مجلة در شبيغل الالمانية:

واشنطن تتجسس على الاتحاد الأوروبي ومؤسساته

واشنطن تتجسس على الاتحاد الأوروبي ومؤسساته
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٣ - ٠٨:٥٢ بتوقيت غرينتش

قالت مجلة "دير شبيغل" الألمانية السبت إن وكالة الأمن القومي الأميركية تتجسس على الاتحاد الأوروبي ومؤسساته في كل من أوروبا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، مما مكنها من التنصت على محادثات سرية والاطلاع على وثائق ورسائل إلكترونية خاصة بالاتحاد.

واستندت المجلة -في تقرير لها يتضمنه عددها الذي سيصدر الاثنين- إلى وثائق سرية شارك في جمعها المستشار السابق في الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن، مشيرة إلى أن وثيقة محددة صنفت "سرية للغاية" -يرجع تاريخها إلى سبتمبر/أيلول 2010 وتمكن صحفيوها من الاطلاع عليها- تحدثت عن هذا الأمر بشكل دقيق.

وأفادت هذه الوثيقة بأن الاستخبارات الأميركية تجسست على البعثة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي في واشنطن واستطاعت التسلل إلى شبكة الإنترنت التابعة لها، وأنها تمكنت بذلك من التنصت على محادثات عبر ميكروفونات وضعت في المبنى، والاطلاع على وثائق ورسائل إلكترونية في أجهزة الحواسيب.

كما ذكرت إحدى هذه الوثائق أن وكالة الأمن القومي الأميركية تجسست على ممثلية الاتحاد الأوروبي في الأمم المتحدة بالطريقة نفسها، ووصفت الأوروبيين بأنهم "أهداف تنبغي مهاجمتها".

وقالت دير شبيغل إن الوكالة استهدفت كذلك اتصالات هاتفية في مبنى "جستس ليبسيوس" ببروكسل الذي يوجد فيه مقر المجلس الأوروبي الذي يضم حكومات دول الاتحاد الأوروبي، حيث لكل دولة من دوله غرف في هذا المبنى مزودة بوسائل اتصال عبر الهواتف والإنترنت يمكن أن يستخدمها وزراؤها.

وذكرت المجلة أنه "قبل أكثر من خمسة أعوام" اكتشف الخبراء الأمنيون في الاتحاد الأوروبي نظاما يسمح بالتنصت على شبكة الهاتف والإنترنت في المقر الرئيسي لمجلس الاتحاد، وأن هذا النظام يمتد حتى المقر العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) في ضاحية بروكسل.

وفي عام 2003، أكد الاتحاد اكتشاف نظام للتنصت الهاتفي في مكاتب دول عدة بينها فرنسا وألمانيا.

ولكن من الصعوبة بمكان معرفة ما إذا كانت المعلومات التي أوردتها دير شبيغل تتعلق بهذا الأمر تحديدا.

وقالت وكالة الأنباء الألمانية إن البيت الأبيض ومتحدثة باسم المفوضية الأوروبية رفضا التعليق على ما أوردته دير شبيغل. وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الاتحاد الأوروبي طلب الأربعاء من الولايات المتحدة أن تزوده "في أسرع وقت" بأجوبة عن أسئلته حول برنامج "بريزم" للمراقبة والتجسس.

يذكر أن المستشار السابق في الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن يقف وراء تسريب تفاصيل تتعلق ببرامج سرية للحكومة الأميركة لمراقبة اتصالات الهواتف والإنترنت نشرتها صحيفتا ذي غارديان وواشنطن بوست، مما أثار ضجة سياسية في الولايات المتحدة وخارجها بشأن الموازنة بين حقوق الخصوصية والأمن القومي.

وفر سنودن (30 عاما) -وهو مواطن أميركي- من الولايات المتحدة إلى هونغ كونغ في مايو/أيار الماضي، لكنه يختبئ في منطقة ترانزيت بمطار موسكو منذ مطلع الأسبوع الماضي، وتنظر حكومة الإكوادور اليسارية في طلب تقدم به للجوء إليها.