الشحن المذهبي شريك أساسي بجريمة قتل حسن شحاتة

الشحن المذهبي شريك أساسي بجريمة قتل حسن شحاتة
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣ - ٠٣:٣٢ بتوقيت غرينتش

يؤكد حزب العمل المصري أن الجريمة البشعة التى جرت في أبي النمرس ضد مواطنين من أتباع اهل البيت عليهم السلام وعلى رأسهم الشيخ الأزهري حسن شحاته إساءة بالغة للاسلام ولمصر .

وقد جمعت الواقعة بين عدة جرائم كبرى : إقتحام مسكن شخصي له حرمة ، سحل مواطنين عزل حتى الموت ، قتل 4 وإصابة آخرين ، التمثيل بالجثث ،أما السب والقذف فقد أصبح هينا إذا قورن بكل هذه البشاعات التى لايعرفها تاريخ مصر .

ونحن إذ نتهم فلول النظام السابق وأجهزته الأمنية باعتبارها المسؤولة عن معرفة وتحريك مجموعات البلطجية ، وباعتبارها العمود الفقري لكل عمليات الفوضى والعنف التي تشهدها البلاد فإن هذا لايعفي بعض العاملين تحت الراية السلفية من المسؤولية المباشرة عن هذه الجريمة لأنهم دأبوا في السنوات الأخيرة على الشحن الطائفي ضد الشيعة بدون تمييز بين طوائفهم وقواهم ومواقفهم السياسية ، وركزوا على تكفيرهم رغم أنهم يؤدون الفرائض الخمس ومن بينها أداء فريضة الحج وما يتطلبه ذلك من دخول مكة المحرمة على الكفار و المشركين ، وهو مايعني إجماع المسلمين على إسلامهم ( الجعفرية الاثنى عشرية ) عبر القرون ، وهو مايعني موافقة السلطات السعودية ومع ذلك ترعى هذه الحملات التكفيرية للشيعة ، رغم وجود مواطنين شيعة يمثلون أغلب سكان شرق المملكة وعددهم قرابة 4 ملايين . والحقيقة فإن الهدف من ذلك ضرب إيران وحزب الله باعتبارهما خطرا على اسرائيل ، وهذه هي السياسة الأمريكية والاسرائيلية المعلنة . ليس لحماية اسرائيل فحسب بل من أجل تفتيت الأمة العربية والاسلامية إلى مزيد من الدويلات المتناحرة .
إن القرآن الكريم يعلمنا أن القتل مشروع فى حالتين فقط : القتل – الفساد في الأرض ( من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ). أي لايوجد قتل مشروع على أساس الفكر والاعتقاد وإلا تحولت الدنيا إلى غابة وإلى بحار من الدماء . وهذا ماحدث فى أوروبا فى حروبها الدينية بين البروتستانت والكاثوليك.
يجب على عقلاء الأمة أن يتصدوا لغلاة المتطرفين والحمقى على الطرفين الشيعي والسني . ويجب أن يكون واضحا أن الخلافات جوهرها سياسي وليس مذهبيا . من لايعرف الواقع لا يصلح للعمل السياسي أو الدعوي . من لايعرف أن الخطر الرئيسي على أمة العرب والاسلام هو الحلف الصهيونى- الأمريكى فهو إما ساذج لايصلح للعمل السياسي أو الدعوي أو ضالع ومتواطىء من خلال دول الخليج (الفارسي) التى تنفذ جدول أعمال أمريكي صهيوني باسم السنة . واسرائيل تتحدث عن التحالف مع السنة ( تقصد الأنظمة العميلة في الدول السنية ) ضد الشيعة الذين يحاربون إسرائيل .
إن إيران وحزب الله وبالوقائع المعروفة وبالأرقام وبمستندات العدو والصديق هي الطرف الداعم الرئيسي إن لم يكن الوحيد للمقاومة المسلحة ضد اسرائيل فى غزة وفلسطين المحتلة ولبنان . وايران تسلح وتدعم المقاومة الافغانية ضد الاحتلال الأمريكي ( أخيرا زار وفد من طالبان ايران زيارة رسمية معلنة ) وفي السنوات الأخيرة للاحتلال العراقي تم تأسيس مقاومة شيعية فى جنوب العراق وعملت بكثافة ضد القوات البريطانية والأمريكية ( عصائب الحق ) . وكانت تمد المقاومة السنية بالسلاح بصورة غير مباشرة . ومع ذلك اختلفنا مع السياسة الايرانية في العراق في المرحلة الاولى للاحتلال الأمريكى وهذا معروف ومنشور . ومعروف أن إيران كانت هي الطرف الأساسي الذى كان يهرب السلاح لمجاهدى البوسنة فى ظروف بالغة الصعوبة وقد أعلن على عزت بيجوفيتش زعيم البوسنة الراحل عن ذلك فى سراييفو وقال فى حضور مندوب السيد خامنئي : لولا ايران لضاعت سراييفو .  