أهمية ايران ودورها المحوري

أهمية ايران ودورها المحوري
السبت ٢٢ يونيو ٢٠١٣ - ٠٥:٥٦ بتوقيت غرينتش

لا يمكن للعالم أن يتجاهل دور ايران المحوري في حل قضايا المنطقة وما يمكن أن تقوم به من عمل ايجابي وبنّاء لاقرار السلام والامن لا في منطقة الخليج الفارسي فحسب بل في منطقة الشرق الاوسط.

الانتخابات الرئاسية في ايران ، تمخضت عن انتخاب حسن روحاني رئيسا فاز في الجولة الاولى من الانتخابات وحصل على اكثر من /618مليون صوت وهذا ما يؤهله  للقيام بدور فعال في حل قضايا الداخل وتطوير علاقات ايران مع الخارج .وبانتخاب روحاني سيكون الدور الايراني أكثر فعالية على الصعيد الخارجي لا سيما وانه اعلن سياسة بلاده الخارجية وتمنى ان تتطور علاقات ايران مع جميع دول العالم .

هناك جهات ودول تتجاهل الدور الايراني في حل قضايا المنطقة ولا تريد  اشراك ايران فيها بسبب  خوفها من تعاظم الدور الايراني يوما بعد اخر، وتراجع دورها  ، ولكن الوقائع على الارض تشير الى ان حل قضايا المنطقة دون حضور ايران لا يمكن ان يتحقق وهذا ما اشار اليه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بعد اجتماع قمة الدول الثماني الصناعية في ايرلندا الشمالية الذي تمنى على الرئيس الايراني  المنتخب حسن روحاني الاضطلاع بدور فعال لحل الازمة السورية  .

الشيخ روحاني رأى بان "القرار النهائي في حل الازمة السورية يعود إلى الشعب السوري"، مشدداً على ان "إيران تعارض الارهاب والتدخل الاجنبي والحرب الاهلية وتؤكد على ضرورة حل الازمة السورية وعودة الأمن والاستقرار الى هذا البلد لما هو في مصلحة الشعب السوري وذلك بمساعدة دول المنطقة". وأشار إلى أن الشعب الإيراني قلق حيال الحرب في سوريا ويرفض التدخل الأجنبي وأضاف: "الحكومة السورية حكومة شرعية قانونية وستبقى حتى انتهاء فترتها".

أما العلاقات الايرانية الامريكية فكانت محور اسئلة الصحفيين للرئيس الايراني المنتخب في أول مؤتمر صحفي يعقده بعد انتخابه فقد صرح الرئيس  روحانی ، أن "قضية العلاقة بين ايران وأميركا مسألة معقدة وليست بسيطة وسهلة وهي جرح قديم يجب أن نجد له حلاً"،مضيفا : "نحن لا ننوي الاستباق للتجاذب والمواجهة، فالعقل السليم يحكم بأن الشعبين والبلدين يجب ان يفكروا بمستقبلهم أكثر وأكثر ويجدوا حلاً لمسائل سابقة، ولكن أي حديث مع اميركا يجب ان يكون من خلال الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وان يكون هناك تساوٍ، وأن يكون هناك ظروف ملائمة".وقد أبدى الرئيس الامريكي باراك اوباما تفائلا حذرا بفوز روحانی فی الإنتخابات الرئاسة الإیرانیة مؤكدا بأن هذا الفوز قد یفتح آفاقا جدیدة وفرصة لإیجاد حل للنزاع بشأن البرنامج النووی الإیرانی ولكن الرئيس الامريكي بعث باشارات الى ايران لبدء حوار ثنائي بين البلدين بعد فوز الرئيس روحاني كما ذكر وزير الخارجية الايراني على اكبر صالحي .

انتخاب الرئيس حسن روحاني أثار ردود افعال ايجابية بين المسؤولين الاوروبيين ، الذين هناوا الرئيس المنتخب متمنين بدء حوار ايجابي بين ايران والبلدان الاوروبية خاصة وان فتح صفحة جديدة في العلاقات الايرانية الاوروبية سيحقق للجانبين فوائد ومنافع جمة ، ولكن الرئيس المنتخب يرى بان "الحظر المفروض على ايران من قبل بعض الدول الغربية هو حظر جائر لأن الشعب الايراني لم يفعل شيئاً ليستحق هذا الحظر"، مشيراً الى أن "المستفيد الوحيد من الحظر على ايران هو الكيان الاسرائيلي".

الرئيس روحاني له وجهة نظر بشان العقوبات المفروضة على ايران إذ يقول : "سنقوم بخطوتين لإنهاء العقوبات، الأولى هي اننا سنضاعف الشفافية في برنامجنا النووي، والثانية تعزيز الثقة بين ايران والمجتمع الدولي، وبعبارة أخرى سنعمل على رفع الحظر باتباع سياسة خطوة خطوة".

هذا في وقت لايزال فيه العديد من دول الخليج الفارسي مترددا تجاه نتائج الانتخابات الرئاسية الايرانية والموقف الذي يتوجب عليها اتخاذه ولكن هناك رد فعل ايجابي من جانب المملكة العربية السعودية تجاه انتخاب الرئيس روحاني .فقد أشار الرئيس روحاني الى ان ايران تتطلع لان تكون لها علاقات طيبة مع جميع دول الجوار لاسيما المملکة العربیة السعودية ونقل عن مسؤول سعودي قوله :إن ‘المملكة تؤيد أن تكون العلاقات مع إيران علاقة طبيعية يسودها الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى والسعي إلى الحفاظ على مصالح الدول وأمنها واستقرارها’وأضاف ‘إذا كان هذا ما يهدف إليه الرئيس روحاني وما يسعى إلى تحقيقه فنحن نؤيده وندعمه ونبارك له هذا التوجه.

ان السعودية لا يمكنها ان تتجاهل الدور الايراني في المنطقة مهما بلغت الخلافات بين البلدين ، كما ان ايران تعتبر السعودية احدي الدول المؤثرة والفاعلة في المنطقة ولا يمكن أن تتجاهل دورها ، فتحسن العلاقات بين البلدين سينعكس ايجابا على الاوضاع في المنطقة وسيساعد على حل العديد من الازمات التي لا تزال عالقة منها الازمة السورية ، إذ ان التعاون بين ايران والسعودية سيكون الخطوة الاولى  للتفاهم بين الجانبين حول الازمات ، وان تصريحات الرئيس الايراني المنتخب ستطمئن دول الجواروتشجعها على  فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع ايران .

*شاكر كسرائي