حلف سعودي – تركي – اسرائيلي لمواجهة ايران !!

حلف سعودي – تركي – اسرائيلي لمواجهة ايران !!
السبت ٢٥ مايو ٢٠١٣ - ٠٦:١٤ بتوقيت غرينتش

نقلت صحيفة ‘صنداي تايمز′ اللندنية اوائل الشهر الحالي عن مسؤول اسرائيلي قوله أن تل ابيب تعمل بجهد مكثف على الانضمام إلى ما يسمى بالحلف الدفاعي ضد إيران مع عدد من الدول العربية المعتدلة.

وبحسب ما كشفت عنه الصحيفة، فإن إسرائيل تسعى للانضمام إلى كل من  تركيا، الأردن، المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية’، وذلك بهدف خلق شرق أوسط جديد معتدل أو ‘هلال معتدل’، لمواجهة ‘الهلال الشيعي.


ولفت المسؤول الاسرائيلي الذي لم تورد الصحيفة البريطانية اسمه إلى أن هذا التشكل ‘شرق أوسط جديد’ يأتي ضمن الخطة الأمريكية التي أطلقت عليها اسم ’4+1′ والتي ستمثل تحولاً كبيراً في السياسة الأمريكية المعلنة.


وتأتي الرغبة الاسرائيلية في وقت قام فيه ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز الثلاثاء الماضي بزيارة  إلى تركيا إستغرقت يومين تلبية لدعوة من الرئيس التركي عبد الله غول .


وقال بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي، إن ولي العهد السعودي ووزير الدفاع الأمير سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أجريا مباحثات مع الرئيس التركي حول ملفات سورية وفلسطين والملف النووي الإيراني، بالإضافة إلى تنمية العلاقات بين السعودية وتركيا.
 

ووقعت تركيا والسعودية في انقرة الثلاثاء اتفاقية تعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وكان البرلمان التركي صادق على اتفاقيتين منفصلتين مع قطر والسعودية للتدريب العسكري المشترك مع انقرة، حسبما ذكرت صحيفة ‘زمان’ التركية.


ونقلت الصحيفة التركية عن الدكتور جوكان بويك مدرس العلاقات الدولية في جامعة غازي عنتاب التركية قوله ان  التقارب السعودي ـ التركي يأتي للتصدي لتزايد النفوذ الايراني في المنطقة .


وتنقل صحيفة القدس العربي عن دبلوماسيين القول إن السعودية تأمل في أن تقربها الزيارة من تشكيل حلف استراتيجي مع تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي لمواجهة النفوذ المتزايد لإيران في المنطقة.


ولا نستغرب  خبر صحيفة صنداي تايمز بان تل ابيب تعمل بجهد مكثف على الانضمام إلى ما يسمى بالحلف الدفاعي ضد إيران مع عدد من الدول العربية المعتدلة لان العلاقات  التركية الاسرائيلية  قد عادت الى طبيعتها بعد إعتذار الاسرائيليين لتركيا وها هم المسؤولين الاتراك يعودون الى سابق عهدهم في تطبيع علاقات بلادهم مع اسرائيل.


من جهة اخري فان اسرائيل تجري منذ فترة طويلة محادثات مع العديد من الدول العربية في الخليج الفارسي لاقامة علاقات طبيعية  معها وها هي صحيفة ‘هآرتس′ الاسرائيلية  تعلن عن ، فتح مكتبً تمثيليً لها في احدى العواصم الخارجية، وان اسم الدولة المضيفة جرى اخفاؤه لاسباب تعود الى رغبة الحكومة الاسرائيلية في عدم احراج الدولة المعنية.
 

السفير الاسرائيلي في برلين قال ان هناك علاقات اقتصادية وسياسية بين حكومته ودول خليجية تفرضها المصالح المشتركة دون ان يحدد هذه الدول، او ان يذكر اسم الدولة التي تحتضن ‘سفارة’ اسرائيلية مثله مثل وزارة الخارجية الاسرائيلية التي رفضت التعليق ايضا.
 

وحسب الوثيقة التي نشرتها الصحيفة انه بين الاعوام 2010 و2012 اقامت اسرائيل ممثلية مختلفة في دول العالم، جرى ذكر اسمائها جميعا باستثناء الدولة الخليجية المعنية ‘لان علاقات اسرائيل في دول الخليج الفارسي قضية حساسة للغاية.