والبوسنة سنة وغزة سنة وكل فلسطين سنة وأغلب لبنان غير شيعة . المقصود أننا نتفق ونختلف مع السياسات الايرانية باعتبارها سياسات بغض النظر عن الموقع المذهبي ، كما يحدث مع كل دول العالم الاسلامى وغير الاسلامى . فحلفاؤنا فى الصراع ضد الحلف الصهيو أمريكى يمتدون من كوريا الشمالية ، إلى الصين وروسيا وماليزيا إلى السودان وفنزويلا وكوبا والبرازيل وجنوب إفريقيا والاكوادور وبوليفيا . ومع الأسف ليس من بين هذا الحلف دول الخليج (الفارسي) المحتلة من الأمريكان .
إن إلتزام إيران بالقضية الفلسطينية مسألة لا مراء فيها ، ومن لايعجبه ذلك من الدول العربية ، فليتفضل ويدعم المقاومة بالسلاح المتطور والصواريخ وينافس إيران فى هذا الصدد . والحقيقة فإن المد الشيعي أتى وسيأتي من تخاذل حكام السنة وعدم وجود نظام سني مجاهد ضد اسرائيل وأمريكا ينافس النظام الايرانى في هذا الخير . أما الخلافات بين مدرسة الخلفاء (كما يسمينا الشيعة ) ومدرسة الإمامة ( اعتبار أن الله قد افترض الوصاية بعد الرسول في آل البيت ) فالله يفصل بيننا يوم القيامة فيها . أما الذي سنأثم عليه بصورة مؤكدة الآن فهو موالاة أعداء الله ، وترك الأقصى فى يد الصهاينة مهددا بالهدم والاقتحام كل يوم ، وترك الأرض التى بارك الله حولها فى قبضتهم . وترك الأمريكان ينهبون ثرواتنا ، وينتهكون أعراضنا ويحتلون أراضينا ويقتلون المسلمين السنة كل يوم فى أفغانستان وباكستان واليمن والصومال بطائرات بدون طيار  .
وفي كل الأحوال كان من المفترض أن تنأى مصر بنفسها عن مستنقع فتنة السنة والشيعة لأن مصر سنية والحديث عن مخاطر المد الشيعي تهويل عجيب يعكس عدم ثقة بالنفس ، وكأن موقفنا العقائدي هش وهزيل إلى حد أن يأتي سائح إيراني لمدة 5 أيام فيشيّع المصريين جميعا ، رغم أنه لايتحدث العربية !! هل يوجد استهزاء بأنفسنا أكثر من ذلك . وفي أى مكان فى العالم أصبحت السياحة ترتبط بالعقائد . إذا حدث ذلك انتهت صناعة ومهنة السياحة ولقبع كل شعب في مكانه ، ولقبعت كل طائفة فى مكانها داخل الوطن الواحد . فمثلا يحظر على اللبناني الشيعي المقيم بالضاحية الجنوبية في بيروت من زيارة بيروت الشرقية أو مواضع الجبل التي يوجد فيها مسيحيون أو دروز والعكس بالعكس . ويحظر على السعودي الشيعي المقيم فى شرق المملكة أن يزور جدة . أرأيتم كيف أضحكتم العالم علينا . وجعلتم مصر أكثر شعوب العالم تخلفا . رغم أننا نحن الذين علمنا العالم التسامح والحضارة والاستيعاب الانسانى . نحن الذين حولنا الخواجه كوستا اليونانى إلى مصري أصيل يقيم فيها ويحبها أكثر من اليونان . نحن الذين أدخلنا أعداءنا فى ديننا ، حتى يروي التاريخ أن الاسكندر الأكبر آمن بآمون ودفن في مصر .
كان يتعين لمصر أن تنأى بنفسها عن الفتنة الطائفية المذهبية لأن مصر دولة أم وكبيرة والمفترض أن تكون فى موقف الحكم والقائد والمايسترو فى المنطقة ، أن تقوم بدور فض المنازعات ولم الشمل . لامجرد رقم فى الأجندة الأمريكية كما هبط بها حكم المخلوع .
من الأفضل لمصر أن تعود للمبادرة الأولى للرئيس مرسي لأن هذا هو التوجه الاقليمي والعالمي وأيضا توجه المعارضة السورية الشريفة ، والمبادرة ستؤدي بطبيعة الحال لتغيير النظام السوري عبر مرحلة انتقالية تحقن الدماء .
ليس هذا كل الكلام في هذا الموضوع الخطير: استباحة دماء الشيعة فى مصر والفتنة الطائفية فى عموم المنطقة لأن هذه هي الخطة الامريكية الصهيونية للمنطقة التي بدأت والتي لم تنته فصولا ، ولابد من مواجهتها . وهي في مصر جزء لايتجزأ من مؤامرة تفكيك مصر وتحويلها إلى دولة فاشلة ، فهذا أفضل لهم من أن تكون دولة قوية أو اسلامية .


مع بعض التلخيص ... بقلم مجدي احمد حسین رئیس حزب العمل في مصر