صحيفة سياست روز: جذور احتجاج الشعب التركي

صحيفة سياست روز: جذور احتجاج الشعب التركي
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣ - ٠٤:٠٨ بتوقيت غرينتش

طغى اندلاع التظاهرات الشعبية في تركيا على تغطيات مقالات وافتتاحيات صحف طهران الصادرة صباح اليوم الأحد02/06/2013.

صحيفة سياست روز: جذور احتجاج الشعب التركي
كتب "قاسم غفوري" في صحيفة "سياست روز" مقالاً تحليلياً عن جذور اندلاع الاحتجاجات الراهنة في تركيا. ويقول الكاتب: شهدت تركيا خلال الأسابيع القليلة الماضية، مجموعة من الاعتراضات ضد الحكومة، وعلى الرغم من أن السلطات التركية تحاول أن تنسب أسباب هذه الاعتراضات إلى بعض القضايا الداخلية مثل المشاكل الاقتصادية وأسلوب الحكومة في تسوية مشاكلها مع حزب العمال الكردستاني، إلا أن مسيرة التطورات لاسيما في مجال السياسات الخارجية للحكومة خلال العامين المنصرمين تكشف بأن هناك جملة من الحقائق لايمكن تجاهلها أو غض النظر عنها.
ويضيف المقال: إن تركيا قد بدأت منذ عامين سلسلة من التحركات على الساحة الإقليمية والدولية. وعلى الرغم من أن تركيا كانت لها سابقاً بعض الأنشطة الواسعة في العالم، إلا أن هذه المغامرات والتحركات الأخيرة قد أوجدت بعض التغييرات انعكست نتائجها على الشعب التركي.
وأشار المقال إلى أن تركيا كانت قد وضعت في جدول أعمال سياساتها الدولية، بعض المناهج مثل أسلوب تقليل إثارة التوتر مع دول الجوار. وكذلك اتباعها لأسلوب الوساطة لحل القضايا المهمة في العالم مثل النزاع بين آذربيجان وأرمينيا وثم القضية النووية الإيرانية، وأخيراً تعديل علاقاتها مع الغرب فضلاً عن توجهها للشرق، وفي هذا الإطار حاولت تركيا أن توحي بأنها الحامية والداعمة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني أمام أطماع الصهاينة.
ونوهت الصحيفة إلى أن تركيا استطاعت خلال تلك الفترة أن تحقق مزيداً من المكاسب السياسية بحيث أن الشعب صوت على استمرار حكومة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها رئيس الوزراء رجب طيب إردوغان.
وأوضح المقال أن تركيا سرعان ما تحولت إلى سياسة الكيل بمكالين وتعاملت بمعايير مزدوجة مع تطورات المنطقة كالأحداث التي جرت في مصر وتونس وليبيا، حيث تدخلت في شؤون هذه الدول تحت ذريعة حماية شعوبها، فضلاًعن أنها شاركت حزب الناتو في ذبح وقتل الشعب الليبي، وفي نفس الوقت اختارت الصمت المطبق حيال الأحداث التي جرت وتجري في البحرين والسعودية!
واستنتج المقال بأن مجموع كل هذه التحركات قد كشفت حقيقة المبدأ التركي وهو سيرها جنباً إلى جنب مع الغرب والصهيونية، وتتذرع الحكومة التركية بأنها وراء تحقيق مصالح تركيا وأمنها إلا أن الشعب التركي يرى بأن هذه السياسات تعارض تطلعاته وأن هذه السياسات ماهي إلا الارتماء في أحضان الغرب، وبالتالي دفع الشعب التركي في الوقت الراهن، بالمطالبة بوضع نهاية لهذه المسيرة المخزية، ولهذا نشاهد اليوم اتساع رقعة الاحتجاجات ضد سياسات حكومة إردوغان، يوماً بعد يوم.