المرشح الرئاسي رضائي: تطوير الاقتصاد والسياسة الخارجية اهم الاولويات

الجمعة ٠٧ يونيو ٢٠١٣ - ١٠:٠١ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏07‏/06‏/2013 – أكد مرشح الإنتخابات الرئاسية الإيرانية المستقل محسن رضائي أن أهم أولوياته في حال فوزه في الإنتخابات هو تحقيق تطورات وتغییرات کبیرة في إقتصاد البلاد، والعمل على ایجاد أجواء جدیدة في السیاسة الخارجیة للبلاد، وتخفيف الحظر المفروض على إيران تدريجيا وإزالته.

دخوله السباق الرئاسي بصفة مستقل

وقال المرشح للانتخابات الرئاسية الايرانية محسن رضائي لقناة العالم الاخبارية الخميس إنه دخل السباق الرئاسي بصفته مستقلا ولم يدخل التحالفات الموجودة، وإنه يسعى إلی الإستفادة من قدرات كل المجموعات والتیارات، لأن الأوضاع السیاسية والإقتصادية في ایران وصلت إلی مرحلة تتطلب الإستعانة بجمیع القوی والتیارات السیاسیة.

وأضاف: لدي شرطان لتشکیل حکومتي، الأول وهو أن یتمتع الأشخاص الذین یرغبون في دخول الحکومة بالقدرات والکفاءة اللازمتین، وثانیا أن یقبلوا بالنظام وقائد الثورة الإسلامیة، سواء کانوا من المبدئیین أم الأصولیین، وسنعین أعضاء الحکومة من خارج الأجنحة السیاسیة. أما بالنسبة لي شخصیا فما یهمني هو مشارکة أفراد نشطین یملکون القدرات اللازمة والکفاءات کي ندیر البلاد بقوة وقدرة أکبر.

التركيز على الإقتصاد

وقال رضائي: کوني رجلا متخصصا في الإقتصاد، فالبرامج التي وضعتها في الإعتبار للإقتصاد الایراني ستکون بمثابة ثورة في الإقتصاد، ونسعى لتحقيق تطورات وتغییرات کبیرة في إقتصاد البلاد. 

وأشار الى أنه سيغیر الإقتصاد الذي كان يعتمد علی النفط فقط إلی إقتصاد یعتمد علی المحاصیل والمنتجات الزراعية والصناعية ومن قطاع السياحة، وكذلك توسيع إستغلال المناجم وإستخراج المعادن بنفس نسبة الإستثمار في النفط. 

وتابع: كما يجب إصلاح أسواق المال والإستثمارات في إيران، وكذلك فأن التجارة في ایران تمتلك قدرات هائلة للتطور والنمو، سواء في المنطقة أو العالم. وعلی الرغم من أننا نتعرض لحظر إقتصادی، إلا اننا نمتلك فرصا جیدة، لكن الموضوع الأساس لدینا هو الإنتاج الوطني، وإيران تمتلك قدرات وطاقات ومیزات کبیرة في المدن والمحافظات المختلفة، ويجب إستغلالها والإستفادة منها. 

وأوضح رضائي أنه سيقوم بإنشاء ولایات إقتصادیة، کخوزستان وآذربایجان وسیستان وبلوشستان، وكذلك إعداد إدارات وبرامج إقتصادیة لإخراج إقتصاد البلد من الإعتماد علی مصدر واحد. 

وأشار الى أن التحول الآخر في الإقتصاد سیشمل الحکومة نفسها، مبينا أنه سيعمل على سحب أي تدخل للحکومة في الإقتصاد ليكون الإقتصاد شعبيا سواء عن طریق القطاع الخاص أو الجمعیات التعاونیة أو البیع والشراء عن طریق منتجات المنازل، قائلا إنه سينطلق بإتجاه تحقیق إنجاز إقتصادي کبیر في ایران. 

تطوير الإقتصاد وتفادي الحظر

وأوضح أن الحظر على إيران يستهدف مسألتین بصورة رئیسة، الأولى بيع النفط، والثانیة تحویل عائدات النفط، مبينا أن إقتصاد إيران معرض للأذی بسبب إعتماده علی النفط فقط، وأنه حین توفر صادرات کبیرة من خارج القطاع النفطي وإزدهار الإنتاج الوطني الداخلي بنوعیة أفضل وبجودة أکبر، عندها لا يمكن للحظر أن يتحول إلی مانع أمام إقتصاد البلد. 

واضاف رضائي: نحن لانرید أن نستمر في الحظر إلی الأبد، سوف نعمل علی ایجاد أجواء جدیدة في سیاساتنا الخارجیة وعلاقاتنا الدولیة، سواء علی مستوی المنطقة أم العلاقات الخارجیة، وسنبدأ بخطوة جدیدة تؤدي إلی تخفیف الحظر یوما بعد آخر، وإزالته من طریق الشعب الایراني. 

البرنامج النووي الإيراني

وقال رضائي: وصلنا إلی معادلات مفادها أنه یمکننا البدء بسياسة جدیدة مستمرة نتمکن من خلالها تبدید القلق الدولي، وفي نفس الوقت نتمسك بالقیم والمبادئ الثوریة والمصالح الوطنیة. 

