انطلاق مفاوضات التبادل الحر بين اوروبا واميركا

انطلاق مفاوضات التبادل الحر بين اوروبا واميركا
الإثنين ٠٨ يوليو ٢٠١٣ - ٠٨:٤٨ بتوقيت غرينتش

اعطى الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الاثنين في واشنطن اشارة الانطلاق للمفاوضات الرامية الى اقامة احدى اكبر مناطق التبادل الحر في العالم في اجواء طغت عليها قضية التجسس الاميركي التي سيعقد اجتماع منفصل بشانها في العاصمة الاميركية.

وافتتحت الممثلية الاميركية للتجارة الخارجية وكبير المفاوضين الاوروبيين اينياسيو غارسيا بيرسيرو الجولة الاولى من المحادثات رسميا حوالى الساعة 14:50 ت غ في غياب اي وسيلة اعلامية، كما علمت وكالة فرانس برس من مصادر مقربة من الملف.

وستختتم هذه الجولة من المحادثات التي تتضمن مواضيع عدة (اسواق عامة واستثمار وملكية فكرية...) الجمعة بمؤتمر صحافي مشترك.

الا ان هدف الاتفاق طموح جدا ويكمن في الغاء مجمل الحواجز، الجمركية منها وخصوصا التنظيمية، التي تعرقل المبادلات بين الولايات المتحدة، اول قوة اقتصادية في العالم، والاتحاد الاوروبي، ابرز شريك تجاري لها.

وفي شباط/ فبراير، اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان "تجارة حرة ومتوازنة من على جانبي الاطلسي ستدعم ملايين الوظائف الاميركية ذي الرواتب المرتفعة"، ممهدا بذلك لبداية هذه العملية التي ترمي الى الالتفاف على مأزق المحادثات المتعددة الاطراف في منظمة التجارة العالمية.

وفي الجهة الاوروبية، فان هذه السوق الجديدة التي تعد قرابة 820 مليون شخص، قد تتيح مكافحة الانكماش الذي يضرب منطقة اليورو منذ ستة فصول متتالية.

واعلن كاريل دو غوشت المفوض الاوروبي للتجارة في بيان "نحن مقتنعون بان هذا الاتفاق التجاري سيترجم بمزيد من الوظائف والنمو وسيساعدنا على الخروج من الازمة الاقتصادية"، من دون ان يؤكد مجددا بشكل كامل هدف التوصل الى اتفاق من الان وحتى نهاية 2014.

ومن على جانبي الاطلسي، يقر كل طرف بان الافخاخ ستكون عديدة. وقال دو غوشت "سنواجه بالتاكيد الكثير من المشاكل والعقبات، لكن اذا توصلنا الى اتفاق، فانه سيكون تاريخيا".

من جهته، اعلن الممثل الخاص للتجارة الخارجية مايكل فرومان في بيان "بدانا هذه العملية ببراغماتية. نعرف انه ستكون هناك تحديات" لكننا "سنقاوم تجربة عودة طموحاتنا الى التراجع سنعمل على تحقيق هدف واحد هو التوصل الى اتفاق".

وفي ختام معركة كبيرة، حصلت فرنسا في منتصف حزيران/ يونيو على استبعاد قطاع المرئي والمسموع في الوقت الراهن بعد عرض قوة مع المفوضية الاوروبية والذي قد يبرز مجددا اذا ما اعيد طرح الموضوع على البحث.

وقد تبرز خلافات جديدة حول الزراعة وخصوصا حول الزراعات المعدلة جينيا والتي تزرع على نطاق واسع في الولايات المتحدة في حين انها تخضع لضوابط صارمة في الاتحاد الاوروبي.

وقد يدافع الاميركيون ايضا بكل قوتهم عن قطاعاتهم التي تحظى بالحماية وخصوصا تشريعاتهم (حول الاعمال الصغيرة وما له علاقة بالمشتريات) التي تحتفظ ببعض الاسواق العامة للشركات الصغيرة والمتوسطة بالدرجة الاولى على حساب الشركات الاجنبية.

واخيرا اعلن سكوت بول رئيس تحالف الصناعة الاميركية، ابرز مجموعة للدفاع عن مصالح الصناعيين في البلاد، "نحن قلقون للغاية من ارادة الاتحاد الاوروبي فتح باب المنافسة امام الاسواق العامة".

واضفت الفضائح التي كشفت حول تجسس وكالة الامن القومي الاميركية على مكاتب الاتحاد الاوروبي المزيد من التوتر على الوضع.

وعلى هامش المفاوضات التجارية، سيلتقي الاوروبيون والاميركيون الاثنين في العاصمة الاميركية في محاولة لتجاوز قضية التجسس هذه برعاية وزارة العدل. ولم يتوافر في الوقت الراهن اي تفصيل حول مدة وموضوع هذه المحادثات من جانب المؤسسات المعنية.