حداد عادل: تركيز على العلاقات الدولية والمشاكل الاقتصادية

الأربعاء ٠٥ يونيو ٢٠١٣ - ٠٥:٤٠ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2013/6/5- اكد مرشح الانتخابات الرئاسية الايرانية من التيار المبدئي غلام حداد عادل، ان اولوية عمل حكومته في حال فوزه في الانتخابات، ستتركز على حل المشاكل الاقتصادية ومواجهة الحظر من خلال اتخاذ تدابير ناجعة واحتواء آثاره السلبية، مشدداً على ان من واجبات التيار المبدئي الذي ينتمي اليه، على الصعيد الخارجي تقديم نموذج يحتذى به في العلاقات الدولية، يقوم على اساس العلاقات السياسية الخالية من التسلط.

خطط وبرامج شاملة لمواجهة الحظر وخفض التضخم

وقال المرشح الرئاسي غلام حداد عادل (68 عاماً) الحائز على الماجستير في الفيزياء في مقابلة خاصة مع قناة العالم الثلاثاء: ان الاقتصاد الوطني للبلاد يتعرض لهجوم شرس من قبل الاعداء، والرأي العام الدولي يدرك حقيقة ان الرئيس الاميركي اتخذ من البرنامج النووي الايراني السلمي ذريعة لفرض حظر جائر ضد الشعب بدعم من حلفائه الغربيين.

وبين بان من الواجبات الاساسية للحكومة القادمة، وبالاخص حكومته في حال منحه الشعب ثقته، ستكون وضع خطط وبرامج شاملة لمواجهة الحظر واحتواء آثاره السلبية، وفي مقدمة هذه البرامج تثبيت اسعار صرف العمولات الاجنبية وتنظيم سوق القطع الاجنبية، والسيطرة على اسعار السلع والخدمات، وخفض معدل التضخم والتصدي لغلاء الاسعار، وتحسين ظروف العمل والتجارة.

العلاقات الخارجية والتحديات الاميركية

وحول المحاولات الغربية والاميركية لعزل ايران عن المحيط الخارجي، اكد حداد عادل الحائز على شهادة الدكتوراه في الفلسفة، ان الادعاءات والمزاعم التي يثيرها الاميركان ليست جديدة بالنسبة لنا، فهم يسعون منذ اكثر من ثلاثة عقود لعزل ايران دون تحقيق اي نتيجة، والسبب ذلك يعود لاننا نخاطب شعوب العالم بصدق وبمنطق الانسانية، وهم يستخدمون منطق القوة، وشعوب وبلدان العالم تقبل بنا على اساس افكارنا النيرة ومعتقداتنا السامية وصدقنا ومنطقنا الحق.

ولفت الى ان الولايات المتحدة التي فشلت في عزل ايران، ولن تتمكن من عزلها في المستقبل، ولا ننوي معاداة اي بلد من البلدان الذي يعادي ايران، ما عدا الكيان الصهيوني الذي لا نعترف به رسمياً، ونحن نرفض الذل ولن نسعى لظلم احد، وسياستنا الخارجية مبنية على هذا الاساس. ونحن ننوي تقديم نموذج يحتذى على صعيد العلاقات الدولية، نموذج يقوم على اساس العلاقات السياسية الخالية من التسلط.

سياسة ازالة بؤر التوتر وتعزيز العلاقات الخارجية

وشدد حداد عادل الذي ترأس مجلس الشورى الاسلامي لدورة واحدة وثلاث دورات كنائب، على انه في علاقات ايران مع البلدان العربية لا توجد اي عقبة كأداء، ليس لدينا مشاكل حدودية ولا تضارب في المصالح لا يمكن حلها، من خلال الاحترام المتبادل هو الطريق الامثل لتعزيز العلاقات مع البلدان العربية، ونحن ندرك جيداً بان اعداء الوحدة الاسلامية يتربصون بنا ويعملون على تخويف الاشقاء العرب من ايران، ونحن بكل ثقة نعلن للشعوب وللحكومات العربية بان ايران لا تشكل تهديداً لاي من البلدان العربية والاسلامية، وتعتبر ايران داعماً وسنداً لجميع الشعوب المسلمة، وان كل انجاز تحققه ايران هو مكسب للعالم الاسلامي ومن ضمنه العالم العربي.

تحديات الموضوع النووي واحقية ايران بامتلاك التقنية النووية

وحول حلحة موضوع البرنامج النووي الايراني مع الحفاظ على احقية ايران بامتلاك برنامج نووي ومواصلته، اكد المرشح حداد عادل الذي كان عضو في الهيئة المشرفة على ادارة مؤسسة الاذاعة والتلفزيون: اننا سنسعى في اطار معاهدة حظر التسلح النووي وقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية كي نثبت للرأي العام العالمي بان ادعاء الولايات المتحدة والغرب بوجود طابع عسكري لبرنامجنا النووي السلمي، هو مجرد اتهامات لا اساس لها من الصحة، وسنعمل على اثبات هذه الحقيقة عن طريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية والاوساط الدولية المختصة.