وتابع: ايران اجرت محادثات واجتماعات عديدة حول البرنامج النووي، هناك طریق للحل نتوصل من خلاله إلی تفاهم مع المجموعة 5+1 کي یصبح طریق الملف النووي سالکا للعالم من ناحیة، ومن ناحیة أخری ألا نفقد ما أنجزناه خلال هذه الأعوام. 

العلاقات الإيرانية العربية

وأشار رضائي الى أن الغرب وعلی رأسه الولایات المتحدة، لایرید أن تجلس إيران مع دول المنطقة بدون النظام الصهیوني، قائلا إنه في حال فوزه في الإنتخابات وشكل حكومته فسيعمل على تنظیم لقاء لرؤساء دول المنطقة، وسيبدأ بإرساء قواعد للتعاون الجماعي، فحتی هذه اللحظة لم یکن تعاوننا بصورة جماعیة، حيث أن إيران تعمل لوحدها، وکذلك الحال مع مصر والسعودیة وترکیا. 

وأضاف: نرید أن نختبر تعاونا جماعیا للمرة الأولی، ویمکننا تسمیة هذا التعاون بالأمن والتطور، وعلی هذا الأساس، فالجمیع بحاجة إلی الأمن، کما أننا جمیعا بحاجة إلی التطور والنمو،. لذلك لایوجد أي دلیل علی نبذ التعاون الجماعي، فالعرب هم أشقاؤنا، ولا معنی لوجود الخلافات والفروق، فهناك أهداف مشترکة کبیرة إلی حد أن هذه الخلافات لا تعتبر شیئا یذکر أمامها. 

الشأن السوري

وحول الأزمة في سوريا والخلاف الدولي حولها، قال رضائي إنه سيقترح تشكيل مجموعة "5+3"، خمس دول جارة لسوریة، أي ترکیا والعراق والأردن ولبنان وفلسطین، إضافة إلی ایران والسعودیة ومصر، ومراقبة الأوضاع وخاصة الإجتماع الذي سیضم الشعب السوري والحکومة السوریة والمعارضة السوریة فقط، مع إستبعاد غیر السوریین. 

وصرح: في الحقیقة، إن إجتماع الحکومة مع ممثلي الشعب والمعارضة سیترکز علی برنامج محوره الدیمقراطیة والإنتخابات، بینما تقوم المجموعة "5+3" بمراقبة هذه التطورات، أي أننا سنقدم المساعدة کي تقوم هذه الجهات الثلاث بإصلاح الوضع الداخلي في بلادهم من حیث الدیمقراطیة. 

وأكد رضائي أن الأزمة السوریة تتطلب تعاونا جماعیا للوصول إلی حل لها، معربا عن إعتقاده بإمکانية حل هذا الموضوع وإنهاء الصراع الجاري. 

مزاعم أن الحرس الثوري الإسلامي يهيمن على مفاصل الدولة الحساسة

وأوضح رضائي أن الإقتصاد الإيراني لم يكن في حال جيدة بعد إنتهاء الحرب المفروضة علی الجمهوریة الإسلامیة في ایران، بسبب مهاجرة العدید من الکفاءات والمقاولین إلی خارج البلاد، وفي نفس الوقت كانت القوات المسلحة الایرانیة تمتلك أکثر من خمسة أو ستة آلاف من المتخصصین في الهندسة. 

وقال: لو حدث وأن بقي هؤلاء المتخصصين في الوات المسلحة عاطلین عن العمل لتلقت البلاد ضربة لن تعوض، إضافة إلی أن المعدات الهندسیة التي کانت بحوزة هؤلاء کانت ستتلف بمرور الزمان، وعلی هذا الأساس، فقد طلبت الحکومة من قیادة قوات الحرس الثوري تقدیم ید المساعدة. 

وتابع: تم تنفیذ العشرات من الطرق والجسور والسدود في البلاد، لکن بعد فترة من تلك الخطوة، کان لابد أن یتحول الإقتصاد إلی إقتصاد شعبي، فمنذ عام 2005، أي عندما تم إبلاغ الجمیع في البلاد بسیاسة البند رقم 44 في الدستور، کان یجب علی الموظفین الحکومیین، سواء العسکریون منهم أم المدنیون، أن یخرجوا بالتدریج وبهدوء من الإقتصاد الوطني، ویصبح الإقتصاد بأیدي الشعب. 

وأكد رضائي أنه سيواصل العمل على إخراج الموظفين الحكوميين من الإقتصاد، لیبدأ الشعب بإدارة أمور إقتصاده بنفسه. 

مميزات حكومة رضائي في حال فوزه بالإنتخابات

وأوضح رضائي إنه متخصص في الإقتصاد ولديه برامج لتغییر بنیة الإقتصاد، وأنه سيوجه الإقتصاد الایراني صوب الإنتاج والإستثمارات، وسيهتم بالأسواق والقطاع الخاص بصورة جدية. 

