صالحي یحذر واشنطن من التدخل في الشأن الإیراني

صالحي یحذر واشنطن من التدخل في الشأن الإیراني
الأحد ٢٦ مايو ٢٠١٣ - ٠٥:٥٦ بتوقيت غرينتش

حذّر وزیر الخارجیة الایراني علي أكبر صالحي، امريكا من انتهاك الاعراف الدولیة، وذلك ردا على التصریحات التدخلية لمسؤولي هذا البلد في الانتخابات الرئاسیة الإیرانیة، مطالبا أياها بعدم التدخل في الشؤون الداخلیة للدول الأخرى ومنها إیران.

وقال صالحي أمس السبت في معرض رده على سؤال لأحد الصحفیین حول المواقف التدخلية الأمیركیة بشان الانتخابات الإیرانیة إن بعض هذه التصریحات تثير الاستغراب، لان دعم أمیركا للدیمقراطیة هو مجرد استعراض وادعاء مخادع ، مضيفا : من مصلحة امريكا أن تستخلص العبر من التاریخ وان تلتزم بالمبادئ البدیهیة للقانون الدولي كعدم التدخل في شؤون الآخرین .
وتابع وزیر الخارجیة : أنه وبمنأى عن الالتزامات الدولیة ، فقد تعهدت الحكومة الأمیركیة في بیان الجزائر بشكل خاص بعدم التدخل في الشأن الداخلي الإیراني . هذا فضلا عن إن الشعوب والرأي العام الاقليمي لا ينسى بأن الحكومة الأمیركیة دعمت حتى اللحظات الاخيرة الحكومات الديكتاتورية التي اسقطت بفضل الصحوة الإسلامیة في المنطقة .
وتابع وزیر الخارجیة الإیراني قائلا : لو كانوا يشعرون بالقلق حيال الدیمقراطیة وحقوق الانسان فلماذا لم یحترموا الخيار الدیمقراطي للشعب الفلسطیني عام ۲۰۰۶ وغضوا الطرف عن ممارسات التهدید والاعتقال والاختطاف الصهيوني لنواب البرلمان الفلسطیني المنتخب ، بل ورغم الضغوط ، قاموا بدعم العدوانین اللذین ارتكبهما هذا الكیان ضد غزة؟ . يجب على هؤلاء الايضاح بان الديمقراطية وحقوق الناس باتت ضحية اي توجه في هذه القضية ؟ .
واعتبر صالحي معلومات المسؤولین الأمیركیین عن نظام الانتخابات في إیران بأنها سطحیة وضعیفة، وأضاف: على الأمیركیین ان يذعنوا بأن لكل دولة دیمقراطیة نظامها الانتخابي الخاص بها والمبني على قیمها وضوابطها، ومن البدیهي أن أي نظام انتخابي له آلیاته الخاصة التي تنص علیه قوانین تلك الدولة. ومن هذا المنطلق فان مجلس صیانة الدستور في الجمهوریة الإسلامیة له مكانته ومسؤولیاته القانونیة المحددة التي نص عليها الدستور وتم اقرارها بتاييد حاسم من الشعب الايراني .
ووجه وزير الخارجية الايراني بدوره انتقادات جادة الى النظام الانتخابي الامريكي متسائلا ، هل ان المحكمة الفدرالية هي مؤسسة منتخبة ، حتى تتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2000 - التي شابتها الكثير من التساؤلات - لتصدر في النهاية رايها بفوز بوش ؟ هل ان نظام الهيئة الانتخابية الذي يحدد في اطار الولايات العشر الكبيرة - اي خمس الولايات الامريكية - نتائج الانتخابات ، هو نظام عادل وديمقراطي ؟ .
ونصح صالحي المسؤولین الأمیركیین بان يحصلوا على معلوماتهم من مصادر موثوقة ويستفيدوا من مستشارین متخصصین، وان يلتفتوا بشكل خاص إلى تداعیات تصریحاتهم اللامسؤولة وغیر المبررة.
وأشار إلى أن المبادئ التي ينص علیها القانون الدولي مثل عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى هي من ثمار الاجماع العقلائي البشري وأن اتباعها هو من مصلحة الجمیع؛ مؤكداً بأن : الشعب الإیراني الأبي الذي أسقط بثورته الإسلامیة العظیمة نظاما دكتاتوريا عمیلا للاجنبي، یبدي حساسیة شدیدة إزاء التدخل في شؤونه ولا یطیق التصریحات غیر المدروسة والمتغطرسة للمسؤولین الأمیركیین .