محلل:

كبت شعبي وسياسة خاطئة وراء الحراك التركي

الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٣ - ٠٥:٤٨ بتوقيت غرينتش

اسطنبول (العالم) 2013/6/2- اعتبر الكاتب والمحلل السياسي التركي، الحراك الواسع في تركيا والذي ابتدأ من مدينة اسطنبول بانه اتى نتيجة كبت شعبي، وليس وليد الشهر او شهرين وانما منذ سنين بسبب الممارسات السيئة والخاطئة للحكومة التركية، مشيراً الى ان الحكومة وقعت في مأزق كبير يستحيل عليها حل هذا الموضوع بتقديم اعتذار او حلول سطحية دون تلبية مطالب الشعب وخاصة القضية الكردية.

وقال بركات كار في حوار مع قناة اليوم الاحد: ان الاحتجاجات التي بدأت بالدفاع عن البيئة في ميدان التقسيم، والتي تطورت الى احتجاجات سياسية رفعت شعارات تطالب باستقالة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان، بانها رسالة واضحة لاول مرة للمعنيين وخاصة حزب العدالة والتنمية ورئيسها رئيس الوزراء ووزير الخارجية نتيجة لسياساتهما الخارجية والداخلية وممارساتهما في عدم حل اي قضية باتجاه المطالبات الديمقراطية.

واشار بركات كار الى تصريحات اردوغان بالتقليل من اهمية التظاهرات والحراك الشعبي، وقال: ان اردوغان مضطر ان يقلل من قيمة هذه المعارضة والاحتجاجات، مؤكداً ان السلطات تدرك بعمق انعكاسات هذه على الصحافة، مضيفاً "ان حزب العدالة والتنمية وقع في مأزق كبير جداً يستحيل عليه ان يحل هذا الموضوع بتقديم اعتذار او خطوات سطحية دون تلبية مطاليب الشعب وتغيير السياسات القمعية والغير ديمقراطية منذ سنوات ولحد الآن"، حسب قوله.

وبيّن انه اذا لم يتم تراجع فعلي من قبل الحكومة التركية والاعتراف بحقوق البيئة والكثير من الحقوق الاخرى التي لم يطلع عليها ولم يسمعها اردوغان، فان الامور ستتفاقم، مؤكداً ان هناك منظمات اهلية ونقابية واحزاب قوية تمهد للدخول في الانتخابات القادمة، وان الجماهير ستضع كل ما لديها من امكانيات لتلبية مطاليبها في هذا الشأن.

وشدد على ان المخرج الوحيد من هذا المأزق التي يمكن تخرج منها الحكومة التركية هي القضية الكردية والتوافق على مسار هذه القضية واتخاذ خطوات وصفها بالصميمية، محذراً الحكومة من ممارسة التضييق على تعبير الكلمة والتحرك.

وعزى الكاتب والمحلل السياسي الى خروج حركات شعبية عارمة اكثر في الاشهر القادمة، اذا ادرك الشعب ان الحكومة تماطل في القضية الكردية لكسب الوقت وانها غير جادة في حلها وتلبية المطالب.

من جانب آخر، اوضح بركات كار، ان السلطة استفزت الطائفة العلوية باطلاق اسم على جسر معلق بـ "يهود سلطان سليم"، لافتاً الى ان الحكومة لم تحترم شعور 20 مليون شخص بوضع تسمية دكتاتور قمعي قتل اكثر من 40 الف شخص من هذه الطائفة، وانه سيكون هناك تصعيد قوي ومسيرات واحتجاجات على هذه التسمية.

يذكر انه ادت الاشتباكات العنيفة بين قوات الامن ومحتجين يوم امس السبت على قلع اشجار حديقة عامة في ميدان "التقسيم" بوسط اسطنبول الى اصابة العشرات، الامر الذي اثار غضب الجماهير بالخروج في تظاهرات احتجاجية في مدن تركية اخرى طالبت باستقالة الحكومة التركية.
6/2- tok