وصرح: شعاري هو "السلام للحیاة"، وخلال الأعوام الأربعة القادمة سینصب إهتمامنا علی الناس، وسنوفر فرص العمل للأفراد، ونعمل علی حل مسألة غلاء الأسعار، ورفع المستوی المعیشي للأفراد، وسنعمل علی تقویة مستویات الحیاة ورفعها، کما سنأخذ موضوع الصحة والسلامة بصورة جدیة إلی جانب الإهتمام بموضوع الأخلاق في السیاسة والحفاظ علی الهدوء والطمأنینة في المنازل وداخل العائلة. 

مواجهة التحديات التي تواجه إيران

وأكد رضائي أن الحکومة التي سيترأسها ان فاز بالرئاسة ستعمل علی وضع السلام والأمن في المنطقة نصب عینیها، مشيرا الى ان ايران تواجه تحدیات عدیدة في أفغانستان والبحرین والعراق وسوریا، قائلا: لا توجد منطقة في العالم تضاهي منطقتنا في عدم الإستقرار وفقدان الأمن. 

وأشار الى أنه سيسعى الى التعاون مع دول المنطقة من أجل إعادة الأمن والإستقرار إلیها، وتقویة السلام والصداقة والتنمیة والتطور، قائلا إنه ليس قلقا علی المستقبل علی الإطلاق، وأنه يأم بأن تتجه المنطقة صوب الأمن والإستقرار. 

وقال رضائي: في فترة وجودي في سدة الرئاسة، سوف یتبلور أفضل وضع للأمن والإستقرار في منطقتنا، کما أن سنمنح التعاون في جمیع المجالات والصداقة دفعة قویة لتتقدم الى الأمام. 

القوميات في إيران

ووصف رضائي الحكومة التي سيشكلها في حال فوزه في الإنتخابات بأنها حكومة شاملة، مؤكدا أنه سيمنح أدوارا في الحكومة لجمیع القومیات الایرانیة، مشيرا الى وجود قادة کبار من محافظة خوزستان خلال فترة الدفاع المقدس. 

وأضاف: الشهید السعید علي هاشمي على سبيل المثال، الذي یعتبر أحد الأبطال الوطنیین في ایران، کان ینحدر من "دشت آزادکان"، كذلك الأدمیرال شمخاني، الذي کان وزیرا لدفاع الجمهوریة الإسلامیة في ایران لأعوام طويلة، وقبلها کان أحد قادة الحرس الثوري الممیزین، کما کان قائدا للقوات البحریة في الجیش، ولاحقا أصبح وزیرا للدفاع. هذان الشخصان من العرب، وقد تبوءا مناصب مهمة جدا. 

وتابع: أما المناصب السياسية، فلیس العرب وحدهم، بل أکثر القومیات الایرانیة، لم تتمکن من الحصول علی دور فاعل، وعلی الأخص في منطقة زاکروس وجنوب البلاد، اللتين لم تحصلا علی الفرصة المناسبة، وسأطلب في حکومتي القادمة من جمیع القومیات الحضور والتواجد في المیدان کي نستفید منها، وسأعمل على تطبيق العدالة السیاسیة والإجتماعیة في إدارة أمور البلاد. 

سيرته الذاتية

المرشح الرئاسي محسن رضائي ينحدر من محافظة خوزستان جنوبي البلاد والتي تحوي على نسبة كبيرة من العرب ومن مواطني لرستان، ولد في مدينة مسجد سلیمان وترعرع في مدینة أهواز، وإلتحق بالمعهد الفني التابع لشرکة النفط في أهواز. 

وفي عام 1972 أنشأ مجموعة سیاسیة حملت إسم "المنصورون". وبعد ذلك بعام ألقی النظام الملکي القبض عليه ولم يکن قد أنهى دراسته الثانویة حینها. 

وبدأ رضائي تدریجيا بتوسیع حرکته خارج حدود محافظة خوزستان، حیث وصل إلی سبع محافظات وسبع عشرة مدینة. 

وحتى عام 1980 کان مستمرا في نشاطه السیاسي، وبعد أن أصبحت أوضاع البلاد غير مستقرة، وكانت هناك محاولات لتنفیذ إنقلاب عسکري، وشروع المنافقين في حمل السلاح، ودخول جیش نظام صدام الى ایران من الحدود الغربیة، ترك السیاسة وإرتدى الزي العسکري، حیث أصبحت لاحقا قائد قوات الحرس الثوري لمدة ستة عشر عاما. 

وعمل علی تحویل قوات حرس الثورة إلی عدة قوی کبیرة، حیث أنشأ فرقا متعددة، وبسبب دوره المهم في إدارة الحرب والمعارك، لم يتوقف عن أداء أنشطة سیاسیة مختلفة. 

وبعد أداء دوره في قوات حرس الثورة، إلتحق بمجمع تشخیص مصلحة النظام، حیث قام بإدارة لجنة السیاسات الکبیرة للإقتصاد. وقام بتأیید سیاسة البند رقم 44 في الدستور، حیث قدمه لقائد الثورة الإسلامیة الذي أدخل بدوره التعدیلات اللازمة علیها، وأیدها وأعلم القوی الثلاث في البلاد بضرورة تطبیقها. 

AM – 06 – 20:58