وتذكر صحيفة القدس العربي بأن هذا الخبر يثير العديد من التكهنات حول اسم هذه الدولة، والاسباب التي تقف خلف حجبه، ومن الطبيعي ان يقفز اسم كل من قطر وسلطنة عمان اللتين اقامت علاقات اقتصادية مع اسرائيل وفتحتا مكاتب تمثيلية في عاصمتيهما. وقد تتقدم قطر على سلطنة عمان في هذا المجال لان رئيس وزرائها ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني هو الذي ترأس لجنة متابعة مبادرة السلام العربية التي ذهبت الى واشنطن والتقت جون كيري وزير الخارجية، واعلنت اثناء اللقاء معه استعداد الجامعة العربية للقبول بمبدأ تبادل الاراضي في حال التوصل الى تسوية بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وتعرض بسبب هذا الاعلان الى انتقادات قاسية من قبل الكثير من الكتاب.


دولة الامارات العربية المتحدة اقامت علاقات سرية مع اسرائيل والتقى وزير خارجيتها الشيخ عبد الله بن زايد بالسيدة تسيبي ليفني نظيرته الاسرائيلية اكثر من مرة، حسب ما جاء في وثائق ويكيليكس، مثلما استضافت الامارات وزراء اسرائيليين شاركوا في مؤتمرات دولية انعقدت على ارضها.
 

ولا يمكن استثناء دولة البحرين، فقد زارتها وفود اسرائيلية، وطالب ولي عهدها في مقال نشرته صحيفة ‘نيويورك’ بضرورة حدوث تطبيع عربي اعلامي مع اسرائيل، والكتابة في صحفها، من اجل الوصول الى الرأي العام الاسرائيلي، وشرح مبادرة السلام العربية ورغبة العرب في السلام.


حكومة قطر اعربت اكثر من مرة عن استعدادها لاعادة الممثلية الاسرائيلية الى الدوحة مقابل تلبية عدة شروط، سلطنة عمان قالت على لسان السيد يوسف بن علوي وزير خارجيتها بانها فتحت مكتباً تمثيلياً لاسرائيل في مسقط تشجيعا لها على الانخراط في العملية السلمية ودفعها الى الامام، ولكن بعدما لم يتحقق السلام، فانها قررت اغلاق المكتب التمثيلي عام 2000 في ذروة الانتفاضة الثانية، وكرد على اساليب القتل بالرصاص الحي التي استخدمتها اسرائيل في مواجهتها.


ويبدو ان الجانب السعودي يرغب التحالف حتى مع الشيطان لمواجهة ايران وان التهم التي وجهها وزير الخارجية السعوي الى ايران بالتدخل في الشأن السعودي هي بضاعة كاسدة تستخدمها دول الخليج الفارسي ضد ايران وهي ذريعة بيدهم لتبرير تقربهم الى الاسرائيليين والتحالف معهم ضد ايران.


دول الخليج الفارسي العربية ، تبحث كل يوم عن ذريعة ضد ايران فيوم تعلن السعودية عن كشفها  شبكات تجسس لصالح ايران ويوم اخر تتهم مشيخة الامارات ايران باحتلال الجزر الثلاث ابو موسي وتنب الكبرى وتنب الصغري ويوم اخر تعلن البحرين تدخل ايران في شؤونها الداخلية .


فالسعودية لديها مشاكل مع مواطنيها وتقمع المسلمين الشيعة هناك ، وعندما تعجز عن  المواجهة مع مواطنيها  تتهم ايران بالتدخل في شؤونها .


وهكذا الحال بالنسبة لدول الخليج الفارسي الاخري التي تواجه مشاكل مع مواطنيها فها هي حكومة البحرين تقوم بقمع الاغلبية الشيعية وعندما تعجز في مواجهتها تطرح اسم ايران علي انها تتدخل في شؤونها الداخلية.


التدخل السعودي في شؤون دول المنطقة  أوضح من الشمس فالكل يرى بام عينيه التدخل السعودي في سورية ولبنان ومصر والعراق ومليارات الدولارات التي تصرفها هنا وهناك  لاشعال حروب مذهبية  لا تستفيد منها الا الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية واسرائيل.
 

والسؤال المطروح : ما هو دور المسؤولين الاتراك في تشكيل هذا الحلف الجديد ؟ هل هم سيقومون بدور السمسار للتقريب بين وجهات النظر بين المسؤولين السعوديين والاسرائيليين أم أنهم سيقومون بدورتنسيقي بين العرب والاسرائيليين  لمواجهة ايران . ان على المسؤولين الاتراك ان يوضحوا دورهم المرتقب  للشعب التركي والشعوب المسلمة في المنطقة .
 

*شاكر كسرائي