الرابحون والخاسرون من عملية نقل السلطة في قطر

الرابحون والخاسرون من عملية نقل السلطة في قطر
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣ - ١٠:٢١ بتوقيت غرينتش

انتهت عملية نقل السلطة في قطر يوم الثلاثاء الماضي، واصبح الشيخ تميم بن حمد هو الامير الحاكم واصبح والده "سمو الامير الوالد".

وشكل الامير تميم حكومته الجديدة وعين رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية بدلا من الشيخ حمد بن جاسم الذي حذف اسمه من مواقع الحكومة القطرية وليس معروفا اين يعيش هو الآن لأن توجيهات صدرت الى وسائل الاعلام القطرية بتجاهله بصورة كاملة وعدم ذكر اسمه ضمن الشخصيات التي لعبت دورا كبيرا في تاريخ قطر وابرز مؤشر على التجاهل التام لرئيس الوزراء السابق عدم الاشارة اليه في قناة الجزيرة القطرية التي كانت تتلقى أوامرها وسياستها منه شخصيا.
فالخاسر الاكبر من عملية نقل السلطة في قطر هو رئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم بن جبر.
فالشيخ حمد بن جاسم قام بدور المحرض الأول على الثورات في المنطقة وجند الشباب من البلدان العربية والاوروبية والاسيوية للقتال ضد الانظمة في دول المنطقة والذي اعتبر نفسه العراب الاول والمدافع عن الديمقراطية في العالم العربي بينما لم تر بلاده أية انتخابات طوال حكم ال ثاني. ويبدو ان الشيخ حمد بن جاسم قد قام بمهمته التي وضعتها الولايات المتحدة على عاتقه خير قيام ، وعندما انتهت مهمته رمي في سلة المهملات. 
فقد اصدرت الصحف القطرية ملاحق خاصة بمناسبة العيد الوطني وامتلأت بصور الامير القديم والجديد  وتصريحات كبار المسؤولين وقد خلت تماما من أية صور أو اشارة أو تصريح او ذكر لرئيس الوزراء السابق الشيخ حمد بن جاسم ، مما يشير الى استبعاده عن دائرة الضوء في الدوحة.
ومن التغييرات التي قامت بها الإرادة الأميرية القطرية هي حذف التعريف بالشيخ حمد بن جاسم من موقع الديوان الأميري ووضع صفحته تحت الإنشاء. كما تم تغيير التعريف به من سمو الشيخ الى معالي الشيخ. وكانت اتهامات على مواقع الانترنت أشارت الى أن الشيخ حمد بن جاسم يقف وراء شبكة تم اعتقالها في السعودية والإمارات بتهم تتعلق بتنفيذ عمليات ارهابية.
وتقول معلومات صحفية ان الشيخ حمد بن جاسم يخضع الان للتحقيق في الدوحة، لكن هذه المعلومات غير مؤكدة..
وتفيد مصادر صحفية الى ان غياب حمد بن جاسم يثير قلق الإخوان المسلمين في المنطقة لعلاقاته القوية بهم ولتبنيه مشروع تجسير الفجوة بينهم وبين الولايات المتحدة وتقديمه لهم في البيت الأبيض، وخاصة تبنيه الدعم المالي والاستثماري للتجربتين الإخوانيتين في تونس ومصر، وغيابه قد يطيح بكل أحلام الإخوان في حكم المنطقة.
أما الرابحون في عملية نقل السلطة فهم: الولايات المتحدة وهي التي اقترحت على الشيخ حمد التنازل عن الحكم لابنه كما ذكرت اوساط غربية. والرابح الثاني هو ولي العهد والامير الحالي الشيخ تميم . والرابح الثالث هو زوجة الامير الشيخة موزة الذي يشير العديد من المراقبين بأنها هي وراء فكرة نقل السلطة الى ابنها خوفا من احتجاج الأبناء الآخرين للامير وهم كثر ومعارضتهم لنقل السلطة لاخيهم الذي يبلغ من العمر 33 سنة.
وتفيد تقارير موثوقة ان حكومات في دول مجلس التعاون تخشى من تدخل امريكي جديد في المنطقة ،  للاطاحة بحكومات لا ترضى عنها الولايات المتحدة وان يكون مصيرها كمصير الامير السابق لقطر حمد بن خليفة ال ثاني.

*شاكر كسرائي