وتابع حداد عادل: اعلن قائد الثورة الاسلامية مراراً بانه يحرم انتاج الاسلحة النووية، لان القنبلة الذرية لا تمنح مالكيها الامن والاستقرار، وشاهد على ذلك بعض بلدان المنطقة التي تملك اسلحة نووية لكنها في نفس الوقت تعيش ظروفاً امنية خطيرة اكثر من باقي البلدان، مؤكداً ان ايران لا تسعى وراء السلاح النووي، وتزامناً مع مساعيها هذه لاثبات سلمية برنامجها النووي فانها ستقف بوجه اطماع الاعداء.

تحديات الفترة المقبلة واولوية الحكومة الجديدة

واكد حداد عادل الذي تقلد بعد انتصار الثورة الاسلامية منصب مساعد لوزير التربية والتعليم في حكومة المهندس بازركان المؤقتة، وبقى في هذا المنصف لمدة 11 عاماً: انه في حال انتخب كرئيساً للبلاد، فان اولوية عمل حكومته ستتركز على حل المشاكل الاقتصادية وسيبذل قصارى جهده بالدرجة الاولى لمواجهة الحظر الاقتصادي من خلال اتخاذ تدابير ناجعة لتخفيف اعباء هذا الحظر وتقليل المشاكل الاقتصادية.

وقال: ان من التحديات الاخرى التي تواجه البلاد، هو اتكاء اقتصاد البلد على عائدات النفط، وهذه هي اهم مشاكل الاقتصادي الوطني، والاعداء يسعون لفرض ضغوط عليها لاستغلال هذه الحقيقة، ولكن الشعب قادر على الحد من نفقاته من العملة الصعبة، وفي نفس الوقت استحداث اساليب جديدة وطرق لتوفير العملة الصعبة اللازمة لادارة البلاد بصورة مناسبة.

انطباق الدعاية الانتخابية مع الواقع

واوضح حداد عادل الذي يدّرس مادة الفلسفة لطلبة الدكتوراه في جامعة طهران، انه من الطبيعي ان يطلق بعض المرشحين الرئاسيين وعوداً انتخابية غير قابلة للتطبيق، وقائد الثورة الاسلامية دعا الشعب للتدقيق في شعارات المرشحين والتأكد من الشعارات العملية والوعود غير القابلة للتطبيق.

واضاف، كما اكد قائد الثورة بان احد السبل للتعرف على مصداقية المرشحين هو التأمل في شعاراتهم الانتخابية وهل ان وعودهم حقيقية ام زائفة، حيث يؤكد ويؤمن دوماً بان القانون هو الطريق الذي يحدد مسار المسؤولين والشعب.

وفيما يتعلق بتحديد اهلية المرشحين قال حداد عادل، ان الدستور الايراني منح هذا الحق لمجلس صيانة الدستور، ومن الطبيعي ان نتبع رأي وقرار مجلس صيانة الدستور، ولله الحمد فان بعد مرور اكثر من اسبوع على اعلان قرار مجلس صيانة الدستور، فان المرشحين المحترمين الذين لم تحرز اهليتهم لم يبدو اي معارضة تذكر، والجميع قبل بقرار الجهة القانونية المختصة بتحديد اهلية المرشحين، لان الامور تمت عبر سياقات القانونية.

معايير اختيار اعضاء الحكومة الذين لا ينتمون للتيار المبدئي

اكد المرشح حداد عادل العضو السابق في مجمع تشخيص مصلحة النظام، ان معيار اختياره لاعضاء ووزراء الحكومة سوف لن يكون على انتمائهم لجهة معينة او حزب سياسي معين، بل ان معياره في انتخاب اعضاء الحكومة سيكون على اساس كفاءاتهم وثوريتهم والتزامهم بالدستور واشتراكهم الفكري والمنهجي مع رئيس الجمهورية، لافتاً الى انه اذا كانت نظرة احد الوزراء للامور تتعارض مع رئيس الجمهورية، فمن الطبيعي ان تبقى الامور معطلة، واعتبر تطابق وجهات النظر بين الوزراء ورئيس الجمهورية شرطاً اساسياً، بالاضافة الى نزاهتهم واخلاقهم العالية والتزامهم بالقيم الثورية واتباعهم وجهات نظر قائد الثورة الاسلامية.

ادعاءات وسائل الاعلام الغربية

وفند حداد عادل ادعاءات بعض وسائل الاعلام الغربية، بان بعض هؤلاء المرشحين هم قريبون من قائد الثورة ودخلوا المعترك الانتخابي بالتنسيق معه ويحظون بدعمه، واكد، انه دخل السباق الانتخابي بدون اي تنسيق مع قائد الثورة، وكانت نسبة قائد الثورة اليه كنسبته الى سائر المرشحين.

وحول انسحابه في الفترة المقبلة من السباق الرئاسي لصالح آخرين، قال ان الظروف الحالية تحتم عليه البقاء والاستمرار في المنافسة الى آخر المطاف، الا ان تستجد مصلحة اخرى.

واشار حداد عادل الذي ترأس لسنوات عديدة مركز اللغة والادب الفارسي بالاضافة الى منصب المدير التنفيذي لمؤسسة دائرة المعارف الاسلامية، الى انه دخل المعترك والسباق الرئاسي ضمن تحالف ثلاثي وهو التحالف التقدمي مع محمد باقر قاليباف وعلي اكبر ولايتي.
6/5- tok