وقيم الأخلاق والنواميس والعادات فكل ذلك يصب في مصلحة أعداء سوريا والمتخاذلين معهم وهذا يؤثر على محفزات الدفع لحل القضية الفلسطينية.
والنكبة بأحداثها وأحزانها محفوظة بذاكرة أحرار هذه الأمة فهي فيلم مصور بالعين الإنسانية وقصة مكتوبة ومنتجة ومخرجة بالدماء والعقول والقلوب الفلسطينية لن تنسى ولن تندثر ولن تمحى من الذاكرة الإنسانية ولن تمزق صفحاتها من مجلد التاريخ الإنساني،
ولتكن الذكرى الخامسة والستين للنكبة يوم إنطلاق جدي رسمي وشعبي ومطلبا لا يؤجل بإنهاء الانقسام ويكون يوم وحدة واتحاد فلا أعذار بعد اليوم لأحد للحيلولة دون انهاء الانقسام،
ولننظر أيضا لأخواننا اللاجئين الفلسطينيين بعين الرحمة والمؤازرة والرأفة من ضيق العيش وتضييق حرية الحركة عليهم وضعف الأفق والأمل الذي عاشوا فيه طوال هذه المدة فهم بحاجة لكي نخفف عنهم مأساتهم بالتضامن والتكافل و بانهاء الإنقسام بسرعة لنعيد لهم الأمل بالفرج والعودة.
16 /5 /2013م عودة عريقات